بين المنام والموت غمضة عين قد ترحل في سفر المنام الابدي وتترك كل شيء من حولك الجسد الأحبة الوطن وقد تستيقظ عند اول صرخة تواجهك، تجد جسدك مشتاق لروحك كثيرا وكأنك حلقت بعيدا عنه منذ سنوات، وفي الحقيقة انك لم تستغرق سوى سويعات قليلة، متعب مثقل تحاول أن تصحو من النوم، مغلق العينين وفي رأسك تدور الأحداث، تلجأ الى الوسادة مرة اخرى، تخبئ بقايا ألمك ووجعك، تعانق الوسادة وتصرخ تلك الصرخة المدوية، لماذا انا، ماذا افعل، يا ليتني لم أصحو من قبل..
تندب الأيام وتعصر روحك الزفرات، يقف عندك الزمن وكأنك أداة لا تصلح، تصارع معك الأيام فما ذنبها إن كان الليل مظلما والفجر بعيد، كيف تبقى مقيدا في عالم لا يخلو من الأحلام والأضغاث، وفي المقابل هذه الحياة تحمل معها الكثير من الهموم والأفراح فلماذا تجعل نفسك حبيسا، وفي المقابل هناك من كان يتمنى ان يستيقظ ليكمل حياته، يعيش باقي يومه كما انت الان، فلا تتذمر من اوجاعك وتجعلها عثرة في طريقك، قم واترك الكسل وانفض غبار الهموم عن قلبك واترك الامر لله، فهو وحده يعلم وتذكر كل مر سيمر، وستبقى انين روحك تزعجك لست الوحيد الذي يقاتل الحياة، فهناك مصاب بمرض السرطان ينتظر الآن على سرير المستشفى الجرعة الكيمياوية، وهناك طفل فقد ابيه الان في ساحة المعركة، واخر خسر ماله.. وفي ذات اللحظة هناك زغاريد فرح لمولود جاء بعد سنوات من الصبر والانتظار، ابتسامة بعد وجع، يسر بعد عسر، مسافر عاد الى وطنه، بزغت شمس الحرية لسجين اطلق سراحه، فنبي الله يوسف انقذه الله من غياهب الجب ومكر به الاخوة وخرج واصبح عزيز مصر، ونبي اخر جعلت له النار بردا وسلاما.
فبعد هذه التدابير الالهية الحكيمة تعيق بك المواقف السلبية وتضرب جسدك بحالة اليأس العجيب، النوم لا يقدم لك الحل فهناك اموات يتمنون العودة الى الحياة لفعل شيء وان كانت صدقة، قال تعالى: {حتى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.
عداد العمر يجري سريعا، لا احد راضي على ما هو عليه هكذا وصف الشاعر: هكذا الدنيا.. صغير ود لو كبرا،.. وشيخ ود لو صغرا.. وخال يشتهى عملا.. وذو عمل به ضجرا.. ورب المال في لعب.. وفي تعب من افتقرا"..
في تقسيم الوقت ايها الانسان تعيش الفرح والحزن وحدك، انت من تعيش هذه اللحظات فلا تسمح لهذه الاحداث ان تأسرك وتبقى جثة وانت على قيد الحياة، وانطلق نحو قافلة اليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل.
اضافةتعليق
التعليقات