تبقى غريزة الأم الدافع الاكبر لنجاح الأولاد وتحفيزهم نحو النجاح والتميز فكيف إذا كان النجاح عالميا وسط تحديات كبيرة هنا ستكون الأم المدرب واللاعب والحكم هذا ما شاهدته في مباراة هذا العام حيث تحولت العلاقة بين لاعبي منتخب المغرب لكرة القدم وأمهاتهم إلى قصة عالمية في مدرجات ملاعب نهائيات كأس العالم في قطر 2022.
فمهاجم المنتخب المغربي سفيان بوفال اختار فقط أمه، لتنزل معه إلى المستطيل الأخضر بعد أن تحول إلى مساحة لاحتفالات أسود الأطلس بعد التأهل التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم، لأول مرة في تاريخ كرة القدم المغربية.
ففي كل مباراة، لا تنتهي قصة لاعبي منتخب المغرب مع أمهاتهم وآبائهم، فمن وجد أمه بقربه في الملعب، ركض إليها بعد صافرة الحكم، كما فعل مرارا أشرف حكيمي، وبين من عانق والده بحرارة كما فعل يوسف النصيري، في مدرجات الملعب.
فمن الجوانب الإنسانية التي أثارت العالم، ارتباط نجوم أسود الأطلس بالأمهات أساسا، وهنا أحد أسرار التركيبة التدريبية لمدرب منتخب المغرب لكرة القدم وليد الركراكي، أي الشحن العاطفي.
فإلى جانب اللعب للقميص، يشعر اللاعب أنه يلعب كطفل في حضرة والدته.
وفي الثقافة الشعبية المغربية، ترتبط الأم بصورة ذهنية جماعية أساسها الاحترام الكبير جدا، وتقبيل اليد في السلام، والأولوية في كل مناحي الحياة، لأن المرأة في الثقافة العامة المغربية محط تقدير وخصوصا الأم والجدة.
"نحن نحب أن نحتفل مع أمهاتنا" هكذا قال المغاربة، عقب أن خطفت لقطات احتفالات لاعبي المنتخب المغربي مع أمهاتهم خلال كأس العالم، حتى أصبح الجمهور ينتظر لقطات الأمهات عقب كل مباراة.
وتحدث حكيمي في عدة مقابلات عن حبه لوالدته وعن تقديره لتضحياتها العديدة التي كانت هي الأساس في وصوله لمكانته اليوم.
وتكرر المشهد مع العديد من زملاء حكيمي، ومنهم اللاعب سفيان بوفال الذي سارع للاحتفال مع والدته.
تضحيات كبيرة من الأمهات من أجل أن يصبحوا أبناءهم نجوم في كرة قدم
والدة رونالدينيو فعلت المستحيل كي يصبح ابنها نجماً في البرازيل، وكانت المصدر الداعم له طوال مشوار حياته.
والدة النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا، كانت تربطها بابنها علاقة قوية ومتينة، ومنها كان يستمد قوته في الاستمرار في نجاحاته وتخطي الصعاب.
ميسي الأعجوبة لم يكن ليصبح أفضل لاعب في العالم لولا والدته، فهي من وقفت إلى جانبه لتحدي كل الظروف الصعبة والمقاومة للانطلاق نحو النجومية.
اللاعب زيدان قدم التقدير لوالدته حيث اعتبر أن اسمها شرف أكبر له من كأس العالم، فقد تنازل عن لقب يعد الأغلى في العالم من أجل أمه.
الأم المشجع الأول لأبنائها
حتى وإن لم يخض أطفالك مجال كرة القدم، وحتى إن لم يكن كأس العالم من بين أهدافهم وطموحاتهم، فأنت المشجع والداعم الأول لهم في أي مجال. أنت حاضرة دائمًا في الصفوف الأولى لدعمهم ولتهتفي باسمهم ولتحتفلي بانتصارهم، ولتخففي عنهم ألم الخسارة. فأنت الجمهور الوحيد القادر على تشكيل طموح طفلك ودعمه في أي مجال.
اضافةتعليق
التعليقات