أن يفترق الوالدان بالطلاق لأي سبب بعد مدة وجيزة أو طويلة من الزواج؛ فهذا أمر ليس بغريب, ومن الوارد حدوثه كثيراً في مجتمعاتنا العربية المسلمة, لكن الأمر غير المقبول والذي لاينبغي حدوثه هو أن يدفع الأولاد ثمن هذا الطلاق غالياً لسوء فعال وأقوال أحد الوالدين أو كليهما, مايؤثر على حالتهم النفسية والعصبية وربما الجسدية سلباً, ويدخلهم في أزمات لايعلم نهايتها سوى الله عز وجل..
فرغم أن الطلاق شريعة من شرائع الله التي تخلص الكثيرين من ويلات زواج فاشل ضرره أكبر من نفعه, ورغم أن الطلاق رخصة عظيمة وطوق نجاة لمن أستحالت العِشرة بينهما, والذي قد يمنح لأحدهما أو كليهما فرصة للزواج مرة أخرى بمن هو أو هي أفضل, ومن ثم يتحقق الاستقرار والسكن والسعادة التي كانت مفقودة في الزواج السابق إلا أن الكثير من الناس حولوا الطلاق إلى شبح ومارد خطير مخيف ومرعب يهدد سلامة الأولاد ويحول حياتهم إلى جحيم, وقد يؤدي بهم إلى الانحراف والفساد وغير ذلك!.
فحين يعمل أحد الوالدين بعد الطلاق على تشويه الطرف الآخر في عيون الأولاد, ويكرههم فيه, ويحرضهم ضده, ويسيء إليه بأي شكل؛ ليجذبهم نحوه, ويكسب تعاطفهم وحبهم حتى لا يفارقوه؛ فهذا بلا شك تصرف شائن, معيب لا يجوز, ولايصح؛ إذ يدل على أنانية شديدة وسوء أخلاق, وضعف في الإيمان.
وعندما يتعنت الأب, ويرفض النفقة على أولاده بعد تطليق أمهم للضغط عليها وإذلالها, ويجعلهم يعانون ويلات الحاجة والفقر, ويحرمهم حقهم في العيش الكريم الآمن ومواصلة التعليم؛ فهذا يعني أن خللاً كبيراً حاصل في أنفس وعقول الكثير من هؤلاء الذين تحجرت مشاعرهم, وقست قلوبهم على أولادهم الذين لا ناقة لهم ولاجمل في كل مايحدث!.
فالطلاق ليس نهاية العالم, ولا يعني دماراً وخراباً خاصةً إذا كان لابد من وقوعه بعد صعوبة الاستمرار في حياة زوجية فاشلة ومليئة بالمشكلات التي لا تنتهي, وتؤثر سلباً على أفراد الأسرة جميعهم.
لا تزر وازرة وزر أخرى, ولاينبغي أن يتحمل الأولاد فاتورة هذا الطلاق, ويدفعوا ثمن سوء اختيار والديهم لبعضهما البعض.
فهم ثمرة هذا الزواج التي يجب أن تحظى بالرعاية والاهتمام؛ لتستطيع أن تنمو وتترعرع حتى وإن كان ذلك في كنف أحد الوالدين فقط.
اضافةتعليق
التعليقات