كتاب المناقشة لهذا الشهر كان بنكهة مختلفة وهو كتاب: (التسامح أعظم علاج على الاطلاق)، للكاتب جيرالد ج جامبولسكي.
وفيه يقول مؤلف الكتاب:
يعتبر التسامح من أهم الدروس التي ينبغي علي أن أتعلمها لذلك فقد كتبتُ هذا الكتاب لنفسي لأتذكر بأنني أود بالفعل أن أنهي المعاناة التي سببتها لنفسي وللآخرين بسبب إصداري للأحكام ومكابرتي أن أسامح.
وأضاف أنه من خلال فهمه لدروس التسامح التي منحته إحساسا بالحرية الشخصية والأمل والطمأنينة والسعادة التي لاتتوافر عن طريق آخر، فالتسامح يحررنا من أشياء كثيرة فهو يخمد معاركنا الداخلية مع أنفسنا ويتيح لنا فرصة التوقف عن استحقار الغضب واللؤم، إن التسامح يسمح لنا بمعرفة حقيقتنا الفعلية مع التسامح الذي بقلوبنا يمكننا في النهاية ممارسة الإحساس الحقيقي بالحب..
التسامح يسمح لنا بالترابط أحدنا بالآخر وبكل أمور الحياة وإن له القدرة على علاج حياتنا الداخلية والخارجية فبوسعه أن يغير من الطريقة التي نري بها أنفسنا والآخرين وكيفية رؤيتنا للعالم فهو ينهي بصفة قاطعة وللأبد الصراعات الداخلية التي عانى منها الكثيرون منا وكانت بداخلنا في كل لحظة، ويعتبر التسامح روح العلوم التي تدرسها مراكز العلاج السلوكي والتي تضفي جوا من الراحة والحرية على حياة الناس حتى وهم يواجهون أقصى المواقف..
فلنا أن نتخيل حجم السلام الذي يمكن أن يعم كوكبنا إذا تركنا الشكاوي من الآخرين ومن الجيران، وتخيل مايمكن أن يحدث لو تركنا الجروح القديمة التي يسببها لنا الآخرون؟
وينوه الكاتب بملاطفة:
وهي أنك لاتقرأ هذا الكتاب مصادفة فمشيئة الله هي التي جعلت هذا الكتاب بين يديك وأنني على قناعة بذلك ف الله هو دائما مسبب الأسباب وهي إحدى الطرق التي يخاطبك بها!.
فالحب يبدد الخوف وعلينا أن نفهم أننا بشر نرتكب الأخطاء وأننا جميعا يمكن أن نؤذي الآخرين ونصبح أنانيين وغير رحماء ونحن أشخاص دون الكمال فقط لنتعلم أن نسامح أنفسنا ونسامح الآخرين فنحن مسؤلون عن سعادتنا فالتسامح هو أن نصرف من الذهن كل الأمنيات لتحسين صورة الماضي.
يمكن لأجهزتنا المناعية أن تقوى عندما تتسامح فهو يحررنا من آلام الماضي وأن تكون لدينا الرغبة في أن نفوض أمورنا لله في الغضب والكرب، وقد يكون الداعي إلى التسامح مع الآخرين شيئا نكنه في أنفسنا كنا اخفيناه بعيداً عن عقلنا الواعي..
أما النقيض: عدم التسامح الذي يسبب التمسك بالغضب والخوف والألم والذي لديه تأثير قوي على أجسامنا ويسبب ذلك التوتر الذي يؤثر على أنظمتنا النفسية والتي نعتمد عليها من أجل صحتنا فهو يؤثر على دورة الدم في أجسامنا وعلى كفاءة الأجهزة المناعية ويمثل ضغطاً على قلوبنا وعقولنا وعلى كل عضو في أجسامنا فعدم التسامح هو بالتأكيد عامل غير صحي، وأننا لنميل في حياتنا اليومية إلى النظر إلى التسامح على أنه شيء أكثر بقليل من مجرد تقبل اعتذار الآخرين وأحيانا يقبل الاعتذار من منطلق التأديب في حين أننا بحق لا نشعر بالتسامح أو أحيانا نتمسك بتذمرنا!.
ويؤكد الكاتب بقوله:
"الآن أنا مقتنع تماما بأننا لكي نكون سعداء حقا ينبغي أن نتعلم قيم التسامح وحب أنفسنا والآخرين فنحظى بالسعادة والسلام عندما نتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين أو الأشياء، عندما نصاب بأذى فاللوم لا يعيد إلينا السعادة التي نرجوها ولا حتى النيل من آذانا والتسامح فقط هو الطريق إلى تحقيق ما نصبو إليه عند تحمل المسؤولية فسنشفى ونصبح سعداء ننعم بالسلام".
وأشار إلى نقطة مهمة وهي:
نحن لا نفضل تقبل فكرة أننا عندما نتمسك بالأفكار المتزمتة فنحن بالفعل نختار المعاناة وربما اخرتنا "الأنا "بأنها الطريقة المثلى لمعاقبة أولئك الذين أذونا ولكننا نجد أننا نؤذي أنفسنا دائما..
فلنتذكر أن الألم والخوف والشك والمرض غذاء الأنا فهي تمقت السلام والحب والسعادة والصحة، هذا النوع من الطاقة السلبية دائما ما ينمو بداخلنا ويؤثر علينا في النهاية!.
ولنتذكر أن أفكارنا وَمعتقداتنا تحدد كيفية ممارسة حياتنا والهدف من التسامح هو أن يحررنا من الماضي، إنه يحررنا من الضغائن والشكوى، تسامحنا يتيح لنا أن نعيش بصورة أعمق من الخارج وأيضاً طموحنا برضا الله وعفوه تعالى هو خير حافز للعفو والتسامح مع الآخرين.
وقوله تعالى هو المصداق: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ النور: 22.
وكذلك سنة رسوله وأهل البيت صلوات الله عليهم وعلى آلهم من خلال سيرتهم العطرة وتوجيههم لنا وتبيناهم لمكرمة التسامح وأثرها على النفس والمجتمع.
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية والذي يهدف إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات