• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

خطورة خبراء الحكومات المستبدة

إسراء حسين / الأربعاء 18 حزيران 2025 / حقوق / 539
شارك الموضوع :

يجزم الخبراء بأن الاستدانة المفرطة من الخارج تشكل خطورة كبيرة على الاقتصاد

إن الخبراء الذين يدورون في فلك الحاكم الجائر، والذين يتوظفون في الحكومات الاستبدادية أو ينتمون إلى أحزاب مستبدة أو مستأثرة، وإن كانت تنشط في بلاد ديمقراطية، سواء أكانوا في وزارة الاقتصاد أم وزارة الزراعة أم وزارة الصناعة أم وزارة السياحة، أم كانوا في الشؤون المالية أو غير ذلك، سواء بصفة مدراء أم مساعدين أم مستشارين أم غير ذلك، يشكلون أكبر خطر على التنمية الاقتصادية، مهما كان علمهم وفيرًا وخبرتهم كبيرة. بل إن خطورتهم تزداد كلما ازدادوا علمًا وخبرة، وذلك لأنهم يقومون بتطويع لغة الأرقام والحقائق لتتماشى مع متمنيات الحاكم وأهدافه وطموحاته، لا العكس. ومن هنا تجدهم يتلاعبون بالأرقام، ويزوّرون الحقائق، لإقناع عامة الناس بالسياسات المالية والنقدية التضييقية: زيادة الضرائب، خفض الإنفاق العام، أو على العكس، الإنفاق الترفي أو الضار على صناعة الأسلحة والاستخبارات وغيرها، بل ويبشّرون الناس بالمسيرة الاقتصادية الظافرة!

على سبيل المثال، يجزم الخبراء بأن الاستدانة المفرطة من الخارج تشكل خطورة كبيرة على الاقتصاد وعلى مستقبل البلاد، لأنها ستوقعها في شباك تراكم الأقساط والفوائد المركبة، كما تدفع باتجاه التضخم وضعف العملة، وتؤدي إلى التبعية الاقتصادية، بل والسياسية أيضًا، وما إلى ذلك. ولكن الحاكم الأعلى قد يهوى الاستدانة ثم الاستدانة، كونه المنتفع الأكبر، إذ يمتص جزءًا كبيرًا منها لتغطية استهلاكه الترفي أو إنفاقه الاستعلائي على التسليح وغيره. لذلك، تجد العديد من الخبراء يتدافعون نحو تزوير الحقائق وتلميع صورة القروض الخارجية، والتبشير بالرخاء الاقتصادي الواعد الكبير، والسبب واضح: فلولا ذلك، لكان مصيرهم إما التهميش أو الطرد، هذا إن لم يكن الاعتقال والسجن وربما حتى التعذيب والإعدام. وعلى أقل تقدير، فإنهم سيُحرَمون من الغنائم الثمينة التي لا يمكنهم نيلها إلا عبر التزلف للمسؤولين والتملق للحكام.

وفي مثال آخر: قد لا تنهض البلاد إلا بسياسة تصالحية مع المعارضة في الداخل، ودول الجوار، والقوى المنافسة في الخارج. ولكن الحاكم، نتيجة ابتلائه بعُقَد نفسية أو حساسيات شخصية، أو بحالة جبروتية، أو اعتماده على معلومات خاطئة، قد يندفع نحو اتخاذ سياسة صدامية مع طرف أو أكثر، مما يشكل أكبر ضغط على الاقتصاد والمجتمع. وهنا يبرز دور العلماء من أعوان السلاطين، من بعض رجال الدين وبعض السياسيين والاقتصاديين، مع حشد من الإعلاميين، الذين يوفرون الإطار الشرعي الديني (الثانوي)، والعلمي ـ الاقتصادي، والفكري ـ التقني، لذلك كلّه.

