رصدنا مقطع تلفزيوني مثير للجدل لكنه واقع يصادف العديد من الطبقات المجتمعية سواء كان في العمل أو الأماكن العامة وغيرها.
كان المقطع يتناول امتعاض الموظفين من زميلهم الذي لا يهتم بنظافته الشخصية مما جعلهم يتجنبون الجلوس بمحاذاته والحديث معه.
للوهلة الأولى لا تحبذ هكذا انتقادات لاذعة على الملأ ولكن لو نظرت إلى القضية من منظور آخر تجد مضمونها رسالة تنبيه لكل من يتقاعسون عن الاهتمام بنظافة أجسادهم أو هندامهم وحتى نظافة ضميرهم.
(بشرى حياة) تنقلنا في جولة خاصة بهذا الجانب من خلال هذا الاستطلاع...
انعكاس بيئي وتربوي
رنا لطيف/ طالبة جامعية ترى، أن النظافة الشخصية تعكس البيئة والتربية التي ينشأ بها الفرد فمن تربى على عدم الاهتمام بالنظافة بكل جوانبها فهو ينقل هذا التصرف إلى المحيط الخارجي سواء في العمل أو الجامعة أو الأماكن العامة الأخرى.
بينما تسرد سناء وهو اسم مستعار حكاية زميلتها في مكتب عملها عن رائحتها النتنة كما وصفتها والتي غالبا ما تملأ المكان وخصوصا في فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة، فهي لا تكترث حتى لنظافة مكتبها الأمر الذي جعلها تقرر الانتقال لمكان عمل آخر فهي تخجل من مصارحتها.
النظافة الشخصية والأمراض
فيما قال سالم خضير الكرعاوي/ محامي أن النظافة الشخصية هي الأساس لكل حالة إيجابية للإنسان، فهي تبدأ من البيت والمدرسة كلاهما يعكس البيئة التربوية كما تجنب النظافة الشخصية الاصابة بالأمراض الانتقالية مثل الحمى النزفية وكورونا والانفلونزا والأمراض الجلدية.
هذا وللأسرة دور مهم في توجيه الطفل منذ صغره على الاهتمام في هذا الجانب من خلال تنظيف الأسنان مثلا حتى لا تسبب بكتريا الطعام المتبقي في الاسنان رائحة الفم الكريهة، وغسل اليدين بعد الخروج من المرحاض والقدمين أيضا بعد نزع الجوارب لتجنب الأمراض الجلدية كالفطريات فضلا عن الرائحة والاهتمام بنظافة الهندام والاستحمام بشكل دؤوب.
النظافة الشخصية والاسلام
وأكدت الاستشارية النفسية نور الحسناوي: أن أهم ما يميز الإنسان نظافته الشخصية فالاهتمام بها واجب، كما اهتم الإسلام بجميع المفاصل المتعلقة بالإنسان ونشأته وتربيته وسبل تحصينه من أي ضرر يلحق به فكان الاعتناء بالجانب الصحي والبدني من الجوانب المهمة فالحثّ على النظافة أمر أكد عليه القرآن الكريم ورسوله العظيم، وذلك لأهمية النظافة الشخصية لكونها تمتزج بأخلاق الفرد وتعكس إنموذجا متحضرا للإنسان في جميع الأوساط الاجتماعية.
مضيفةً أن المجتمع يفضل أن يرى المقابل بأناقة وترتيب ونظافة، فضلا عن تكريم الله عز وجل للإنسان على باقي المخلوقات فلا يليق بهذا التكريم أن يكون غير مؤهل لهذه المكانة وفي أقل تقدير أن يكون ذا مظهر مقبول وحسن التعامل مع بيئته والأشخاص من حوله.
فالنظافة الشخصية لا تقتصر على الثياب والجسد بل تشمل نظافة العقل بالفكر الإيجابي والضمير الحي وحسن التعامل بعدم أذية الآخرين.
اضافةتعليق
التعليقات