انتشرت الحواسيب المحمولة والمكتبية وللهواتف الذكية والأجهزة اللوحية مع الثورة التكنولوجية وظهر ما يعرف بالألعاب الإلكترونية، التي استبدلت عن الألعاب التراثية الشعبية البسيطة كالكرة والحبل التي كانت تمارس في الأماكن المفتوحة كالساحات العامة.
وقد رافق هذه الألعاب المؤثرات الصوتية والمرئية، لما لها من تاثير في جذب الأطفال، إضافة الى السرعة في معالجة الألعاب للأوامر من قبل اللاعب.
هذه الأوامر أدت إلى سيطرت ظاهرة الألعاب الالكترونية بالشكل التام وأصبحت ظاهرة واقعية تأصلت في المجتمعات العربية واستحوذت على عقول الأطفال مما جعل من الشركات الصانعة تتنافس في إنتاج ألعاب إلكترونية جاذبة للأطفال.
وبما أن جسد العالم يئن من أزمة وباء كورونا، فقد تم توظيف هذا النوع من الألعاب في عميلة التعلم عن بعد، وتم تسخيرها لخدمة الأهداف التعليمية التعلمية، وأصبحت الوسيلة التي تطبق على جميع المراحل العمرية وبخاصة الطفولة كونها لا تحتاج لخلفية معرفية كبيرة بأمور الحاسوب من قبل المعلمين والتلامذة فهي تمتاز باستخدام مؤثرات بصرية وحركية تجذب الأطفال للتعلم أكثر.
وقد أثبتت الدراسات أن الألعاب الإلكترونية تسهل عملية التعلم وتحفز التعليم الذاتي كما أنها تنمي الثقة بالنفس والاحساس بالإنجاز وأن بقاء أثر التعلم يكون أكثر في الألعاب التعليمية الإلكترونية.
وما يلفت الانبتاه هو أن هذا الفريق من المدرسين لم ينشغل في البحث عن تقصير أو عدم تأهيل الكادر التعليمي لمثل هذه الجائحة ولا يقع في ذهنهم إلقاء اللوم على المختصين أو المعنيين بالشؤون التربوية. بل سارعوا إلى التعاطي مع الواقع الراهن في التصدي للجائحة الكونية لاستنقاذ جوهر العملية التعليمية التعلمية حيث تخفت في الوقت عينه لغة التواصل وتبادل المعلومات بالشكل المباشر.
إذ توجه هذا الفريق نحو إعطاء الدروس عن بعد عبر وسائل التواصل أو الأجهزة الإلكترونية ومتابعة التلامذة ومحاكاتهم من خلال اعتماد طريقة شرح الدروس وعرضها بطرق جذابة بدمج التعلم باللعب.
وبما أن هذه الآلية الحديثة فرضت جراء الأزمة التي يعيشها العالم برمته، أمنت تسهيلات هائلة عبر وسائل الاتصال بين المدرسين والتلامذة. وأظهرت نوعا جديدا في التعاطي والتواصل. إلا أن هذا يستبطن تأثيرات سلبية تنبعث من هذه الأجهزة باستخدامها لساعات متواصلة تنعكس على صحة الطرفين.
كما أنها أنتجت طرقا عشوائية في عملية التدريس قد تترك آثارا على التلامذة في العام القادم. مما يتطلب هذا إعادة هندسة طرق التدريس في المدارس التي ستفضي إلى تكبد هذه المؤسسات التعليمية على أنواعها خسائراً بإقفالها وإبعاد التلامذة عن مقاعدهم الدراسية مما أنتج تغير في العلاقات ألقى بأثره في مختلف المناحي الفاعلة.
وبما أن التلميذ هو المحرك الأقوى تأثيرا في حقلي التعلم والتعليم فغالب ما يتسلط عليه الضوء باتباع خطة بديلة لطرق التدريس المعتادة في الأعوام القادمة ما بعد الوباء. مما سيؤدي إلى بروز طرائق وآليات جديدة في مجال الاستثمار الالكتروني في الحقل التعلمي.
اضافةتعليق
التعليقات