اللغة العربية من إحدى اللغات الأكثر انتشاراً في العالم، يتحدثها أكثر من( 422 مليون نسمة) كلغة أم، كما يتحدث بها من المسلمين غير العرب قرابة العدد نفسه كلغة ثانية، لغة مقدسة عند العرب فهي (لغة القرآن)، بما أن القرآن قد نزل بها، فالعبادات الإلهية التي أوجبها الله تعالى مثل الصلاة، وقراءة سور القران الكريم، كان لها الأثّر في انتشار الإسلام وتأسيسه، حتى انها اصبحت رسمية في كل الدول العربية إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد وإريتيريا وإسرائيل، وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.
لغتي لغة الضاد..
"لغة الضاد" هو الاسم الذي يُطلقه العرب على لغتهم، فالضاد للعرب خاصة ولا توجد في كلام العجم إلا في القليل ولذلك قيل في قول أَبي الطيب المتنبي: وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ حيث ذهب به إلى أنها للعرب خاصة.
وقد كان علماء المسلمين المتقدمين يدركون ذلك حتى قال أبو عمرو بن العلاء (770م): "ما لسان حمير بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا، يدل ما تبقى من الشعر الجاهلي حتى الوقت الحاضر، أن القبائل العربية الشمالية اصطلحت فيما بينها على لهجة أدبية فصحى عمد الشعراء بمختلف قبائلهم إلى نظم شعرهم بها، فارتفعوا بذلك عن لهجة قبائلهم إلى هذه اللهجة الأدبيّة العامّة، ومن ثمّ احتفظت القبائل بالخصائص التي تميزت بها كل قبيلة منهم في لهجتها فلم تدخل في شعر شعرائها إلا قليلاً جداً.
وعن أبي الأسود الدؤلي أنه دخل على الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوماً فوجد رقعة سوداء في يده فسأله عنها فقال: "إني تأملت كلام العرب فوجدته قد فسد، فأردت أن أضع شيئاً يرجعون إليه". وبعد ذلك ألقى الرقعة إلى أبي الأسود فوجد أنه مكتوب فيها: "الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المُسمّى، والفعل ما أُنبئ به، والحرف ما أفاد معنى". ثم قال مولانا علي عليه السلام: "انحُ هذا النحو (ويُقال أن التسمية جاءت من هنا) وأضف إليه ما وقع لك". ومن هُنا بدأ أبو الأسود يُضيف إليه حتى اكتمل جزء كبير من النحو المعروف اليوم..
وكان من أهمية اللغة العربية في المجال العلمي والثقافي، أن اقتبست بعض اللغات الأوروبيّة كلمات منها أثناء العهد الصليبي في المشرق، أو عن طريق التثاقف والاختلاط مع عرب الأندلس، ومن أبرز اللغات التي تأثرت بالعربية: الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية.
وخلال العصر الذهبي بلغت اللغة العربية أقصى درجات الازدهار، حيث عبّر الأدباء والشعراء والعلماء العرب والعجم عن أفكارهم بهذه اللغة، فكُتبت آلاف المجلدات والمؤلفات والمخطوطات حول مختلف المواضيع بلسان العرب.
تجلّى هذا الانتعاش بنهضة ثقافية في بلاد الشام ومصر بسبب ازدياد نسبة المتعلمين وافتتاح الكثير من المطابع التي قامت بتجميع الحروف العربية، ونشرت الصحف الحديثة بهذه اللغة لأول مرة، كذلك ظهرت عدّة جمعيات أدبيّة وأدباء وشعراء كبار ساهموا في إحياء اللغة العربية الفصحى، ومن هؤلاء: أحمد شوقي الملقب بأمير الشعراء، أمين الريحاني، وجبران خليل جبران. وقد أسس هؤلاء الأدباء القواميس والمعاجم الحديثة مثل دائرة المعارف وقاموس محيط المحيط، ووفروا مؤلفات قيمة في مختلف فنون المعرفة، بعد أن ترجموا واقتبسوا روائع الفكر الغربي، كذلك يسّر الأدباء العرب في تلك الفترة اللغة العربية وقواعدها، فوضعوا لها المعاجم الحديثة التي لا تزال متداولة حتى الآن، وتأسست الصحافة العربية لتُعيد إحياء الفكر العربي وتوقظ القرّاء على أخبار بلادهم المحلية والأخبار العالميّة، ومن أبرز المدارس الفكرية العربية التي برزت في ذلك العهد مدرسة أدب المهجر، وهو الأدب الذي أنشأه العرب الذين هاجروا من بلاد الشام إلى أمريكا الشمالية والجنوبية، وكوَّنوا جاليات عربية، وروابط أدبية أخرجت صحفاً ومجلات تهتم بشؤونهم وأدبهم، وأنشأ أتباعهاعدّة نقابات.
