من خلال دراسة وتحليل عظام 13 إنسانا بدائيا، توصل فريق من الباحثين إلى أدلة علمية تثبت أن المراهقين في العصر الجليدي منذ نحو 25000 عام، مروا بمراحل بلوغ شبيهة بتلك التي يمر بها البشر حاليا.
في محاولة جديدة لفهم مراحل تطور الإنسان البدائي، توصل علماء إلى أن البشر خلال عصور سحيقة مروا بنفس مراحل البلوغ التي يمر بها المراهقون حديثا، وفقا لموقع ديلي ساينس العلمي.
وعثر فريق من الباحثين في عظام 13 إنسانا قديما تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاما تعود للعصر الجليدي، حيث غطت الثلوج منذ آلاف السنين أجزاء ضخمة من كوكب الأرض، على علامات مراحل البلوغ.
ويحاول فريق البحث الذي يضم علماء من 6 مؤسسات علمية، جامعة فيكتوريا في كندا وجامعتي ريدينج وليفربول في المملكة المتحدة وجامعتي كالياري وسيينا في إيطاليا ومتحف الأنثروبولوجيا في موناكو، دراسة حياة المراهقين في العصر الجليدي وتحديد الأدوار الاجتماعية التي لعبوها في محيطهم.
وتشرح أستاذة الأنثروبولوجيا القديمة بجامعة فيكتوريا الكندية والمشرفة على الدراسة، أبريل نويل، أن بدراسة وتحليل مناطق معينة من الهيكل العظمي استنتج الباحثون أدلة علامات كالحيض وتغيير الصوت التي يمر بها المراهقون لدى البلوغ.
واعتمد العلماء في دراستهم على تقنية يتم من خلالها قياس درجة نضج أنياب الفك وعظام اليد والكوع والمعصم والرقبة والحوض لتحديد مرحلة البلوغ التي وصل إليها الفرد وقت وفاته، بحسب ماذكره موقع Phys العلمي.
الإنسان في العصر الحجري
وتقول الباحثة بجامعة ريدينغ البريطانية ومطورة هذه التقنية ماري لويس: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق أسلوبي لتقدير مرحلة البلوغ على حفريات العصر الحجري القديم، كما أنها أقدم تطبيق لطريقة أخرى تحليل بيبتيد peptide (يقيس إنتاج الأنسولين والجلوكوز في الجسم) لتحديد النوع البيولوجي".
ووجدت الدراسة، والمنشورة في مجلة تطور الإنسان Human Evolution العلمية، أن هؤلاء المراهقين في العصر الجليدي منذ 25 ألف سنة كانوا يتمتعون بصحة جيدة. وتوصل الباحثون إلى أنهم دخلوا لسن البلوغ في سن 13.5 ثم وصلوا لمرحلة البلوغ الكاملة بين سن 17 و22 عاما، وهو ما ينطبق مع مراحل نمو الإنسان الحديث.
وكان أحد الهياكل العظمية التي تم فحصها خلال الدراسة مراهق ذكر مصاب بنوع من التقزم، وأطلق عليه العلماء اسم ”روميتو 2". وتوصل الباحثون إلى أن ”روميتو 2" تمتع بصوته أعمق كثيرا من صوت الذكر البالغ وكان قادرا على إنجاب الأطفال، ولكن نظرا لقصر قامته فإن مظهره كان أقرب إلى مظهر الطفل، وهو ما قد يكون له آثار على كيفية تصور مجتمعه له، وفقا لموقع جامعة فيكتوريا الكندية. حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات