تقول القاعدة السادسة: [يجب أن يشعر الطفل أن كلام الوالدين يستحق الاستماع والإنصات من خلال جدية الوالدين بالحديث، ومتابعة تعليماتهم، وعدم الاكثار من الضحك والمزاح أثناء التوجيه، فالمزاح غير المدروس أثناء التوجيه يجعل حديثك بلا قيمة](١).
في التربية نحتاج إلى أن يكون هناك توازن بين العقل والعاطفة، بين الهيبة والمرح، بين التهويل والتهوين، فلا تطفح العاطفة التي تمتاز بها الأم، ولا تَسود الشدة والحدة التي عادة ما ينظر بها للأب وفقاً لدوره القيادي في البيت.
وهذا يتوقف على عدم التعامل مع السلوكيات وفق الحالة النفسية لهما بل يتحليان بالحيادية، ينظران لما سينتج بعد هذا السلوك من حيث أثره في تكوين شخصيته، وبناء عاداته السلوكية، وبناءً على ذلك يكون التوجيه.
أن يدققان جيدًا فيما إذ كان هذا السلوك سلبي أم لا، ويسألان نفسيهما ماذا لو تحول إلى عادة هل سيكون سلوك طيب مرضي فيه أم لا؟ وليس أن هذا السلوك مؤذي لي أو محبب عندي أنا كأب أو أم، وهذه النقطة جدًا مهمة أن ينصح ويربى الأبن لأجله فقط وفقط.
وليس صحيح إن كانا مضغوطين أو منزعجين تراهما يصرخان ويتذمران وينهيان بشدة، وعندما يكونان مرتاحان أو فرحان تراهما يتمهلان وقد يهملان ولا ينبهان بل وقد يبتسمان بوجهه وكأنه عمل شيء جيد!.
هنا هذا الطفل بفطرته سيرى أن هناك خللا وتناقضا في إصدار الأحكام على سلوكياته، فهو لن يعرف أي الموقفين عليه العمل والأخذ به؛ وفي النهاية سيفقد احترامه لرأيهما.
وقد يصل إلى أنه سيختار أن لا يصغي ولا يأبه أصلًا بموقفها تجاه ما يصدر منه، ولن يرى قيمة لموقفهما، ولن يخاف الخوف الذي يعصمه من الزلل، ولن يأبه برضاهما أو سخطهما.
وكما من المهم أن لا يعتبروا أن أخطاء الإبن أمرا عاديا، أو إن سلوكياته الخاطئة شيء مسلي فتنظر إليه الأم وهي مبتسمة، وكأنه يعمل شيء ممدوح وجميل! مثلا البعض تتسلى بعناد الطفل لها، أو صراخه أو تكسيره للأشياء، وهي من حيث لا تعلم تقول له أن هذا سلوك مرضي عندي من دون أن تشعر، فتعطي له مؤشر بأنه لا يعمل شيئا خاطئا!! أو العكس توبخه وكأن ما كُسر أثمن لديها من أنه لم يؤذى أو يجرح مثلاً، أو عندما يتعدى على أخاه الكبير أو يقسوا على أخته الصغرى، ترى بعض الآباء يبتسم، وكأن ذلك مؤشر لقوته ورجولته، بينما هو يربيه على العدائية، وعدم احترام من هم أكبر منه، والرفق بمن هم أضعف منه.
بالنتيجة أن يتحلى الوالدان بالوعي الكافي لأثر سلوكياتهم وحيادية توجيهاتهم، هي ما تثمر استقامة في سلوكيات الإبن واستقراره النفسي.
_____
اضافةتعليق
التعليقات