الكتاب: معرفة الله
المؤلف: السيد احسان الغريفي
الفئة: عقائدي
عدد الصفحات: 100 صفحة
إن من موجبات العبادة هي معرفة المعبود وضرورة البحث في ذلك فمعرفة الله تعالى يوجبها العقل والشرع، فالعقل يدفع الانسان لمعرفة المدبر لهذا الكون وأما الضرورة الشرعية فقد أوجب علماء الكلام لزوم البحث عن معرفة الله تعالى دفعاً للضرورة فقد أوجب علماء الكلام لزوم البحث عن معرفة الله لأن معرفته تؤدي لطاعته وذكر الكاتب كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) أن معرفة الله يستدل عليها من القرآن الكريم والسنة النبوية والأئمة الاثني عشر، ولقد ذكر الكاتب أشهر المذاهب مع توضيح موجز لكل واحد:
الفرقة الأولى: المجسمة وهم يعتقدون بأن الله جسم ولحم ويمكن رؤيته في الدنيا والآخرة.
الفرقة الثانية: المشبهة وهم الذين يشبهون صفات الله بصفات المخلوق.
الفرقة الثالثة: الجهمية نسبة إلى مؤسسهم جهم بن صفوان.
الفرقة الرابعة: المعطلة الذين ينفون صفات الله تعالى ومن معاني التعطيل هو تعطيل ظاهر الكتاب والسنة عن المعاني التي تدل عليها.
الفرقة الخامسة: المعتزلة ظهرت بعد الجهمية وأخذت ببعض أقوالهم وأفكارهم.
الفرقة السادسة: القدرية يعتقدون بنفي القدر خيره وشره من الله سبحانه، واسناد القدر للعبد نفسه وظهرت قبل المعتزلة.
الفرقة السابعة: الأشاعرة وأفكارهم تتشابه مع المعتزلة وأفكارهم تتشابه مع أفكار القدرية.
الفرقة الثامنة: الماتريدية نسبة إلى مؤسسها الماتريدي السمرقندي.
وهذه المذاهب أصلها اعتقادات شخصية لبعض الأشخاص ثم انتشرت فصارت مذاهب وهي بعيدة عن منهج أهل البيت (عليهم السلام).
وذكر المؤلف دليلين على وجود الله تعالى الأول هو الشعور الفطري بوجود الخالق الواحد، الثاني هو الدليل العقلي فإن التأمل في عالم الخلق، ودراسة الأسرار الكامنة فيه تدل برمتها على أنها مخلوقة لله تقودنا إلى كمالات الله الوجودي.
كما إن أهم أفصل الكتاب هو صفات الله تعالى، صفات الله تعالى التي تنقسم إلى قسمين: الأول الصفات الثبوتية وتسمى الصفات الجمالية أيضاً، والقسم الثاني الصفات الجلالية، فالصفات الثبوتية هي الأحوال أو الصفات التي لا تنفك عن الذات الإلهية ولا يمكن إزالتها عنها، وتسمى بصفات الجمال والكمال لأنها كمال للذات، وهي كثيرة جداً كما يدل عليها الكتاب والسنة والأدعية المأثورة، وتنقسم الصفات الثبوتية إلى قسمين: صفات ذاتية وصفات فعلية، فالصفات الذاتية هي عين ذاته المقدسة، وهي (صفة الوجود، العلم، القدرة، الحياة، صفة القدم أو الازلية، البقاء أو الأبدية، العدل، الغنى) وأما الصفات الفعلية التي تتفرع من الصفات الثبوتية فهي صفات يمكن انفكاكها عن ذات الله، ويتوقف وصفه تعالى بها على صدور فعل منه فهي صفات محدثة وتسمى الصفات الإضافية نسبة لإضافتها إلى الذات الإلهية والتصاقها بها كالخالقية والرازقية وغيرهما ومن الصفات الفعلية (مسألة خلق القرآن، الصدق، الإرادة، الحكمة، اسمع والبصر، الإحياء).
