في السنوات الاخيرة حظيت قضية عمل الاطفال بالكثير من العناية والرصد وتابعت منظمة العمل الدولية ومنظمة الامم المتحدة لمكافحة عمل الأطفال ومالها من جوانب وآثاراً سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص، العمل الذي يضع أعباء ثقيلة على جسم الطفل، والذي يهدد سلامته وصحته ورفاهيته، ويستفيد من ضعف الطفل وعدم قدرتهم التجار، فيستغل الأطفال كعمالة رخيصة بديلة عن الكبار.
كان القضاء على هذه الظاهرة (عمل الأطفال) من أبرز الأهداف التي نصبتها منظمة العمل الدولية لنفسها منذ نشأتها في عام (1919) ومن الأدوات الرئيسية التي اعتمدتها المنظمة بمرور الزمن لتحقيق هدف القضاء الفعلي على عمل الأطفال، اعتماد ومراقبة معايير عمل تجسد مفهوم الحد الأدنى لسن العمل أو الاستخدام، إضافة إلى ذلك ومنذ عام (1919) فصاعدا، أُدرج مبدأ ربط معايير الحد الأدنى للسن بالدراسة كجزء لا يتجزأ، وتنص الاتفاقية رقم (138) على أن الحد الأدنى لسن القبول في الاستخدام يجب ألا يكون أدنى من الحد الأدنى لسن الانتهاء من التعليم الإلزامي.
أشكال عمل الأطفال
عرف دوليا ان عمل الاطفال هو الاستعباد والتجارة والعمل سدادا لدين وسائر أشكال العمل الجبري وتوظيف الأطفال جبرا لاستخدامهم في النزاعات المسلحة وأعمال الغير اخلاقية والإباحية والأنشطة غير المشروعة من خلال العمل الذي يؤديه طفل دون الحد الأدنى للسن (الثامن عشر) وقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام (1989) اتفاقية عن حقوق الطفل، ومنعت تشغيل الأطفال حتى سن الثامنة عشرة في الأعمال التي يحتمل أن تعرض للخطر صحة أو سلامة أو أخلاق الأحداث بسبب طبيعتها أو الظروف التي تؤدى فيها.
وأكدت على ضرورة السعي لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطرا أو يمثل إعاقة لتعليمه أو ضررا بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي، ووضع حد أدنى لسن الالتحاق بالعمل ونظام ملائم لساعات العمل وظروفه وفرض عقوبات مناسبة لضمان فعالية تطبيق هذه النصوص.
الأعمال الخطرة على الاطفال
هي الأعمال التي تعرض صحة الأطفال الجسدية والعقلية والأخلاقية للخطر، ولا ينبغي لأي فرد دون سن (18) سنة القيام بهذه الأعمال او أن يكون الحد الأدنى لسن الاستخدام أقل من سن الانتهاء من التعليم الإلزامي، وهو عموما لا يقل عن سن (15).
وأيدت الدورة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأطفال في عام (2002) منهجا تعميميا بأدراج عمل الأطفال في برنامج التنمية وبذلك أصبح من الضروري تحديد طموح جديد تسترشد به هذه الحركة العالمية المناهضة لعمل الأطفال ويعني هذا الأمر من الناحية السياسية وضع عمل الأطفال على جدول أعمال وزارتي المالية والتخطيط إذ أنه في نهاية المطاف، ينبغي للحركة العالمية أن تقنع الحكومات باتخاذ الإجراءات الرامية إلى وضع حد لعمل الأطفال.
واقترحت خطة عمل وهي أن تستمر منظمة العمل الدولية والدول الأعضاء فيها في اتباع هدف القضاء الفعلي على عمل الأطفال، وذلك بأن تتعهد بالقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال بحلول عام (2016) بأن تقوم الدول الأعضاء، لهذا الغرض وبما يتفق مع الاتفاقية رقم ( 182) بتصميم واتخاذ تدابير ملائمة ومحددة زمنيا، ويعتبر هدف القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال بحلول عام (2016 ) هدفا قابلا للتحقيق والقضاء الفعلي على جميع أشكال عمل الأطفال، وهو الهدف الأساسي لمنظمة العمل الدولية.
