هل يصح أن يقال عن المرأة أنها تغار من بنات جنسها؟
ذلك سؤال غبي فعلا، والأغبى منه أن تجيب عنه المرأة ذاتها، حينما تنفي وتدفع عن نفسها الغيرة، وأنها لا تشعر بشيء من الحساسية المفرطة تجاه نجاح الأخريات، فهي لا تجد المرأة الأخرى منافسة لها على الاطلاق.. بينما الحقيقة الأكثر تأكيدا أن الرجل هو من يشعر بالغيرة من امرأة تبزّه وتنافسه في النجاح والصعود والتميّز، فلا أكثر اغاظة للرجل من امرأة تفوقه مفهومية وحصافة رأي وشجاعة موقف.. وهذا ما يحاول الرجل نفيه بكل وسيلة.
أما المرأة فهي على النقيض تماما، تغبط النساء وتزداد ثقة حين يتناهى إلى سمعها نجاحاتهن المتتالية، بل وتسعد أيما سعادة إذا ما بزغ نجم إحداهن في محافل الأدب والعلم، لكنها لا تشعر بالغيرة إلا في موضع واحد، عندما تقترب احداهن من عرين بيتها، كأن تحاول التسلل إلى قلب زوجها مثلا، أو تحاول تصيّد الخلافات الزوجية لصالحها وفي غفلة منها.. هنا فقط تثور ثائرة الغيرة لديها، فالمرأة لديها حب تملّك الرجل، لا تريد أن يشاركها أحد في زوجها من قريب أو بعيد، وتلك حقيقة لابد من البوح بها والاعتراف بها شئنا ذلك أم أبينا.
بينما الأجدى للمرأة أن تثق بقدراتها، ازاء هذه المواقف التي توضع أمامها، وتتبع حدسها الأنثوي فلا أقوى من حدس الأنثى تجاه مخاطر الحياة، ولا أقوى من شكيمتها إذا ما عصفت بوجهها المحن والابتلاءات.
والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هو: كيف تعزز المرأة ثقتها بنفسها؟ وما هي الطرق المؤدية إلى امتلاك الثقة الكاملة؟
يمكننا نحن النساء أن نمتلك الثقة التامة، إذا طبقنا هذه النقاط بحذافيرها، فلا نتردد باتخاذ الخيار، ولا نستبعد الخوض في غمار التطبيق، بشرط الإيمان بقدرتنا على تجاوز الصعاب والمطبات..
وهذه النقاط هي:
أولا: تحديد الهدف والتمسك به
المرأة التي تعرف مواطن القوة لديها بشكل جيد، وتثق بقدرتها على حلحلة المشاكل تستفيد من مهاراتها في تذليل العقبات وما تواجهه من ارهاصات على الصعيد الشخصي أو المهني، عليها أن تركز على نقاط تفوقها في مواجهة نقاط ضعفها، وعليها ايضا أن تعترف بعيوبها، لكنها تعلم جيدا أن الأخطاء تجربة شخصية تتعلم منها في المستقبل، فإذا حددت الهدف وتمسكت به، سيكون من السهل عليها أن تبدع وتستمر بإبداعها إلى ما شاء الله.. حتى إننا رأينا إبداع السيدات في مختلف المجالات وقد بلغن الستين والسبعين من أعمارهن، وهذا يدل على أن العمر والتقدم فيه لن يشكل فارقا بوجه الإبداع والتفرد.
ثانيا: الثقة بالنفس طقوس عملية وليس مجرد كلام
كيف تعرف المرأة أنها قوية وتتأكد من أنها تستطيع التعامل مع المواقف المختلفة؟
الجواب على هذا التساؤل هو من خلال المرأة ذاتها.. حينما تدعم ثقتها بنفسها داخليا، عبر تلقين الذات بالثقة والتفوق والنجاح، فليس هناك أحد أفضل من أحد إلا بمقدار إيمانه بذاته وبمنجزاته وبمقدار منفعته للآخرين وللبشرية جمعاء..
أضف إلى ذلك عليها أن تهتم بمظهرها أيضا لتعطي لنفسها دفعة قوية من الثقة.
(عندما سألت مجلة صحة المرأة ميشيل أوباما عن مصدر ثقتها بنفسها قالت: أحيانا أعطي نفسي استراحة. ويمكن أن أتراجع لحظة من المعركة الانتخابية، لمجرد التنفس. لأن ما تعلمته هو أن رد الفعل الفوري لا يمكن أن يكون رد فعل اتخاذ قرار).
ثالثا: خصصي وقتا لنفسك
من الجميل أن تنخرط المرأة في مضمار الواجبات الإجتماعية كزيارة مريض أو حضور لقاء ومنتدى فكري، كما أنه من المناسب جدا للمرأة الواثقة أن تمارس وظائفها الإجتماعية دون تذمر أو ملل، آخذة بعين الإعتبار فسحة من الإسترخاء أثناء النهار تخصصه لنفسها والتفكير في برنامجها الخاص بعيدا عن صخب الأصدقاء والجيران.
رابعا: النظر بإيجابية دائما
المرأة التي تنوي أن تكتسب الثقة بنفسها وبقدراتها، عليها أن تنظر بايجابية لكل الأمور التي تتعرض لها، حتى المواقف التي تستدعي منها الغضب، عليها أن تتسلح بسلاح الايجابية تجاهها، لأنها تعلم أن الغضب سيؤدي إلى الإضرار بها أولا.. فعليها أن تتيح للأمور أن تمر بسلام، وهي تدرك تماما أنها لا تستطيع السيطرة على مشاعر الآخرين.
خامسا: اسعي لصلاح الناس كل الناس
السعي إلى اصلاح المنظومة الأخلاقية هي من أهم الصفات التي تكرس الثقة بالنفس، ذلك أن القوة واستلهام المقدرة في نشر الفضيلة والصلاح من دواعي زرع الثقة لخلق عالم أفضل، فالمدينة الفاضلة ليس لها وجود إلا في العالم الافتراضي كما هو معلوم... لكن بمقدورنا أن نسعى لخلق عالم موازٍ خال من العيوب الكبيرة بالتأكيد.
فكوني _ أيتها المرأة _ واثقة من نفسك وقدراتك.. فما تتمتعين به من مزايا يغبطك عليها الرجال؛ ولا تنسي أنّ بيمناك تهزّين المهد وبيسراك تهزّين العالم من حولكِ.
اضافةتعليق
التعليقات