كان الاجتماع الشهري لملتقى المودة للحوار هذه المرة بحلة جديدة خاص للكاتبات، حيث استضاف الكاتب حسن آل حمادة من السعودية يوم الأحد المصادف 19/8/2018 م، ليطرح تجربته للكاتبات اللواتي يسعين ليكن قلمهن أقوى وأوقع في النفوس ويُقدم لهن نصائحه الكتابية للاستفادة منها، بحضور القاص الأديب علي حسين عبيد، حيث بدأ الكاتب الأديب علي عبيد بتقديم الكاتب حسن آل حمادة والتعريف بانجازاته..
الكاتب حسن آل حمادة هو عضو هيئة تحرير مجلة الكلمة، ومؤسس ورئيس لنادي اقرأ كتابك في القطيف، ومن أهم مشاريعه واهتمامته هو نشر القراءة بين للناس حتى جعل له بسطة في وسط المدينة سماها (بسطة كتب) لبيع الكتب والجلوس للقراءة، ليُشجع الناس على القراءة.
صدر له ما يقارب 15 كتاب، منها: امة اقرأ لا تقرأ، العلاج بالقراءة، تجارب الكتاب من القراءة الى الكتابة، الشباب والتحديات المعاصرة........
وساهم في تحرير سلسلة افكار هادفة تعتمد على اسلوب التأليف الجمعي، وقدّم دورات عديدة في الكتابة..
ثم عرّف كيفية بدايته مع الكتابة وتجربته معها، ذكر لهن بأن تجربته كانت بسيطة حيث بدأ بالقراءة والمطالعة الخارجية عندما كان في المرحلة المتوسطة وأول كتاب قرأه هو العنزات الثلاث عندما اصطحبهم أحد معلميهم إلى المكتبة.
ثم قرأ الغناء في الاسلام، وبعده قرأ الفضيلة الاسلامية لمؤلفه آية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي، وقال من هذا الكتاب تعلمت أن اكتب، حيث وجدت وأنا اقرأه تتولد لدي الأفكار فأول من ألهمني المرجع الراحل السيد الشيرازي لذلك أول ما كتاب كتبته هو الكتاب في فكر الامام الشيرازي..
وأخذت أقرأ وأقرأ وأقرأ ثم وجدت اني استطيع الكتابة، وجدت ان عندي مادة تجعلني أتحدث بعدما قرأت،اقرأ للجميع (فرُب جوهرة في مزبلة)، الانسان يتكامل عندما يجمع العقول الى عقله،
فالقراءة تجعل منك متحدث كاتب شاعر، كلما قرأت اصبحت لدي حصيلة ثقافية معرفية.
وكان من ضمن ارشاداته الكثيرة التي ذكرها أيضاً، قوله: لا تكتفي بما أنت عليه فكر بالتكامل لا الكمال، ابحث عن التكامل لا الكمال.
وبيّن آل حمادة أنه بالإضافة الى التنظير من المهم أن يكون لك مشروع على ارض الواقع، فالطفل يجب أن يرى أمامه نماذج ناجحة صالحة ليتقدم، فللمدرسة دور في تنشئته كما الأسرة.. لا بد من العمل اترك بصمة ليكن لك دور في الحياة، فبادرت إلى تأسيس منتدى أصدقاء القلم.
ثم أضاف آل حمادة انه في فرنسا وجدوا نسبة القراءة انخفضت في عام 93 فنزل وزير الثقافة يقرأ وأخذ معه وزراء وكُتاب ليشجع الآخرين على القراءة، وأنا بدوري دَعوت لبرنامج اقرأ كتابك في القطيف فحضر أكثر من 100 شخص في المرة الأولى، وأقمناه مرة أخرى فحضر أكثر من 1000 شخص، ومن ضمنه أيضاً وزعنا كتب مجانية.
ثم أشار: ان لمن يجد صعوبة في الكتابة ليبدأ بكتابة اليوميات فإنها تساعد كثيراً لتدريب القلم واتقان الكتابة. وعندما يقرأ الكتاب يعمد إلى تلخيص افكاره وكتابة أهم الافكار في دفتر، ويقوم بذلك حتى عند سماعه لمحاضرة قيمة.. وأشار إلى أهمية العنوان فبقوله انه هوالجاذب للقراءة
الاطلاع على تجارب الآخرين، يُلهم الآخرين أيضاً ويشجعهم.
