• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

جنائز مؤقتة

زهراء وحيدي / الأربعاء 03 نيسان 2024 / ثقافة / 1156
شارك الموضوع :

مرت أكثر من ثلاث ساعات متتالية ولم أشعر بأن بندول الساعة تحرك من مكانه، فكل ما حولي يميل إلى السكون، أحيانا اشعر بأني جنازة متحركة، ثم اتراجع عن هذا اللقب بعدما أتذكر أن أجهزة الجسم عندي تعمل جيدا. واغير رأيي بالمتحركة واجد المؤقتة أقرب إلى حالتي، فالصحة الجيدة لا علاقة لها بالموت، فكم من شخص تمتع بصحة جيدة ثم فجأة وبلا سابق انذار توقفت دقات قلبه!

حسنا وبعد أن اقتنعت بهذا اللقب شخصيا كجنازة مؤقتة ماذا افعل في هذه الحياة؟،

استيقظ من النوم حاملة على ظهري هموم الحياة، أفكر بمستقبلي المجهول وأتأسى على ما فاتني من لحظات سعيدة... ثم ماذا؟

أمارس حياتي الروتينية مثلي مثل ملايين البشر في هذا العالم، ثم أخلد الى النوم وينتهي كل شيء.

حقا انا جنازة مؤقتة...

حسنا، الانسان عندما يعرف بأنه جنازة مؤقتة وان موته سيحين في أي لحظة كيف يتعامل مع الحياة؟

سيعيش يومه وكأنه اخر يوم في حياته، سيعيش لحظاته مع أحب الناس اليه (عائلته)، العائلة التي لا يراها في الايام العادية ويفضل الانعزال في غرفته بدلا من مشاركة أطراف الحديث معهم.

حينها سيصغي الى كلامهم وكأنه حديث مقدس، وسينظر الى وجوههم وكأنهم تحفة فنية يستحيل اقتناءها.

واما بالنسبة للعبادات، سيصلي وكأنه يقف بين يدي الله يستشعر العظمة الحقيقية، وسيدعو الله كغريق يتوسل بالله في اخر نفس له فوق الماء.

وسيكون ممتناً لكل الأشياء التي امتلكها في حياته، ويعتز حتى بالذكريات السيئة والمواقف الصعبة التي عاشها طيلة عمره.

لكن ماذا عن الانسان الذي يعرف بأن لديه رحلة ولكن لا يعرف التوقيت، ألن يجهز حقيبة سفره ويكون مستعدا على الدوام؟

فما فرقنا عن صاحب الرحلة؟، نحن أيضا نعرف بأن كل شخص فينا سيموت ولكن دون ان يعرف موعد وفاته، فلماذا لم نتجهز جيدا ولم نعد حقيبتنا؟

كل البشر جنائز مؤقتة ينتظرون موعد وفاتهم، ولكن بلا عمل ولا تحضير مسبق وفجأة عند الرحيل يجدون أنفسهم بلا مؤونة للطريق ولا حقيبة للسفر.

الغفلة

تعتبر الغفلة هي السبب الأساسي في ان يهمش الناس فكرة الاخرة ويلتهون في الحياة الدنيا وتأخذهم فكرة المال والبنون ويغرقون في مشاكل الحياة وهمومها وينسون الالتفات الى الحياة الأبدية التي تنتظرهم، ويكون كل تركيزهم على هذه الايام المعدودة التي مهما طالت فلن تكون نهايتها الا الفناء.

وما يحتاجون اليه التذكير المستمر في الحياة الاخرة، وتوعية الناس وإخراج حب الدنيا من قلوبهم وهنا يلعب المنبر دورا أساسيا في نقل الموعظة من خلال روايات اهل البيت عن ذم حب الدنيا والتمسك بما هو باق.

والحث على زيارة المقابر والمستشفيات التي ورد أهميتها في الروايات الشريفة لما لها تأثير كبير على القلب وتبين للإنسان كم ان الدنيا رخيصة وفانية ولا تستحق منا ان نلهث وراء مغرياتها.

كما ان هنالك دور كبير للكتاب والمحاضرين والأساتذة في الجامعات والمدارس والاوساط العامة لبيان حقيقة الحياة والالتفات الى الحياة الأبدية والتزود بما ينفع الانسان في يوم القيامة.

لأن لو تحقق ذاك فسيلحق المجتمع اثارا إيجابية كبيرة، لان افراده سيعملون وفق الشريعة ولن يتجاوزا الأمور المحرمة وسيلتزمون بالقوانين الإلهية التي تضمن للإنسان حياة مثالية.

يقول امير المؤمنين (عليه السلام): "اشغلوا أنفسكم من أمر الآخرة بما لابد لكم منه"

أي ان نذكر بأننا راحلون من هذه الدنيا ونفعل الامور التي تنفعنا في الاخرة.

فالهدف من هذا التذكير هو مساعدتنا في القيام بالأعمال الخيرة والابتعاد عن المعاصي والشرور لأننا قبل كل عمل سنفكر بعواقب الآخرة وسنحاول الالتزام بحدود الله ونتعامل مع الناس فيما يرضي الله عز وجل.

ولعل السؤال الذي يراود الكثير ما هو انفع عمل يتزود به الانسان ليعود عليه في يوم القيامة بالنفع الكبير؟

الله سبحانه وتعالى وضح بصريح العبارة اهم زاد ينفع الانسان في حياته واخرته الا وهي التقوى في قوله عز وجل: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى"[1]

والتقوى هي أسمى مراتب العبادة ومعناه وقاية النفس من عصيان أوامر الله ونواهيه

واساس التقوى هي خشية الله ومخافته من ارتكاب أي ذنب.

والالتزام بالشريعة التي رسمت لنا طريقا واضحا وسهلا للحياة.

واما الوصول الى هذه المرحلة (التقوى) تحتاج الكثير من العمل في مجاهدة النفس والسيطرة على الأهواء فيما تقدمه الدنيا وأهلها من المغريات والتجاوز والصفح عن أخطاء الاخرين، والالتزام بالأمور الأخلاقية التي تصنع من الانسان نموذجا رائعا للمؤمن المتقي الجاهز على الدوام للرحيل بمتاع غني لرحلة ابدية سعيدة ينال بها شرف الدينا والاخرة.

ولعل شهر رمضان من الشهور التي تمثل الأرضية المناسبة لصناعة الانسان المؤمن المتقي وتساعد كثيرا في البناء الشخصي فيستطيع الانسان على اثر ذلك ان يجتنب المعاصي اكثر ويركز على الجوانب العبادية والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فيكون هذا الشهر الفضيل بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياته.

[1] سورة البقرة/ اية ١٩٧

الانسان
الايمان
الموت
العمل
شهر رمضان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    آخر القراءات

    السيدة الزهراء.. القدوة الأسمى لنساء العالم

    النشر : السبت 15 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ماهي أسباب حبوب الظهر والكتفين وطرق علاجها؟

    النشر : الأربعاء 27 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    حين يرفض الرجل أن يكبر

    النشر : الثلاثاء 13 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الغدير: بوح الأمل الصاخب.. أمسية في جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأربعاء 19 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    مغالطة تاريخية صدّقها المحب قبل المناوئ

    النشر : الأحد 17 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    قطار وحصان وطائرة.. مبادرات لفتح شهية الصغار على القراءة

    النشر : الأحد 11 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1176 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 605 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 423 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 423 مشاهدات

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    • 390 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 387 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3640 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1522 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1307 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1176 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1169 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة
    • منذ 21 ساعة
    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات
    • منذ 21 ساعة
    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب
    • منذ 21 ساعة
    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة