• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من بلادي نساء حاربن الفقر: بائعة لبن

مروة حسن الجبوري / الأحد 17 كانون الأول 2017 / حقوق / 4205
شارك الموضوع :

عند بزوغ الفجر ومع صوت الديك تصحى السيدة ام عامر المرأة الريفية ذات العصبة السوداء والعباءة، وعلى يديها تلك الرسوم التي تزينت بها منذ طفولت

عند بزوغ الفجر ومع صوت الديك تصحى السيدة ام عامر المرأة الريفية ذات العصبة السوداء والعباءة، وعلى يديها تلك الرسوم التي تزينت بها منذ طفولتها وفي خدها شامة زرقاء عملتها لها جدتها حتى تكون ذات حظ سعيد كما قالت لنا، تحمل على رأسها قارورة من الماء وعلى جنبها حزمة من الحشائش تطعم بها حيوانات دارها، ومع ظهور الشمس تنجز نصف عملها فتعود الى احضان دارها لتكمل ما بقى لها، فتدور الرحى بيد وتخض بيديها الاخرى الشكوة التي تصنع اللبن، هذه الالة التي يقال عنها، السعن - ثلاث قطع خشبية من البلوط توضع بشكل هرمي تشكل الركّابة لحمل (السعن) او (الشكوة) المصنوعة من جلد (الماعز) وذلك بعد تنظيف هذا الجلد من الشعر ونقعه بالماء والملح لمدة ثلاثة ايام، ثم يوضع الحليب بداخل السعن وتبدأ مرحلة الخض لاستخراج الزبدة و(اللبن) على اختلاف انواعه.   

ويعتبر هذا العمل شاق جدا ويستغرق عدة ايام ليخرج اللبن، فكثير من نساء القرية يصنعن لبن والجبن بهذه الادوات البسيطة، ويختلف عن لبن المدينة فهو لا يحتوي على مواد حافظة وتاريخ التخزين، فهو صالح ومفيد وطازج، قل توفيره في الاسواق.

تحدثنا ام عامر عن مهنة صنع اللبن وماذا قدمت لها هذه المهنة عبر السنوات التي قضتها في خلف هذه الالة ..

اجابت وهي تكور حبات اللبن: تعلمت هذه الصنعة من والدتي رحمها الله التي كانت تبيع ما تصنعه من الاجبان والالبان عند سكة القطار فكان المسافرون يقفون عند المحطة ويشترون ما تضعه امي عند كشك المحطة، ومن وقتها وانا اعمل كما عملت امي من دون اي توقف او ملل فهذا ميراث امي وتراث عائلتي، والكل يعرف اننا افضل من ينتج لبن الخاثر والجبن العرب الذي تطلقون عليه في المدينة، والى هذا اليوم اصحى من الفجر وابدأ بجلب الحليب الطازج ووضعه في الشكواة واجلس لساعات اهز تلك الجلدة واناشد ما كانت تنشده امي من ابيات شعر او اهازيج بدوية، اقضي فيها ساعات عملي، في الماضي كان اقبال الناس على هذه المنتجات اليدوية اكثر فالان اغلب الناس هم يفضلون شراء الاجبان  المطبوخة والمستوردة، لعدة اسباب منها توفيرها بكثرة في الاسواق وعند متناول الاسرة فمن الصعب ان يأتي الى القرية ويشتري قطعة جبن او كيس من لبن، بينما يجده في كل مكان في المدينة، واختلاف السعر، فهذه المنتجات المستوردة تكون ازهد من المنتجات اليدوية لقلة صناعتها، وان رخصت يبقى الاقبال عليها قليل جدا.

البعض يتصور ان اللبن المصنوع في القرية يحتوي على بكتريا وغير نظيف وغيرها من الاقاويل التي نسمعها ولكنهم لا يعرفون ان هذه الالبان هي طازجة ويتم العمل فيها على نظافة تامة، كنت اطرق بيوت المدينة وابيع عليهم اللبن والجبن والزبد، ويعرفون اهل الدور صناعتي جيدا، وكنت اجلب الاموال ومن هذه المهنة فهي كانت رأس مالي، وعلى اثر هذه المنتجات كنت اعيش انا وعائلتي، اليوم ومع مرور الزمن بدأت افقد صحتي ولم اتمكن من انجاز الكثير واكتفي بصناعة ما يجعلني اعيش بكرامة من دون ان احتاج الى احد.

وعند باب السوق الكبير تجلس سيدة كبيرة محدودبة الظهر وتحمل بيدها ريشة وامامها وعاء كبير مغطى بقطعة قماش بيضاء السيدة (ام كريم) هي بائعة لبن ويعرفها الجميع، ويصدح صوتها في السوق.. لبن.. لبن.