احصائية عمالة الاطفال
وتشير إلى أنه كان هناك 317 مليون طفل نشط اقتصاديا تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 سنة في عام 2004، يمكن اعتبار 218 مليون منهم كأطفال عمال، ومن أصل هذا الرقم الأخير، يعمل 126 مليون طفل في أعمال خطرة، وبالنسبة إلى المجموعة العمرية الأضيق نطاقا للأطفال ما بين 5 و 14 سنة، فإن 191 مليون منهم يعتبرون نشطين اقتصاديا، و 166 مليون منهم يعتبرون من الأطفال العمال، و 74 مليون منهم يعملون في أعمال خطرة. وقد انخفض عدد الأطفال العمال في المجموعة العمرية من5 إلى 14 سنة، والمجموعة العمرية من 5 إلى 17 سنة على السواء بنسبة 11 في المائة خلال السنوات الأربع من 2000 إلى 2004. ولكن عدد الأطفال العاملين في أعمال خطرة انخفض بنسبة أكبر من ذلك بكثير، إذ بلغت 26 في المائة للأطفال في المجموعة العمرية من 5 إلى 17 عاما، و33 في المائة للأطفال في المجموعةالعمرية من 5 إلى 17 عاما، و 33 في المائة ما بين 5 و 14 عامافي الفترة نفسها.
وأشار التقرير العالمي في عام 2002 إلى أن الغالبية العظمى(70 في المائة) من الأطفال يعملون في القطاع الزراعي وبأن الاقتصاد غير المنظم يستحوذ على أكبر حصة من عمل الأطفال بغض النظر عن القطاع الاقتصادي. إضافة إلى ذلك، فإن نوع الجنس يلعب دورا بارزا في تحديد مختلف أنماط العمل التي تؤديها الفتيات أو يؤديها الفتيان. فالفتيات مثلا يستحوذن على الأشغال في المنازل في حين أن الفتيان يعملون على نحو غالب في المناجم والكسارات. ويتفاهم الوضع حين يكون نمط العمل مستثنى من أي تنظيم في عدد كبير من البلدان، كما هي الحال مثلا بالنسبة إلى العمل في المنازل.
وبلغ معدل انتشار عمل الأطفال (النسبة المئوية للأطفال العاملين) في عام 2004، نسبة تقدر بزهاء 13.9 في المائة للمجموعة العمرية من 5 إلى 17 عاما بالمقارنة بنسبة 16 في المائة في عام2000 والملحوظ أن نسبة الفتيات من بين الأطفال العمال بقيت مع ذلك مستقرة.
وبلغ معدل انتشار عمل الأطفال (النسبة المئوية للأطفال العاملين) في عام 2004، نسبة تقدر بزهاء 13.9 في المائة للمجموعة العمرية من 5 إلى 17 عاما بالمقارنة بنسبة 16 في المائة في عام2000 والملحوظ أن نسبة الفتيات من بين الأطفال العمال بقيت معذلك مستقرة وبالتالي، فإن الصورة الشاملة البارزة من ذلك مشجعة للغاية: يسجل عمل الأطفال انخفاضا، ويتسارع هذا الانخفاض كلما كان عمل الأطفال مضرا وكلما كان الأطفال الضالعون فيه مستضعفين.
وقد قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن أكثر من نصف مليون طفل عراقي منخرطون في سوق العمل عوضا عن الذهاب للمدارس مع تراجع دخول العائلات بسبب العنف والنزوح، وتضاعف عدد الأطفال العاملين ليصل إلى أكثر من 575 ألفا منذ عام 1990 الذي شهد الحرب بين العراق والكويت وصولا للغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ثم الصراع الطائفي الذي لا يزال مستمرا. واخيرا الحرب مع داعش، وتقول يونيسيف إن نحو 4.7 مليون طفل عراقي بحاجة لمساعدة إنسانية بينما تواجه الكثير من العائلات الآن أوضاعا متردية بعد العمليات العسكرية ضد داعش.
