يعد الزواج القاعدة والأصل الذي تقوم عليه الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة، وهو العقد المنظّم الوحيد والركيزة الأساسية في العلاقة بينهما، وهو الأساس الذي تأسست عليه المجتمعات، والزواج عقد بين طرفين هما الزوج والزوجة وبرباطٍ من المحبّة والمودّة والرّضا، حيث تبدأ الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة بعد ارتباطهما ضمن رباط مقدس، بهدف تكوين أسرة وإنجاب الأطفال، فيصبح لكل طرف في العلاقة رفيق درب روحي يعطيه الحب الحقيقي والاهتمام من أجل الحفاظ على حياة زوجية ناجحة وسعيدة، وإن الحياة الزوجية تحتاج إلى الكثير من التعاون والتفاهم بين الرجل والمرأة، ومجهود كبير لكي تمر العلاقة بسلام، وتقف أمام المشاكل والضغوط من دون أن تترك أثرًا سلبيًّا على العكس لكي تصبح العلاقة الزوجية أفضل.
كما أنّ الاستقرار العاطفي يساعدهما على تجاوز المحن التي يمران بها في هذه الحياة من خلال مشاركة بعضهما الآلام والآمال، بحيث يُظهر كلا الطرفين استعداده للتضحية في سبيل سعادة وراحة الطرف الآخر.
ولهذا إليكِ بعض أسس نجاح العلاقة الزوجية، بمثابة العمود بأيّ علاقة.
أسس بناء العلاقة الزوجية الناجحة
الخلفية الدينية: تتطلب العلاقة الزوجية تكافؤ بالخلفية الدينية، والتزام كلا الطرفين بمستوى ديني مناسب حيث تتشابه المعتقدات الدينية بين الزوجين، بالإضافة إلى أن كثير من المشكلات الزوجية تحدث بسبب تفاوت درجة الالتزام الديني بين الزوجين.
الأخلاق: يساعد تحلي الزوجين بالأخلاق الحميدة ضمان أسس الحياة السعيدة بينهما، حيث تسود بينهما المفاهيم الأخلاقية مثل العطف، الصبر، التسامح، ويعمل كل من الزوجين بمراعاة الله تعالى في علاقته بالآخر.
الوضع الاجتماعي: حيث لا بد من أن تتشابه الظروف الاجتماعية والعائلية للطرفين من حيث العادات والتقاليد وأنماط الحياة.
ضرورة التعارف قبل تكوين العلاقة الزوجية: ويكون ذلك بأن تكون فترة الخطبة وهي (الفترة التي تسبق الزواج) كافية ومناسبة للتعرف إلى الطرف الآخر، وتكوين صورة شاملة لصفاته وطباعه.
التقبل: حيث لا تقوم العلاقة الزوجية إذا نشأت رغما عن أحد الطرفين، فالرضا شرط أساسي لإقامة علاقة زوجية سليمة، واستمرارها.
التكافؤ العلمي: يعمل العلم على تحسين وتطوير أفكار الفرد نحو الأفضل، ويعتبر التكافؤ العلمي بين الزوجين شرطا أساسيا لنجاح العلاقة بينهما، حيث يساعد على التقاء أفكارهما في نقطة واحدة.
مستوى الثقافة: يتطلب نجاح العلاقة الزوجية اقتراب مستويات الثقافة التي ينتميان لها، الأمر الذي يؤدي إلى تشابه أفكار كل منهما، وتقليل الاختلافات بطرق التفكير؛ وامتلاك طرق الحوار والنقاش الفاعلة والتي تسهم في تخطي المشكلات التي قد تنشأ بينهما.
الشكل الخارجي: لا نقصد بالشكل الخارجي مستوى الجمال الذي يتمتع به الشخص، بل نقصد به تقبل شكل الشخص للطرف الآخر والرضا عنه، فقبول الشكل الخارجي يسهم على تقليل الفجوات بين الزوجين.
وهنالك أسس أخرى لبناء العلاقة الزوجية
الهدف من العلاقة الزوجية:
فالعلاقة الزوجية تتضمن عددا كبيرا من الأهداف والتي لابد أن تكون واضحة ومشتركة بين الزوجين وهي: تلبية رغبات وحاجات الإنسان، إقامة أسرة، تربية الأبناء، مواجهة مشكلات الحياة وصعوباتها بشكل مشترك، وهكذا.
الوضع المادي: تتطلب عملية إنشاء العلاقة الزوجية تكاليف مادية لا بد من الزوج امتلاكها، ولضمان نجاح العلاقة الزوجية يجب أن يكون الوضع المادي بين الزوجين متكافئ ومتشابه، ومما يذكر أن الظروف المادية الصعبة سببا أساسيا ورئيسا في نشوب الخلافات بين الزوجين، والتي قد تؤدي إلى حدوث الطلاق بينهما في بعض الحالات. إضافة إلى ذلك يتطلب الجانب المادي بين الزوجين التعاون والتشارك، وتحمل الظروف الصعبة معا.