تبادلت الحديث معنا، وقصت لنا حكايتها: كنت صغيرة جدا اخرج مع ابي واحمل على رأسي قارورة من الحليب ندور في الاسواق والشوارع لنبيع الحليب وابي يبيع الجبن الذي كانت تصنعه امي، وبعد سنوات مات ابي وتمرضت امي وحملت انا مسؤولية امي واخوتي ونزلت مكان ابي في الاسواق، وحتى هذا اليوم وبعد مرور ثلاثون عاما مازلت امارس مهنة صناعة اللبن وبيعه، وان كان اقبال الناس عليه في الشتاء قليل جدا وقد لا ابيع في اليوم، لذا اقوم بعمل الجبن ايضا حتى يساعدني، على عكس فصل الصيف فاقبال الناس على اللبن اكثر وقد ينفذ وعاء لبن في اول ساعات الصباح.. تقبل يديها وتضعها على جبهتها وتردد الحمد الله وعلى الله رزقي.

تلك نماذج لنسوة كافحن الفقر بتلك الادوات البسيطة والايادي العاملة فكن قدوة وتراث يمتاز فيهن بلدي، وان كثرت الصناعات والمنتجات تبقى الصناعة المحلية هي الافضل والاكثر فائدة للمنتج وللبلد، فلو احتضن هذه الايادي وتم انشاء معامل خاصة لانتاج هذه الثروات لما احتاج الى الاستيراد وكان هو المصدر الاول، وليس هذا فقط ان هذه المشاريع تساعد ايضا على القضاء على الفقر والبطالة، ومساعدة العوائل من خلال عملها بهذه المنتجات.

تاريخ صنع البن ..

يعود تاريخ اللبن الرائب إلى حوالي  800 سنة بعد الميلاد، ويعتقد أن الأتراك هم أول من أنتج هذا الغذاء، إذ توصلوا  إلى التعرف على وسيلة فاعلة وناجعة في حفظ اللبن (الحليب) عن طريق تخميره.

فوائد اللبن ..

(انّ تناول كوب من اللبن الرائب يومياً يحمي من سرطان القولون، ويساعد على التخلص من الدهون بالجسم، وينشط عمل المعدة، ويعتبر مصدر غني بمادة البروبيوتيك وهي البكتيريا النافعة التي عادة ما تتواجد بشكل طبيعي داخل أمعاء الانسان، وكلما كان توازن بيئة هذه الاحياء الدقيقة سليم كلما ساعد ذلك في الحفاظ على أمعاء صحية وسهل عمليات الهضم وعزز صحة الجهاز الهضمي، وقوى جهاز المناعة،  مصدر غني بالبروتينات عالية الجودة والكالسيوم، ومصدر لعدد متنوع من المغذيات الضرورية لصحة الانسان من فيتامينات ومعادن وسعرات حرارية.

ويدخل اللبن ضمن حصص الحليب ومنتجاته وبدائله، اذ يعتبر مساوي له بالقيمة الغذائية، وفي دراسة أخرى: أن اللبن الرائب يفيد في القضاء على الجرائيم المسببة للتسمم الغذائي)

القيمة الغذائية

يعتبر اللبن مصدر عالي للفسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، وعدد من الفيتامينات مثل فيتامينات A و B وخاصة فيتامين B6 و B12. وهو مصدر عالي الجودة للبروتين، ويحوي نسبة من الكربوهيدرات والدهون.

ذكر اللبن في القرآن آلكريم ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ﴾.

﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى﴾.

المرأة
العمل
الفقر
الاقتصاد
المجتمع
العراق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها

    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة

    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟

    آخر القراءات

    تعرف على أول قبطانة خليجية

    النشر : الثلاثاء 18 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نساء مكافحات

    النشر : الأحد 03 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نصائح وحيل للأمهات الجدد

    النشر : الثلاثاء 01 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    جيل بأكمله أكثر عرضة للإصابة بـ 17 نوعا من السرطان!

    النشر : الأثنين 12 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    امزح بحسبان

    النشر : الأربعاء 25 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الحرية الإسلامية في فكر المجدد الشيرازي

    النشر : الأثنين 17 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 446 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 416 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 412 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 391 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 381 مشاهدات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    • 360 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1434 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1371 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1247 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1096 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1089 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1059 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء
    • منذ 14 ساعة
    أسباب الارتباك
    • منذ 14 ساعة
    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها
    • منذ 14 ساعة
    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة