• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

زينب شاكر السماك / منذ 8 ساعة / اعلام / 188
شارك الموضوع :

لابوبو كما غيرها من الترندات تُغلف حالة فراغ داخلي، يهرب منها الشباب إلى الغرابة الجاهزة

لم أكن أعرف "لابوبو"، ولم يخطر ببالي أن دميةً غريبة الشكل بأسنان بارزة وعيون طفولية واسعة ستصبح حديث الفتيات والشباب، وستتحول من لعبة إلى رمز، ومن رمز إلى ظاهرة نفسية واجتماعية.

المرة الأولى التي سمعت فيها بالاسم كانت من خلال إحدى المشهورات العراقيات، ظهرت وهي تحمل حقيبة فاخرة تتدلى منها تلك الدمية. لم تكن تشرح الكثير، فقط قالت بابتسامة: "هاي لابوبو، صديقتي المجنونة"، وضحكت، وضحك معها جمهورها الرقمي. بعد ذلك، بدا لي أن لابوبو لا تضحك فقط… بل تضحك علينا.

بدأت أبحث عن أصل هذه الشخصية. اكتشفت أن لابوبو ابتكرها فنان من هونغ كونغ يدعى "كاسينغ لونغ"، وبدأت رحلتها من خلال متجر ألعاب شهير يُدعى "بوب مارت". من هناك، دخلت السوق كجزء من مجموعة "وحوش لطيفة"، لعبة بلاستيكية محدودة الإنتاج، غريبة الشكل، تجمع بين ملامح البراءة والجنون، الطفولة والرعب.

لكن النقلة الحقيقية لم تحدث في المحلات… بل على يد ريهانا، ثم دوا ليبا، ثم مئات من المؤثرين الذين احتضنوا لابوبو كأيقونة جديدة. لم تكن مجرد دمية بعد الآن؛ بل أصبحت أسلوب حياة، "ستايل"، طريقة للتعبير عن التفرّد، الغرابة، وربما الحزن.

ومن هناك، وصلت إلينا في العالم العربي، بسرعة الضوء، لا سيما عبر التيك توك وإنستغرام. اقتنتها الفتيات وتحدث عنها الشباب، وتحولت خلال أسابيع قليلة إلى "ترند"، وكأنها تمتلك مفاتيح جيل يبحث عن أي شيء يعبر به عن ذاته… حتى لو كان دمية بأسنان.

في خضم هذا الجنون، خرج البعض ليبرر الظاهرة قائلًا:

"وما الضير؟ خلي الشباب يتونسون، يلعبون، يرتاحون من ضغوط الحياة."

في الظاهر، لا خطأ في هذا الرأي. من حق أي إنسان أن يفرح، أن يرفّه عن نفسه، أن يضحك.

لكن السؤال الحقيقي ليس في الضحك، بل في ما يختبئ خلفه.

لماذا يتعلّق شبابنا بهذه الظواهر السريعة؟ لماذا يتحول الغريب إلى محبوب؟ والتافه إلى موضة؟ هل نحن أمام مجرد لعبة؟ أم أن هناك منظومة تسويق عالمية تدرس مزاج الأجيال وتقدّم لهم منتجات ليس الهدف منها اللعب… بل صناعة هوية جديدة؟

لابوبو – كما غيرها من الترندات – تُغلف حالة فراغ داخلي، يهرب منها الشباب إلى "الغرابة الجاهزة"، والاختلاف المصنوع، والتمرد دون اتجاه.

انها ليست لعبة فقط، بل مرآة لجيل يبحث عن ذاته في الأماكن الخطأ. جيل يشعر أن الحياة لم تعد تهمه، فيبحث عن أشياء "تشبهه في اللّا معنى"، فيستبدل الحلم بميدالية، والهوية بملصق، والوعي بضغطة لايك.

والمشكلة ليست في لابوبو وحدها، بل في الطريقة التي تتحول بها أي تفصيلة بسيطة إلى مركز ثقل نفسي للشباب.

ما الذي يجعل جيلًا بأكمله ينجذب لمجسم صغير يُعبّر عن "وحدة"، أو "غرابة"، أو "كآبة لطيفة"؟

أليس هذا انعكاسًا لما في الداخل؟ أليس هذا ناقوس خطر؟ لا نقول هنا إن كل من يقتني لابوبو هو فارغ فكريًا أو ضحية. لكننا نقول إن كثرة هذه الظواهر تُشير إلى تحول ثقافي خطير، يبدأ من الاستهلاك العاطفي وينتهي بفقدان البوصلة.

جيلٌ يُربّى على يد الترندات… لا المبادئ. يعبّر عن أحاسيسه بالرموز الجاهزة… لا بالوعي والتجربة. في النهاية، لا عيب في اللعب، ولا في الانبهار.

لكن الخطر يبدأ حين نسمح للأشياء التافهة أن تملأ فراغنا العاطفي والمعرفي. وحين نصبح مثل لابوبو نفسها: مبتسمين طوال الوقت… بينما لا أحد يعرف ما الذي بداخلنا فعلاً.

فلابوو ستغادر. مثل كل صيحة. لكن سؤالًا سيبقى بعدها: هل نحن من نملك ذوقنا ووعينا… أم أن كل ما فينا يتم تشكيله من الخارج، دون أن نشعر؟


المجتمع
الشباب
وسائل التواصل الاجتماعي
السلوك
الهوية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تناقضات القرآن أم خطأ فهم البشر؟

    اضطراب نهم الطعام.. حين لا تُصغي إلى جسدك!

    "يوغا الوجه"..هل هي البديل الطبيعي للعمليات التجميلية؟

    على قلوبنا... أقفالها

    الجانب الكيفي للصلاة في المدرسة الحسينية

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    آخر القراءات

    تعرف على ولية عهد هولندا ذو ال 18 ربيعا

    النشر : الثلاثاء 21 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    نجاة بلقاسم: من راعية غنم إلى وزيرة

    النشر : الأربعاء 30 آذار 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    المرأة الانسان

    النشر : السبت 12 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    حرية الصحافة يوم عالمي مع مهزلة التنفيذ

    النشر : الأحد 05 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    تونس تقر قانون المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة

    النشر : الأثنين 26 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    دكتور في شارع المتنبي!

    النشر : الجمعة 21 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 613 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 555 مشاهدات

    رحلة من السجن إلى الحرية: قصة عن معركة مع المخدرات

    • 438 مشاهدات

    المختلف متخلف!

    • 384 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 375 مشاهدات

    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟

    • 359 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3596 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1385 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1264 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1149 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1093 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 921 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تناقضات القرآن أم خطأ فهم البشر؟
    • منذ 8 ساعة
    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية
    • منذ 8 ساعة
    اضطراب نهم الطعام.. حين لا تُصغي إلى جسدك!
    • منذ 8 ساعة
    "يوغا الوجه"..هل هي البديل الطبيعي للعمليات التجميلية؟
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة