تعد السيدة زينب (عليها السلام) الصوت الاعلامي لواقعة عاشوراء وهي التي أتمت ما أراده الامام الحسين (عليه السلام)، وأوصلت الرسالة إلى يومنا هذا وهي صاحبة شعار (لن تمحو ذكرنا) الذي لا زال التشييع يستند عليه، ومن قبلها نرى أن والدتها تصدتْ وخرجت وراء أمير المؤمنين وطالبتْ بحقه وحقها وواجهت السلطة الحاكمة آنذاك بفسادهم وغصبهم للحقوق، هذه الأدوار للسيدتين هما الحافز لخروج المرأة والمطالبة بحقوق إمامها، وحتى التصدي للسلطة الفاسدة، هذا الدور الذي يُنعت اليوم بالدور الاعلامي هل هو اعلامي حقًا بمفهومه الحديث؟
تصدتْ بعض النساء اليوم للمجال الاعلامي وأصبحن رائدات فيه يقدمن مجموعة من البرامج الفكرية والثقافية التي تُطرح بشتى الأساليب فضلا عن ارتيادهن لمواقع التواصل والتعامل مع الجمهور ونشر اليوميات وغيرها من متطلبات الاعلام الحديث التي تطورتْ بتطور الرؤى التسويقية للقنوات والصفحات وغيرها من بعض مساحيق التجميل التي تتطلبها الشاشة، في خضم هذا الاعلام الحديث الذي تتصفح وجوه النساء كل المواقع يذكرن أنهن خرجن استجابة لفكرة التأسيس الاعلامي للسيدة زينب (عليها السلام)، ولو عدنا إلى دراسة حياة السيدة الزهراء وابنتها السيدة زينب (عليهما السلام) نجد أن نشاطهن كان ببناء نساء ملتزمات ولم يخرجن إلى العلن إلا بعد وقوف احقاق الحقِّ على يديهن وفضح الظالمين، فتحدثن بكامل عفتهن وأدين دورهن ثم عُدنَ إلى خدورهن، وتكملة رسائلهن التبليغة.
إن الفهم الخاطئ التي يتداول اليوم لتأسيس اعلامي للمرأة أخذ يخرج عن غايته الرئيسية وبدأتْ تظهر للشاشات ومواقع التواصل الاعلامي (بلوكرات) شيعية تقوم بعمل اعلانات للعباءة بوجه مُزيّن!
تسويق الشخصية الاعلامية للسيدة زينب (عليها السلام) لابد أن يقنن بما يليق وشخصها ولا يتم اقتطاع وقوفها في مجلس يزيد بمعزل عن سيرتها خصوصًا وإن رواية احاطتها بأخوتها ليلا لزيارة قبر جدها واطفاء السراج كي لا يُرى ظلها متواترة على المسمع الشيعي ولا يمكن أن تخفى، ليتم استثناءها وعدم تطبيقها، لأنها لا تتلاءم مع الطبيعة التسويقية المعاصرة، هذا لا ينفي وجود اعلام ملتزم استطاع أن يؤدي دوره بصورة صحيحة لا غبار عليها لكن نسبته تكاد لا تُرى وفقا لما تم ترويجه واستخدام مفردة (اعلامية) على ما موجود في الساحات الحديثة التي تعد الاعلام مهنة تحتاج إلى الظهور المستمر لا يمكن أن نقول أن السيدة زينب (عليها السلام) اعلامية بل هي امرأة صاحبة رسالة أدتها على أتم وجه بما أراد الله ثم عادت إلى خدرها وبقيتْ صفتها (فخر المخدرات) عالية الراية.
اضافةتعليق
التعليقات