أراد أن يجعل الكتاب يتكلم نيابةً عن الكلمات المنثورة عليه، أراد أن يبدأ صمته، يبلغ الكلام من خلال نظرة واحدة، باستخدام نماذج وأفكار غير مطروقة، أراد أن يخرج النحت من دائرته القوقعية وأن لا يقتصر على الأشجار أو الجدران فقط، فشكل صورة أخرى في عالم الفن التشكيلي..
إنه الفنان التشكيلي الشاب مؤمل مجيد شاكر ابن العشرين ربيعًا، طالب جامعي في كلية الآداب قسم علم النفس، أبدع في طرح منهجا تشكيليًا نادرًا وغير مطروقًا من خلال تجربته الفريدة بالنحت على الكتب..
(بشرى حياة) تجولت في أروقة منحوتاته الجميلة ليحدثنا عن بداية وهج انطلاقته..
خارج المألوف
تطرق مؤمل إلى فن خارج المألوف من خلال إيجاد ضالته المنشودة بإبتكار النحت على الكتب إذ يقوم الفنان برسم بورتريهات لشخصيات معروفة عالميًا أو عراقيًا من خلال طي أو قص حافة أوراق الكتاب، ويقدمها بطريقة رائعة جدًا من حيث بناء وتكوين اللوحة وتوزيع المساحات والنسب بدقة عالية محافظًا على القيمة الفنية والعلمية للكتاب.
حدثنا قائلا: بدأت ممارسة النحت منذ سنتين اضافة إلى هواياتي في عزف الجيتار ِوالكتابة، حيث مارست هذه الموهبة من خلال عملي بمجال الأدب بالكتابة والمطالعة، إذ لاحظت في آخر فترة قد أصبح هناك ملل للأدب لكثرة النتاج الشعري والنتاج الأدبي وأيضا كثرة الكتب المشتركة والكتب التقليدية، فأردت من خلال نحت الكتب أن أحول الكتب الصامتة إلى ناطقة عبر نحت وقص الورق وتحويلها إلى نصوص بصرية تتشظى بالإبداع، وذلك لأجذب الناس للقراءة من خلال التشويق لاقتناء الكتب من خلال تحف فنية فريدة من نوعها، لأن المجتمع يحب انبثاق شيء مغاير للقديم بتقنيه أفضل مما عليه سابقاً، فلا حدود للفن إذا كنت تفكر أكبر مما عليه الواقع.
ارتباط اكاديمي
ارتبط تخصص مؤمل الأكاديمي بأعماله الفنية على حد قولة حيث قال: من المؤكد هناك رابط بين فني وتخصصي لأن تخصصي يدرس سلوك الفرد والأحاسيس والاضطرابات التي يعيشها، فإن كان لدى الشخص طاقة سلبية يستطيع تفريغها عن طريق الرسم أو النحت أو الفن بصورة عامة.
مشاركات ومنجزات
مجمل أعمال مؤمل التي أنجزها خلال العامين المنصرمين ما يقارب (80) عملا، كما شارك في عدد من المعارض المحلية منها معرض الأشقاء في المحطة العالمية ومعرض (تيدكس) في بغداد كعرض اتحاد العام لحقوق الفنانين، وغيرها من المعارض.
هذا وقد تلقى مؤمل دعما من المتحف المتجول الثقافي من قبل الأستاذ هاشم طراد والأستاذ ستار الجودة، من خلال عرض أعماله داخل المتحف في قشلة شارع المتنبي، حيث لاقت رضا واستحسان الفنانين والمتذوقين والزائرين الوافدين من مدن أخرى.
مردود مادي
وعن مصير أعماله قال: في بداية الأمر كانت منحوتاتي لغرض الهواية ثم أصبحت ذات مردود مادي من خلال بيعها للزبائن بعدما لاقت اعجابهم.
ومن الجدير بالذكر والمثير للإعجاب أن مؤمل لا ينتمي إلى أحد الأكاديميات العراقية (معهد الفنون الجميلة أو أكاديمية الفنون الجميلة) إلا أنه يمتلك القدرة على استخدام مهاراته العقلية لينتج أفكارا جديدة خارجة عن المألوف في الفن التشكيلي.
شكر وتقدير
وفي الختام قال مؤمل: أقدم لكم جزيل الشُكر والتقدير متمنيا لكادركم كل التألق والتوفيق في المسيرة الثقافية وتسليط الأضواء على هذه الإضاءات الفنية من أجل تعزيز المسيرة الفنية وعلى وجه الخصوص الفنون التشكيلية.
اضافةتعليق
التعليقات