وأما الصفات الجلالية سميت بهذا الاسم لأنها تجل الله تعالى وتنزهه عن النقص وهي (الله واحد وليس مركب، أن الله تعالى ليس بجسم، أن الله تعالى لا يتحد بغيره والاتحاد على معنيين مجازي وحقيقي فالمجازي هو صيرورة الشيء شيئاً آخر والحقيقي هو صيرورة الشيئين الموجودين شيئاً واحداً موجوداً، أن الله تعالى
ليس محلاً للحوادث كالنوم واليقظة والحركة والسكون، أن الله تعالى ليس بمرئي فلا يمكن رؤيته بالبصر في الدنيا وفي الآخرة، أن الله تعالى ليس له شريك، أنه تعالى غير متحيز ومنزه عن الزمان والمكان والجهة وكل حد وقيد لا يحيط به شيء من الأشياء الواقعة في إطار الزمان والمكان وصفات أخرى مذكورة في الكتاب).
وتطرق الكاتب إلى معنى التوحيد وعرفهُ على أنه عبادة الإله مع تنزيهه من الشرك وهو من الصفات التي يتحلى به الخالق وذكر معنى الواحدة عند وصف الله تعالى بالوحدة لا يعني بأنها صفة زائدة على الله تعالى بل هي عين ذات الله تعالى، وهي وحدة حقيقية لا وحدة عددية، فلا يجوز أن يوصف الله بالوحدة العددية؛ والفرق بين الوحدة الحقيقية والوحدة العددية أن الوحدة العددية لها مثيل وإذا انضم إليها ذلك المثيل صارت العدد اثنين، ومن صفة العدد أنه يقبل القسمة، فالعدد واحد يقبل القسمة إلى نصف وإلى أجزاء أخرى، كذلك من خواص العدد أنه له حد معلوم، والله تعالى لا مثيل له، وليس له حد، والوحدة الحقيقية يلازمها عدم المحدودية وعدم التناهي.
كما أنه قسم التوحيد الذي يعتبر من الصفات الجلالية لأربعة أقسام:
الأول هو التوحيد الذاتي: يعني أن ذات الله تعالى واحدة لا تنطبق على غيره أبداً.
الثاني هو التوحيد الصفاتي: معناه أن صفات الله واحدة، وهي عين ذاته فهي قديمة وأزلية.
الثالث هو التوحيد الانفعالي: معناه أن أفعال الله تعالى واحدة كخلقه للمخلوقات وشؤونه الخاصة به لا يشاركه فيها أحد.
الرابع هو التوحيد العبادي: بمعنى وجوب عبادة الله وحده والاجتناب عن عبادة غيره.
ثم تطرق الكاتب لموضوع مهم وهو الاسم والمسمى فلا تجوز عبادة أسماء الله لأنها غير الله فاسم الله غير ذات الله وكذا سائر أسمائه الحسنى، فقولنا: الله يعني الإله المستحق للعبادة ولا تجوز العبادة إلا له، ثم فصل المؤلف في شرح الأسماء الحسنى واحداً واحداً، وذكر بأن لله تعالى إرادتين إرادة عزم سميت بالإرادة التشريعية وإرادة حتم سميت بالإرادة التكوينية فالتشريعية هو الأوامر والنواهي أي أحكام الدين الشرعية، وأما التكوينية هي كل ما يتعلق بشؤون عالم الخلق من التكوين والابداع والمعاجز.
ختاماً ذكر هذا الكتاب مجموعة من المباحث التي تتعلق بمعرفة الله تعالى بصورة مجملة وميسرة تغني القارئ عن الرجوع إلى المصادر المفصلة والمطولة، كان الهدف هو إيصال المعلومة الصحيحة بعبارة موجزة وأسلوب سهل، كما وذكرت المصادر المعتمدة لمن يريد التفصيل أكثر.
اضافةتعليق
التعليقات