المجتمع المحيط بالرجل والمرأة يسهم في تنمية هذه العقدة أو القضاء عليها، فإذا كان الزوجان يعيشان في مجتمع واع يقدر عمل المرأة فلن تكون هناك أي عقد.
"وراء كل رجل عظيم امرأة".. تقال هذه العبارة إذا ما استطاع رجل ما أن يحقق نجاحاً كبيراً في مجاله وقام بإفادة المجتمع من حوله، لكن إذا ما استطاعت المرأة تحقيق النجاح في عملها، فقد تختلف ردود الفعل من زوج إلى آخر نحو ذلك، ففي مجتمعاتنا الشرقية قد يرفض بعض الأزواج هذه الفكرة ويقومون بوضع العراقيل لزوجاتهم، بينما يفضل آخرون الوقوف بجوار الزوجة الناجحة حتى تستطيع أن تستمر في طريقها إلى أن يكتمل!.
هناك أسباب رئيسية تؤدي إلى غيرة الزوج من زوجته الناجحة:
1_نشأة الرجل
كثير من الأسر لحد الآن تربط رجولة الرجل بتفوقه على المرأة وتغرز هذه القيم داخله منذ الصغر فتكون لديه فكرة مضادة تجاه نجاح زوجته في المستقبل لأن ذلك سيقلل من شأنه وسيلغي قوامته ورجولته.
2_المجتمع
على الرغم من تفوق المرأة في عملها سواء داخل البيت أو خارجه إلا إن نظرة المجتمع لها كأن عملها لا شيء مقارنة بالرجل مما يجعل للرجال الحظ الأوفر بالاعتراف بانجازاتهم بل واقتصار بعض الأعمال للرجال فقط.
3_تكوين الرجل النفسي
حيث يرى بعض الاختصاصيين النفسيين أن الرجل يقبل نجاح زميلاته في العمل إلا إنه وفي أغلب الأوقات لا يقبل بنجاح زوجته فنجد أغلب الرجال يريد أن يثبت أو يحاول أن اثبات قوته من خلال السيطرة عليها وتعسفه في الآراء ليثبت مكانته في الأسرة.
4_تسليط الأضواء على الزوجة داخل المنزل
بعض الأزواج يعانون كثيرا ما إن يتم تسليط الأضواء على الزوجة من قبل أفراد الأسرة لنجاحها الأمر الذي يشعر بعض الرجال بالنقص خاصة إذا توصلت الزوجة إلى ما لم يتوصل الزوج إليه.
أشارت دراسة اجتماعية حديثة إلى أن نسبة الإصابة بالاكتئاب ترتفع لدى الرجال الذين لا يشعرون بذواتهم إزاء تفوق الزوجة ونجاحها، وأكدت الدراسة أن الأمر قد يتطور إلى محاولته لتقييد حرية زوجته أو تركها والارتباط بأخرى أقل منها في جميع النواحي ليشعر معها بتفوقه.
وأن معظم الدراسات النفسية والاجتماعية تؤكد أن المرأة الناجحة قد تسبب عقدة لبعض الرجال لكن هذا الأمر لا يمكن تعميمه لأن هناك نماذج لنساء كان الرجال هم سبب نجاحهن.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على المجتمعات الشرقية، إذ كشفت دراسة أميركية سابقة أن العديد من الرجال يغارون من نجاح زوجاتهم أو صديقاتهم، خاصة عندما يكون هذا النجاح في المجال الذي فشلوا فيه، منبهة إلى أن الرجال يشعرون بفقدان الثقة في الذات عندما تتفوق شريكاتهم في المجالات الاجتماعية أو الفكرية، بينما لا يحدث هذا لدى النساء.
وقالت الدراسة إنه على النقيض من الرجال فإن النساء يشعرن بارتياح أكثر في علاقاتهن حين يفكرن في تألق أزواجهن. وأضافت، الرجال أبدوا مستويات أدنى من احترام الذات عندما فكروا في نجاح زوجاتهم، مشيرة إلى أن السبب في ذلك يعود إلى أن منافسة المرأة للرجل تنزع منه التفرد بأن يكون المثل الأعلى في المنزل خاصة في نظر الأبناء، مما يولّد الغيرة في نفسه.
وقد يكون السبب في غيرة الزوج هو الزوجة نفسها، فإذا ما أصاب الزوجة الغرور، وبدأت تُشعر زوجها بأنه جاهل أو ضعيف فهذا من شأنه أن يولِّد الكره والبغض بينهما, لذلك ينبغي على الزوجة أن تُشعر زوجها بأنها رغم كل نجاحاتها مازالت تحبه ولا تفكر في غيره، وعليها أن تشاركه فرحة النجاح، بأن توضح له بأن نجاحها ما كان ليكون من دونه، وأن تستشيره في أمورها؛ ليشعر بقدره ومكانته وقيمة كلمته. وعليها أيضاً أن تذكره دوماً بأن نجاح الزوجة في العمل هو نجاح للزوج نفسه بعدما أتاح لزوجته فرصةً وجواً مناسباً لهذا النجاح.
الزوجة الذكية هي التي لا تُبدّل من طريقة تعاملها مع زوجها في حالة تفوقها عليه، خاصة إذا كان يعمل في نفس المجال فالمسألة هنا ستصبح أكثر حساسية وتتطلب من الزوجة التحلي بالتواضع.
اضافةتعليق
التعليقات