باقة عطرة من لغتي..
(تكأكأتم، افرنقعوا) من قول عيسى بن عمر النحوي، وقد سقط عن دابته، فاجتمع الناس حوله
فقال: (مالكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنة افرنقعوا)،
فمعنى " تكأكأتم" اجتمعتم ومعنى " افرنقعوا " انصرفوا،
يقول متعجباً: مالكم اجتمعتم عليّ كأجتماعكم على ذي جنون تنحوا عني.
ومنه أيضاً لفظ (رَخاخ) فى قولهم: نحن في رَخاخ من العيش، أي في سعة ورغد
- (الجرشى) وتعني النفس في قول أبي الطيب المتنبي يمدح سيف الدولة:
مبارك الاسم أغرّ اللقب: كريم الجرشى شريف النسب.
- (المثعنجر) وتعني البحر ومن ذلك قوله نقنق الضفدع في المثعنجر.
- (العرين، والصُمادح) العرين تعني اللحم والصُمادح تعني الماء الخالص ومنه قول القائل
أكلت العرين وشربت الصُمادح.
- (اطلخم) اشتد ومن ذلك قوله اطلخم الأمر.
- (السمادج) وتعني اللبن ومن ذلك قول القائل "أسمع جعجعة وأنا أشرب السمادج".
- (عصبصب، هِلَّوف، السجسج) العصبصب تعني شديد الحر، والهِلَّوف هو الذي
يستر غمامه شمسه، والسجسج الأرض ليست سهلة ولا صلبة ومن ذلك قول القائل
" يوم عصبصب وهِلّوف ملأ السجسج طلا "..
- ﻻ ﺗُﺴﻤَّﻰ ﺍﻟﻤﺎئدة ﻣﺎئدﺓﺇﻻ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ طعام. ﻓﺈﻥ لميكن ﻋﻠﻴﻬﺎ طعام ﻓﻬﻲ خِوﺍﻥ.
- ﻻ ﺗُﺴﻤّﻰ الكأﺱ ﻛﺄﺳﺎً ﺇﻻ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﺍﺏ، ﻓﺈﻥ لميكن ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﺍﺏ ﻓﻬﻲ قدﺡ.
-القطر ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘﺎﻑ المطر، ﻭﺑﻜﺴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻭﺑﻀﻤﻬﺎ البلد ﺃﻭ الدائرة.
- تقول هو عاطل ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ، وهذاخطأ فالعاطل ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺣُﻠِﻲَّ ﻟﻬﺎ، ﻭ ﺍلصوﺍﺏ ﺃﻥ تقوﻝ هو ﺭﺟﻞ ﺑﺎﻫﻞ..!!
- ﻭ تقوﻝ ﻓﻼﻥ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً. ﻭهذا عكس ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎً، فالذي هوﻋﺮﺿﺔ
ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ هو ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﻬﺎ ﺃبداً.
- الوجيف ﻭ الرجيف: ﻛﻼهم ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺯﻳﺎﺩة ﺿﺮﺑﺎﺕالقلب ﺇﻻ ﺍﻥ الوجيف بسبب ﺍﻟﻔﺮحة أﻣﺎ الرجيف بسبب الخوف.
اضافةتعليق
التعليقات