مما أوصى به حمادة أهمية تحديد الهدف وعدم التشتت بالعمل على أهداف كثيرة انما أحدد وجهتي وأسير عليها، لذا فإن مشروعه الأساس وهدفه الذي يعمل عليه هو نشر القراءة وترسيخها في المجتمع وتعريفهم لأهمية القراءة والكتابة.
وذكر بأنه يعمل على مشروع عيادة القراءة، لاستقبال وسماع الناس وتقديم العلاج من خلال القراءة.
وتحدّث آل حمادة عن الدوائر الثلاث للقراءة، الدائرة الاولى وهي دائرة المدخلات (القراءة)
ثم الدائرة الثانية وهي المعالجة أي كل فكرة اقرأها أو كل كتاب، افكر فيما أقرأه واناقشه..
ثم تأتي مخرجات القراءة وهي الكتابة وأساليبها.
ولتطوير اسلوب الكتابة ضعوا وقتاً تحدثوا به عن الكتاب، ناقشوه، نقد الكتابة القراءة النقدية، النقد البناء الذي يعود بفائدة..
وختم الكاتب حسن آل حمادة حديثه شاكراً استماع الحاضرات وحضورهن ومشاركتهن، تاركاً المجال لأسئلة الكاتبات واستفساراتهن منه..
فكان سؤال للكاتبة بنين قاسم حول كيفية التغلب على الملل الذي يصاحب القراءة فيؤدي الى الانقطاع عنها؟
فكانت اجابته: بأنه اجعلوا ولو ستون ثانية للقراءة باليوم دقيقة واحدة، لا تجبروا أنفسكم على اكمال كتاب بوقت محدد، فممكن بدل أن أنهي قراءة الكتاب في اسبوع لا بأس أن أنهيه في شهر، وشيئاً فشيئاً ستتعود على القراءة. فخصصوا باليوم حتى لو صفحة أجبر نفسي دقيقة لقراءتها وستزيد النسبة يوم بعد يوم وتستمر.
وسألت الكاتبة نجاح الجيزاني عن طريقة تقوية اسلوب كتابة القصة واتقانه؟
فأجابها إن القصة الجميلة تحتاج إلى فكر وحبكة، وأنا توجهت للقصة بعدما كتبت تقديم لكتاب حول أهمية القصة، وكانت أول محاولة لي في كتابة القصة حيث كتبت قصة بعنوان ضمأ وسيم، إثر موقف حدث أمامي فتأثرت به وكتبت..
كذلك للقراءة في فن القصة وكيف تكتب القصة أهمية في ذلك، فبعد أن قرأت عشرات القصص وقراءتي لفن القصة وأسلوبها، كتبت عدة قصص عن التسامح وعن العنف وغيرها.
وكتبت أيضاً بنمط (ق ق ج) قصة قصيرة جداً. وعندما رأيت تأثر الناس بالقصة جعلتُ من ضمن مشروعي تشجيع الناس على القراءة من خلال القصة أيضاً..
وفي الختام أبدن الحاضرات امتنانهن لهذه الجلسة التي استفدن منها بحضور الكاتب الناجح حسن آل حمادة..
حيث قالت الكاتبة جنان الهلالي: كانت محاضرة حوارية رائعة ومعلومات مفيدة.
وقالت الكاتبة إخلاص داود: كانت جلسة مثمرة ومفيدة تعرفنا بها على الكاتب حسن آل حمادة ومنتجه الادبي وكذلك كان تقديم الاستاذ علي عبيد ممتاز جداً.
وأبدت منار قاسم ارتياحها واستفادتها من الجلسة بقولها: كانت جلسة حوارية ممتعة جداً، اسلوبه لطيف جداً، تعلمت الكثير منه خلال ساعة، يملك كارزما عالية جداً، أعطاني الثقة بأن أمسك القلم وأكتب، وعندما سألته عن العمر في الكتابة، أجاب بابتسامة لطيفة لا يوجد عمر معين، كأنه بجوابه هذا مَدّني بطاقة إيجابية عالية جداً.
وفي الختام قال الكاتب حسن آل حمادة: سُعدت كثيراً بتواجدي بين نخبة متميزة من المبدعات.
اضافةتعليق
التعليقات