هل يشكل الخبراء ذوو الولاءات الأجنبية خطورة؟

إن خطط التنمية الاقتصادية وغيرها لا يمكن أن تُوكل إلا إلى الخبراء المستقلين. فإن من الخطأ الاستراتيجي الاعتماد (1) في الخطط التنموية على الخبراء الأجانب، أو على صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي؛ ذلك أن ولاء هؤلاء يعود، في الأساس، إلى دول أخرى، وإلى المنظمة أو الجهة التي وصلوا على أكتافها إلى القمة، والتي تمنحهم رواتب ومكافآت مجزية أيضًا. فإذا تعارضت مصالح بلادنا مع مصالحهم الشخصية أو مع مصالح بلادهم؛ ترى: مصلحة أي بلد يُقدّمون؟ وذلك حتى بعد فرض نزاهتهم، فكيف لو كان بعضهم، في الأساس، انتهازيين؟ خاصة وقد أصبح من أبجديات علم السياسة والاقتصاد أن الخبرة شيء، والنزاهة شيء آخر.

خطورة الخبراء أسرى الأهواء

إن خطط التنمية لا يصح أن يضعها أو يشارك في وضعها خبراء لا يتمتعون بالصلاح، ولا يتحلّون بالنزاهة التامة والورع الحقيقي؛ لأن من لم يُصلحه علمه، كيف يمكن أن يُعتمَد عليه في وضع خطة أو خطط تنموية تستهدف إصلاح شؤون العباد والبلاد؟ بل إن من لم يُصلحه علمه، لهو جاهل، ولذلك قال (عليه السلام): "كفى بالعالم جهلاً أن يُنافي علمه عمله" (2). لأن أبرز خصائص العلم الهداية والإرشاد، فمن لم يهده علمه ولم يرشده، فهو والجاهل سواء، بل هو أسوأ حالاً من الجاهل، والحجة عليه أتم، والحسرة عليه أعظم؛ أو هو، في الحقيقة، جاهل بتطبيق الكليات على المصاديق، وفي ترجمة علمه إلى عمل.

ومن هنا، فإن علماء الدين أو الخبراء والمتخصصين، إذا وجدناهم يحومون حول مدارات الأهواء والشهوات والمصالح، أو شاهدناهم يدورون في فلك الملوك والجبابرة والرؤساء والوزراء، أو يدافعون عن المستبدين أو المتحزّبين، فلنعلم أنهم على ضلال، وأنهم ممن عظُمت جريمتهم وجريرتهم، إلا لو ثبت العكس، وما أقل من يثبت ذلك وما أصعبه! وذلك لأن الطغاة لا يستريحون إلى العالم الذي يقول الحق ويدافع عن حقوق الناس، فكيف يمكنهم أن يتعايشوا معه أو يتحمّلوه؟ اللهم إلا أن يتحول إلى آلة في قطار جبروتهم وسلطانهم.

الهوامش:

الأعمى أو الساذج أو المطلق غير المدروس.

الآمدي، غرر الحكم ودرر الكلم، مكتب الإعلام الإسلامي، ص 152.

مقتبس من كتاب التنمية الاقتصادية في نصوص الامام علي (عليه السلام) ج3، لسماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي. دقق لي النص نحويا واملائيا
السياسة
الظلم
المجتمع
الانسانية
الاقتصاد
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    خيرا تفعل خيرا تلقى

    النشر : الأربعاء 08 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الشهرة على حساب القيم: عندما يصبح الجدل طريقاً مختصراً إلى القمة

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    ركاب الطائرات المرضى ينقلون العدوى للمسافرين المجاورين لهم

    النشر : الأربعاء 27 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    رسالة المرأة في منظور الإمام الشيرازي

    النشر : الأحد 02 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    تشنج الحبال الصوتية.. الأعراض والأسباب

    النشر : الأثنين 24 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    القراءة: رحلة مستمرة دون وجهة

    النشر : الأربعاء 24 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 647 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 358 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 755 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 18 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 18 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 18 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة