ناقش نادي أصدقاء الكتاب في اجتماعه الشهري المقام قي جمعية المودة والازدهار كتاب: "قل كل يعمل على شاكلته"، لسماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي "حفظه الله وأطال بعمره".
وهو عبارة عن سلسة محاضرات تفسيرية - فلسفية عن الشخصية الإنسانية، وتناول الكتاب معاني الشاكلة على ضوء الآية القرآنية: "قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا".
إذ للشاكلة الإنسانية معنى واسع عميق إذ تستبطن مفاهيم: الشخصية والبنية، النية، المذهب، الطريقة، الطبيعة، السجية، الملكة، الحالات النفسية، والعقل الباطني أو اللاواعي.
وكانت غاية البحث في الكتاب هو إعادة بناء الشخصية الإنسانية على ضوء معرفة حقيقة شاكلتها وإكتشاف مستقبل الأفراد والعوائل والأمم على ضوء معرفة شواكلها وأيضاً تحديد الأدوار ورسم المسار انطلاقاً من تحديد نوعية الشاكلة والشخصية.
وكذلك يبحث سماحته عن مكونات الشاكلة فيذكر أنها تستبطن المعاني التالية التي من جملتها النية والمزاج والسجية ومن أهم مِشكّلاتها العقل الباطن والذي هو أرشيف الصور والمسموعات والذكريات المحفوظة في اللاواعي للإنسان والذي يؤثر بشكل كبير على سلوكه، لأن كل ماتراه العين ولو لم تلتفت إليه أو تركز عليه ولو كان كلمح البصر فإنه يحفظ في العقل الباطن وكذلك بقية الحواس ولو بصورة سريعة وخاطفة، وأيضا يتناول مسألة مهمة وهي هل المدار في الفضل والأجر هو العمل أم الشاكلة؟
ويبين مدى تأثير الشاكلة على سلامة الفهم وإستقامة الجهد ويطرح كيفية إصلاح الشواكل السيئة ويبين عدة طرق لتحقيق ذلك، وأيضا يعمد إلى تعريف الشاكلة وأن لها ثلاثة معاني ويبين ماهيتها بشرح توضيحي.
يبين حقيقتها ويكمل البحث برؤيته أن الشاكلة مرجح وليست علة تامة لصدور الأفعال من الإنسان بدون إرادة وإختيار وأن مايعمله الإنسان من خير أو شر فإنما يعمله بإختياره وليس مجبولاً أو مجبوراً عليه وأن نفسه أو شاكلته إنما هي داعً أو مقتضً أو مشوق أو محفز فقط من غير أن يصل إلى درجة الجبر ودرجات التحفيز والتشويق مختلفة قد تكون ضعيفة أو متوسطة أو قوية وإن كانت قوية جدا لا تسلب الاختيار وإن صناعة الشواكل ليست أمرا لا اختياريا محضاً بل هي أمر اختياري.
كما يناقش سماحته تأثير الشاكلة على (العمل) أو على (الفهم) ولماذا اقتصر تعالى على (العمل على الشاكلة) ولم يستخدم كلمة أخرى لأن الكل يفهم على شاكلته وليس يعمل على شاكلته فقط.
ويطرح الكتاب بحثا تحت عنوان: كيف نكبح الشواكل؟ ويرى أن العوامل المؤثرة في كبح الشواكل أو السيطرة عليها هي عوامل كثيرة، منها: نظام المثوبات، الرقابة الصارمة، الرأي العام الضاغط، نظام التدافع ونظام العقوبات.
ويبين سماحة المؤلف طرق السيطرة على الشواكل الخبيثة فإن شواكل كثير من الناس هي شواكل سيئة كشاكلة الحسود أو الحقود أو الأناني أو المتكبر أو المغرور والمعجب بنفسه، وحيث إن السلطة وأي نوع من القدرة هي مفسدة للمرء أي مفسدة، لذلك كان لا بد من وضع كوابح للشواكل الفاسدة، وذلك عبر وسائل كثيرة أهمها أمران:
1ـ النظام السليم والهيكلية الصحيحة.
2ـ تفعيل نظام العقوبات.
وفي الخاتمة يؤكد سماحة السيد على أن يسعى كل منّا ليستكشف شاكلته النفسية ونمط شخصيته، ثم اللازم عليه أن يبني مستقبله على ضوء ما استكشفه من شاكلته بمعنى أن عليه أن يختار الموقع أو المنصب أو الدور أو الوظيفة أو العمل الذي يتجانس مع شاكلته وأن يتجنب اختيار الأدوار والأعمال والمواقع التي تتكاثر فيها احتمالات تجلي الشاكلة سلبياً عليها بشكل أو بآخر .
ویشیر إلى أن كل إنسان يجب أن يحدد وظيفته وموقعه وعمله وفق الشاكلة التي يحملها، فأصحاب الشاكلة الشهوانية يجب أن لا يعملوا في المواقع التي يكثر فيها الاحتكاك مع النساء، وأصحاب الشاكلة الغضبية يجب عليهم الابتعاد عن مهمة الإدارة ومهمة التعليم، وأصحاب الشاكلة الجبانة يبتعدون عن المواقع التي يضر فيها الجبن كموقع قيادة الجيش وهكذا..
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات