بين عمر أربعة أشهر إلى عامين ونصف تبدأ علامات التسنين عندهم، وبعدها ينتقلون من مرحلة أطفال بلا أسنان إلى مرحلة أطفال صغار يبدأون المشي بفم مليء بالأسنان.
يبزغ عند الطفل نحو عشرين سنًا خلال عامين، لذلك لا بد أن يكون الأبوين على دراية بالأمور المتعلقة بآلام التسنين، فقد يكون الحل لتخفيف آلام التسنين سهلًا وفي متناول اليد.
علامات تسنين الطفل:
لا تكون مرحلة التسنين متشابهة لدى الأطفال جميعهم، إذ تختلف علامات التسنين من طفل إلى آخر، فبعضهم يمر بهذه المرحلة بسلام دون أية آثار جانبية، وبعضهم يعانون أعراض التسنين وآلامه.
وفقًا لطبيبة الأطفال ليزا ديارد، فإن أهم ما ينبغي للأهل معرفته أن مرحلة التسنين ليست بالحدث الجلل، إذ لا ينبغي أن تؤثر تأثيرًا كبيرًا في الأهل وفي الطفل.
تقول الدكتورة ديارد: "يكون انزعاج الطفل الناتج عن التسنين خفيفًا جدًا، وتبقى الأعراض عند الطفل أيامًا قليلة فقط ريثما يبزغ السن".
تشمل الأعراض التي قد يعانيها الطفل في أثناء مرحلة التسنين ما يأتي:
1 - زيادة المضغ (مضغ يدي الطفل، أو أيدي الأهل، أو ألعابه، أو أي شيء آخر متوفر بين يديه).
2- سيلان اللعاب بكثرة.
3- العصبية والتذمر.
4- التهاب اللثة واحمرارها .
5- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة (38 درجة مئوية).
الدكتورة ليزا والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال يرون أن هذه الأعراض وغيرها من خرافات التسنين لم تؤكدها الأبحاث العلمية بعد.
بعض علاجات التسنين:
لا أحد يود رؤية طفله غير مرتاح، إذ إن دور الأبوين يحتم عليهما الحفاظ على أطفالهم آمنين وسعداء لأنهم ضعفاء عاجزون عن فعل شيء.
جُل ما يرغب به الأطفال الذين يعانون التسنين مضغ كل ما يظهر أمامهم إلى أن يسيل لعابهم، إذ تعد تلك التصرفات أمرًا طبيعيا للتخلص من الألم والانزعاج.
بعض مقترحات الدكتورة ديارد التي من شأنها بث بعض الراحة لدى الأطفال في مرحلة التسنين:
- استعمال أصابع الأبوين:
يمكن السماح للطفل بمص أصابع الأبوين بشرط أن تكون نظيفة، فمثلا يمكن استخدام السبابة لتدليك لثة الطفل حيث تنمو أسنانه.
يجب القيام بهذا الأمر مرات متكررة خلال اليوم، لكن بالتأكيد ينبغي التأكد من غسل اليدين بالماء والصابون قبل وضعها في فم الطفل وبعده؛ كي لا يصاب الطفل بالزكام في أثناء مرحلة التسنين.
- الكمادات المبللة:
يمكن الاستعاضة عن التدليك الأصابع باستعمال الكمادات المبللة (في حال كان أحد الوالدين يعاني ألما في أصابعه).
تبلل قطعة نظيفة من القماش وتوضع في الثلاجة قليلا وينصح بعدم تركها فترات طويلة في الثلاجة كي لا تصبح شديدة البرودة، فتؤدي لإصابة لثة الطفل بصدمة لأنها حساسة جدًا.
بحسب الدكتورة ديارد: «يساعد العض على قماشة رطبة على تخفيف الالتهاب على طول اللثة»؛ إذ يمكن السماح للطفل بمضغ الكمادة بمفرده، أو يمكن مساعدته باستخدام القماشة في تدليك لثته.