أسباب وتأثيرات عمالة الأطفال
_الفقر: مما يضطر الاطفال على ممارسة انواع العمل الشاق حتى يستطيعون من توفير لقمة عيش لعوائلهم.
_انعدام الثقافة والتعليم الإلزامي في المجتمع مما يجعل الامر سهلا في ترك المدرسة والذهاب الى العمل.
_البيئة التي تجعل من الصبي رجلا وتطلب منه ان يتحمل مسؤولية نفسه واسرته تحت قانون: في الماضي كان الابناء يعملون مع ابائهم.
_الاستعمار والحروب والأزمات التي تخلق عبء اقتصادي على الاسرة والمجتمع.
_نقص التوعية الاجتماعية والدولية لمحاربة عمالة الاطفال.
اثار العمل على الاطفال
قد يتعرض الطفل الى الجروح والكدمات الجسدية، او السقوط من أماكن مرتفعة، الخنق من الغازات السامة، نزف الحاد.
وتطوره العلمي يتأثر في حال تركه المدرسة مما يؤدي إلى انخفاض بقدراته على القراءة، الكتابة، إضافة إلى إبداعه وهواياته.
الطفل العامل يفقد احترامه لذاته وارتباطه الأسري وتقبله للآخرين، وذلك جراء بعده عن الأسرة ونومه في مكان العمل وتعرضه للعنف من قبل صاحب العمل أو من قبل زملائه، او حتى من قبل نفسه فيشعر بالنقص وعدم الثقة كبقية الاطفال.
يؤكد الباحثون منذ وقت طويل على أن أنواع معينة من العمل يُسبب مشاكل نفسية، واجتماعية خطيرة للأطفال، يعد هذا خطراً كبيراً خاصةً لدى الأطفال، وإن كان معظمهم من الفتيات يعد من اللواتي يعملن كعاملات منزل ويعشن بعيدا عن المنزل العائلي، القليل من المعلومات المتوفرة تشير إلى أنهن يعملن في ظروف قاسية وممنوع تقريباً إجراء أي اتصال مع عائلاتهن وأصدقائهن هن أيضاً في بعض الأحيان ضحايا الاعتداء الجسدي والنفسي والجنسي كل هذا يهدد توازنهن النفسي والاجتماعي.
التعرض لاصابات العمل يعتبر من أهم المؤشرات المتعلقة لعمالة الأطفال، حيث أن 6،5% من الأطفال العاملين تعرضوا لاصابات عمل خلال أدائهم لمهامهم أثناء العمل، وتتراوح تلك الإصابات بين كسور وجروح ورضوض .
موقف الطفل تجاه ظروف عملهم فقد أفادت النتائج أن 35.4% من الأطفال يرون ان عملهم مرهق جسديا ومتعب جدا، 15.4% يرون أن عملهم خطير.
لقد تم منذ عدة سنوات إطلاق مبادرة عالمية للدفاع عن حقوق الطفل وبطلها هو طائر الدودو، هذه المبادرة تهدف لنشر الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في كافة أنحاء العالم وبغض النظر عن العرق، الجنس، الدين، المستوى الاجتماعي أو التوجه السياسي.
والجدير بالذكر ان نذكر معاً أن الاتفاقية رقم (60) وهي الاتفاقية على ساعات العمل والحد الأدنى للسن (الأعمال الغير صناعية) عام (1937) وتنص على أن: أي طفل تحت سن 14 عام، لا يجوز استخدامه في أعمال خفيفة لاكثر من ساعتين في اليوم، في أيام الدراسة كما هو الحال في أيام العطلة أو قضاء في المدرسة والأعمال الخفيفة أكثر من سبع ساعات يومياً في الجموع .
اضافةتعليق
التعليقات