للكلمة مسؤولية كبيرة جدا قد يسيء البعض في استخدامها فتكون جارحة ويحسن البعض الآخر فتكون حسنة جارية، رصاصة قاتلة وإن لم تقتل تترك خدشا جارحا في المكان وفي قلب الإنسان فهناك الكثير من جراحات اللسان لم يشفَ منها بعد .
فكيف يحسب الإنسان كلماته ويقلب كفة الميزان ويجعلها حسنات من أول نهاره إلى آخره بينما هو يتعرض إلى الكثير من المواقف التي تفقده عقله وقد يتحدث أو يرد على الآخرين بطريقة جارحة .
من المفيد في علم النفس إطلاق سراح جميع مشاعر الغضب المكبوتة، على الرغم من وجود العديد من العلاجات التي تشجع الإنسان على الغوص في غضبه لمعالجة السبب، لأني أؤمن أنّ ردة فعلنا تجاه الغضب هي التي تؤدي بنا إلى قمعه، فكلما أسرعنا في التخلص منه، كلما شعرنا براحة أفضل.
لا أفترض أن العالم الخارجي خال من الظلم وفي بعض الأحيان يجد المرء نفسه مجبرا على التعبير أو الرد للحصول على حقه ولكن هذا لا يعني أن الغضب المزمع يحل كلّ المصاعب في الحياة، بل على العكس أحيانا كلماتك تكون سبب في ضياع حقك في موقف ما.
عندما نحاول أن نتحمل مسؤولية الكلمة في حياتنا، نكتفي بما يجلب الحسنات، نلتزم الصمت الحسن فقد تحل جميع مشاكلنا في الحياة بينما نجد البعض ثرثارا يتحدث بكل شيء ويهدر وقته في الحديث عن فلان وفلان بينما هو مشغول عن ذكر إمام عصره وكيف يمضي وقته .
ولدنا في عصر الغيبة لا نملك غير الكلمات التي قد تفرح قلب مولانا الغائب وتجعله ينظر إلينا نظرة حنونة نعرف كيف لهذه الكلمة من أداة قاتلة أو مرهم نافع لو عرف الإنسان كيف هذه التفاصيل الصغيرة في حياته من قيامه وأعماله وحتى حديثه مسجل ومراقب وسيعرض عليه يوما ما .
رأيت في يوم أمس منشورا أعجبني جدا: حاول أن يكون حديثك مهدويا ..
حاول أن تشرك الامام المهدي (عجل الله فرجه) فيه .
مثلاً: اذا أردت الصلاة فقل "أسالك الدعاء يا صاحب الزمان".
وإذا انتهيت من الصلاة فقل "تقبل الله أعمالك سيدي يا مهدي".
وإذا مر عليك أي ضيق أو عسر صغيراً أو كبيراً، فاجعل لسانك تلقائياً يردد "يا صاحب الزمان".
إذا طالبت بطعام فاجعل ذكر الحجه (عجل الله فرجه) فيه .
وإذا رأيت هماً أو غماً فتذكر أن الهموم والغموم ستنفرج بظهوره.
أو تعرضت لموقف فيه خيانة أو ظلم تذكر أن الإمام المهدي يتألم من كلمات شيعته وتصرفاتهم لكن مازال هناك وقت للاصلاح ، (وقفوهم إنهم مسؤولون).
هكذا سترى طعماً مختلفاً تماماً للحياة..
من علائم آخر الزمان ورد عن أمير المؤمنين أنه قال في بعض خطبه:
"إذا أمات الناس الصلاة وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكذب والظلم فخرا وكانت الأمراء، فجرة والوزراء، ظلمة والعرفاء خونة و القراء فسقة وظهرت شهادات الزور واستعلن الفجور وقول البهتان والألم والطغيان ... إلى بقية الحديث ..
واستمع منهم وكان زعيم القوم أردلهم واتفي الفاجر مخافة شره وصدق الكاذب وائتمن الخائن".
فما هو الحل كي نحافظ على هفوات اللسان؟
هناك خطوة مهمة وضرورية و تساعدنا في الحفاظ على حسناتنا وهي محاسبة النفس، ومحاسبة النفس أن يكون لديك نية_صادقة وتجددها كل صباح بمعاهدة الله سبحانه والإمام المهدي (عجل الله فرجه) أنك ستكون عبدا مطيعا لربك عز وجل كما يحب أن يراك وتجنب المعاصي خلال هذا اليوم..
المراقبة: أي أن تراقب نفسك طيلة اليوم وتنظر إلى أعمالك لكي لا تخالف ما اشترطت على نفسك عند الصباح.. لأن المشارطة إذا لم تكن معها مراقبة مستمرة لا تنفع.
والمراقبة في الحقيقة تعني الشعور برقابة الله وحضوره.. و أنه يعلم سرك و جهرك.. و هو يراك في كل لحظة ومكان..
وأن الإمام الحجة (عجل الله فرجه) حاضر في كل مكان و زمان أيضاً و هو يفرح لطاعاتنا و يحزن و يتألم لمعاصينا..
فلا تغفل خلال النهار عن عهدك واعلم أن الشيطان لك بالمرصاد..
المحاسبة: والتي تكون قبل النوم، حيث تقوم بتقييم أعمالك وترى إلى أيّ مدى التزمت بالشروط وإلى أيّ مدى وقعت في التقصير.
أما إذا التفت إلى وجود زلل وأخطاء في سلوكك فعليك أن تعاتب نفسك وتنبّهها وتفكّر بطريقة لتأديبها وتدارك الأمر بما يتناسب مع وضع المخالفة التي ارتكبتها:
● بالقضاء مثلا إذا كان الذنب فوات صلاة واجبة.
● أو بطلب الحلية والاستحلال لو كان الأمر يرتبط بحق الناس كالغيبة وما شابهها، أو خيانة موقف، وعليك في هذه المرحلة أن تكون صادقا مع نفسك فعلا أين أخطأت و أن تتعلم للمرة الثانية كيف تتصرف بهكذا موقف..
فإذا وجدت أنك التزمت بالشروط ولم يحصل تقصير، تشكر الله على ما وفّقك وتسأله توفيق المداومة عليه..
اضافةتعليق
التعليقات