يحاول الجميع أو أن النسبة الغالبة من الناس يسعون كثيراً من أجل تحقيق أهدافهم في الحياة، والسعي في مثل هذا الطريق يؤدي في أحيانٍ كثيرة إلى استنزاف قوى الانسان، ويصل به أحياناً إلى حد الارهاق والاكتئاب، خاصةً للأشخاص الذين يرومون لتحسين ذاتهم بأي ثمن.
هناك حدود للسعي في كل شيء، هناك من يختار أن تكون حياته مجرد وقت ينتهي بالمرح والتسلية وتكون عبارة عن فراغ خالٍ من الفائدة، وهناك من يحاول جاهداً أن يُحسن من ذاته ويطور من قواه العقلية أو الجسدية، وتحسين انتاجيتهم الذهنية في كل يوم من أيام السنة، لكن الأول يكون مُهدراً لوقته من غير أن ينفع ذاته بشيء، والثاني يكون قد أنهك ذاته وانغمس ببحيرةٍ لم يقف في بادئتها ويتأنى قبل دخولها، وبذلك هو لم يستفد من شيء!، بل اعتبر ذاته كالنظام الالكتروني الذي يجب تحديثه، أي يكون مجبراً على ذلك، ويفقد حس المتعة في السعي إلى هدفه وبالتالي يقل حماسه تدريجياً لإكمال الطريق.
التكرار والاجبار في تنفيذ مهمةٍ ما مهما كان الانسان محباً لها، تؤدي به إلى الغرق، فإنه لا بد له أن يوازن وقته، ويراعي بذلك صحته، والجهد الذي يبذله.
البعض منهم يحاول أن يتبع شخصية معينة، قد تكون مشهورة أو مؤثرة في المجتمع، قد سمع منها أنه لا بد له من القيام بهذا العمل ويعتبره أفضل الحلول.
يستطيع الشخص الهادف حقاً أن يميز في كيفية السعي إلى أحلامه، حتى وإن كانت له شخصية يقتدي بها في المسير، لكن يكون ذلك بالنسبة العقلانية، وتكون أقل استنزافاً لقواه الذاتية، وحتى من يحاول الوصول إلى الكمال بأموره فسيعود مقتولاً خائباً تحت تفكيره الخيالي الذي لم يصل إليه، فلا يوجد أحد في أعداد هذه البشرية الهائلة من يكون متكاملاً بكل شيء، لكن لكلٍ منا جميعاً مجالات متعددة للتحسن ولا يجب أن تكون كثيفة حتى تبرز!.
يمكن السير في طريق الأهداف من خلال عَدِ خطواته، والتخطيط للتقدم، وتسجيل الأفكار السلبية التي يمكن أن تواجهه، وتصميم نظام خاص به ليكون الأمر مريحاً له، ومحاولة تغيير الروتين إذا كان فيه تكرار لفعلٍ ما أو تصرفٍ منا.
ففي النهاية كل الأمور تبدأ بخطوة أولى صغيرة أو عملٍ صغير، لا القيام بكل شيء دفعةٍ واحدة، وعلى الشخص أن يُدرك أنه لا يستطيع أن يفعل كل شيء، فالتغيير لا يعني أن تشعل النيران في ثانية وتحرق نفسك معها، بل أن تأتي بالحطب أولاً وبما يساعدك على الاشتعال، لتتدفأ من البرد الذي يمكن أن يؤثر بك، فالحياة ليست حالة طوارئ، وعليك أن تنظم حياتك وتعيش بشكلٍ جيد، من أجل مصلحتك وصحتك.
اضافةتعليق
التعليقات