- ألعاب التسنين حلقات (العضاضات):
قد تخفف الألعاب المخصصة للتسنين من ألم اللثة لدى الأطفال، إذ ينبغي اختيار حلقات التسنين الملائمة ليد الطفل الصغيرة فيمكنه مسكها بسهولة، إضافة إلى توفير الضغط اللازم لتسكين التهاب اللثة.
فضلا عن ذلك، ينبغي تجنب خطر الاختناق باختيار الألعاب الكبيرة التي لا يمكن للطفل ابتلاعها.
- الأسيتامينوفين (الباراسيتامول):
إذا لم تف الإجراءات الأخرى بالغرض، فربما يساعد تناول جرعة من دواء مخفف للألم، مثل دواء تايلينول (أسيتامينوفين) مدة يوم أو اثنين للأطفال الكبار كفاية الذين يحتاجون إلى مخفف إضافي للألم.
لا ينبغي تناول دواء تايلينول فترة أطول دون استشارة طبيب الأطفال.
في حال احتاج الطفل لتخفيف الألم أكثر من يوم أو يومين، فقد يكون سبب الألم غير التسنين.
لا يمكن إعطاء تايلينول للأطفال دون عمر الثلاثة أشهر دون استشارة طبيب الأطفال.
يجب اتباع الجرعة التي يحددها الطبيب والالتزام بأوقات تناولها المذكورة على علبة الدواء أو بحسب توصيات الطبيب؛ إذ تختلف التوصيات والإجراءات تبعًا لوزن الطفل وعمره.
علاجات التسنين التي يجب تجنبها:
توجد بعض المنتجات التي قد تؤذي الطفل بدلا عن مساعدته على التخلص من الألم؛ إذ يجب الحذر عند تناول هذه المنتجات أو تجنب تناولها تمامًا.
قد لا يعلم الأطفال تحت عمر التسعة أشهر كيفية تناول بعض الأطعمة التي قد تهدد حياتهم بخطر الاختناق، لذلك قد يؤذون أنفسهم.
إضافةً إلى أن كثيرًا من الأطعمة الخاصة بالتسنين مثل بسكويت التسنين ليست ذات قيمة غذائية للطفل.
تنصح الدكتورة ديارد في بيان لها: "إذا كنت تقدم الأطعمة الصلبة لطفلك في أثناء مرحلة التسنين، فإن الأطعمة الطرية الباردة مثل خليط التفاح المحلى والموز قد يكون خيارًا جيدًا من ناحية التغذية وتسكين ألم اللثة".
الأدوية الموضعية:
تسبب مكونات أخرى في تلك المنتجات تأثيرًا مخدرًا قد يكون خطرًا، فعند دهن جل التخدير على لثة الطفل المتهيجة، سيلمسها مباشرة بلسانه وتصبح قمة لسانه مخدرة ما يجعل من السهل عض لسانه عن غير عمد، إضافةً إلى أنه يجعل من الصعب مضغ الطعام وتحريكه داخل فم الطفل، ما يؤدي إلى اختناقه.
سُبحات التسنين:
يؤمن بعض الأشخاص أن قلائد التسنين المصنوعة من الخشب، أو الكهرمان، أو الرخام، أو السيليكون، أو مواد أخرى بأنها علاج بديل لعدم الراحة الناتج عن التسنين، ويدعي صناع بعض هذه المواد أن لها خصائص مخففة للألم يمتصها جلد الطفل لتخفيف أعراض التسنين.
لكن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال دحضت تلك المزاعم إذ لم تدعم الأبحاث والعلوم الحديثة صحة استعمال تلك القلائد حتى الآن.
علاوة على ذلك، فإن وجود القلائد والسبحات يشكل خطرًا حقيقيًا لاختناق الأطفال وحديثي الولادة.
نتيجة لما تقدم، من الأفضل التواصل مع طبيب الأطفال في حال كان الطفل يعاني ألم التسنين؛ إذ يمكنه المساعدة على فهم سبب عدم راحة الطفل.
اضافةتعليق
التعليقات