القبول العاطفي: حيث تتطلب العلاقة الزوجية قبول الآخر بشكل عاطفي، ويتضمن هذا نشوء مشاعر الحب بينهما وتطورها خلال مراحل الحياة القادمة.
استيعاب وتقبل نواقص وعيوب الآخر: حيث لا يوجد شخص كامل، حيث يمتاز كل شخص بعدد من الصفات الإيجابية والسلبية، ويتطلب هذا الأمر تقبل وتحمل عيوب الآخر، وتجاوز عيوب بعضهما البعض، والتركيز فقط على الصفات الإيجابية والمميزة في الطرف الآخر
وهذا القبول يجب أن يكون متبادلا بين الطرفين.
التجديد المستمر: من المعروف أن العلاقة الزوجية طويلة من الناحية الزمنية، وقد تشوبها عوامل الملل والضجر مما يعمل على إثارة المشكلات بين الزوجين، وهذا يتطلب البحث عن التجدد وتحديث العلاقة بينهما.
وهنالك بعض النصائح لحياة زوجية سعيدة
إن الحياة الزوجية تكون في البداية في أجمل حالاتها، حيث يكون الشغف، والحب، والعاطفة في الأوج، ثمّ تدخل العلاقة في مرحلة الروتين، فإذا كان الشخص يبحث عن حياة زوجية سعيدة تستمر إلى الأبد، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:
تقدير الشريك: يحتاج كلا الزوجين إلى التقدير والاهتمام من قبل الطرف الآخر، وذلك عن كل ما يقدمه للآخر في جميع جوانب حياته.
الاعتناء بالمظهر الخارجي: يجب أن يحرص كلا الزوجان على الاهتمام بالمظهر الخارجي مع تقدم سنوات الزواج، وعدم إهمال اللباس، أو تصفيف الشعر، أو الحفاظ على نظافة الأسنان حتى وإن زادت المهام المراد إنجازها بشكل يومي، خاصة مع وجود الأطفال الذين يأخذون الوقت الأكبر من العناية، والاهتمام.
تجاوز المشكلات الصغيرة ومسامحة الشريك: تتعرّض العلاقة الزوجية كغيرها من العلاقات للمشاحنات، والمشاكل العديدة بعضها يكون صغيراً ويمكن تجاوزه، وبعضها يحتاج إلى معالجة فعلية، لذا عند وقوع أي مشكلة يجب التحلي بالصبر، والصمت لفترة وجيزة، لكي يتسنّى لكلا الطرفين مراجعة أحداث المشكلة، وإيجاد حلول لها دون تعميقها أكثر، كما يجب أن يُذكّر الشريك نفسه بإيجابيات شريكه، وبأنّه يستحق الغفران مهما بدر منه.
البقاء على اتصال: ينشغل الزوجين بالعمل، والأطفال، والعائلة، وشؤون الحياة المختلفة، وقد يكون حديثهما أو تواصلهما مركز دائماً حول هذه الأمور، كمناقشة ميزانية المنزل الشهرية، أو من سيصحب الطفل إلى مدرسته، أو الأمور التي تحدث مع الأهل خارج إطار حياتهم، وغيرها من الأمور، لذا يجب على الزوجين محاولة الحديث حول نفسيهما بشكل منتظم ومستمر، حتى ولو كان ذلك لمدة قصيرة من اليوم، ومن الممكن فعل ذلك قبل النوم، أو أثناء شرب القهوة سوياً، أو في عطلة نهاية الأسبوع، أو من خلال تبادل الرسائل النصية خلال اليوم أثناء انشغالهما في أعمالهما.
معرفة الأحداث التي يمر بها الشريك: يفترض كلا الشريكين معرفتهما التامة ببعضهما البعض، ولكن مع مرور الوقت يتغير الإنسان بصورة طبيعية من خلال ما يتعرض له من خبرات في حياته، وتتغير لديه اهتماماته ومخاوفه وما يحبه أو يكرهه، لذا يجب أن يبقى الشريك فضولياً لمعرفة كل الأمور المتعلقة بشريكه من خلال طرح الأسئلة عما مر به خلال يومه، وعن اهتماماته أو ما يعجبه وما يثير مخاوفه وقلقه، وقد يتفاجأ الشريك بتغيّر بعضاً من هذه الأمور التي كان يعرفها من قبل، فهذه الأمور تنعكس بإيجابية على حياتهما الزوجية، وبالتالي نجاحها.
اضافةتعليق
التعليقات