تلك التجاعيد التي خطتها يد الزمن وذلك الشيب الذي يغزوا شعرهم هما الراحة والاطمئنان حقاً، هنيئاً لمن حظي بالسكن معهم او التواجد بقربهم، إنهم كبار السن، فبدل ان تقول يا ليتني كنت قبل ذلك لأرى كيف كانت الأمور وماذا جرى، وبدل ان تقول يا ليتني ابقى لأرى ما سيجري وما النهاية، هم من سيخبرك الحكاية بتفاصيل مشوقة وعلى طبق من ذهب وكلمات من ألماس فهم مجمع الحكمة يختزل وجودهم الدفء وينبع من بين كلماتهم سيل من المواعظ، إن جلست معهم يفر منك الوقت وتلمع عينيك حباً للحياة لتلك القصص التي ترينا الحياة من مرآة صافية، فكيف يمكننا ان نستثمر وجودهم بقربنا ونستغل تلك الخبرات لصالح خياراتنا وتصرفاتنا لتكون في جهة الصواب؟.
حول ذلك اجرى موقع بشرى حياة جولة استطلاع رأي حول هذا الموضوع..
فكان رأي فاطمة رضا 23 عاماً: انني اعتبر كبار السن هم بركة الحياة ووجودهم سعادة عندما يتكلمون عن تجاربهم وخبراتهم يجب ان نأخذ نصائحهم بعين الاعتبار لأنهم عاشوا الحياة وفهموا ماهيتها جيداً فأغلب كلامهم يكون صحيحاً بفضل الخبرة التي امتلكوها فعلينا ان نطلب منهم دوماً ان ينصحونا.
علوية خديجة من الكويت قالت: نعم عشت سنين مع ام زوجي واستفدت الكثير من خبرتها (من كيفية تعاملها مع الجيران واحترامهم ومعاملتها مع الاطفال وعدم ضربهم واعداد الطبخات اللذيذة والخبرات بالعلاجات الشعبية المتعددة ودهان آلام الجسم وحبها وحنانها لأبنائها ومساعدتهم وقت الحاجة وغيرها الكثير).
اما ام منتظر من الديوانية فتقول: إن كبار السن هم منهل الحكمة ومنهم نأخذ التجربة، الجلوس معهم جميل وعندما يتحدثون عن الماضي تشعر كأنك انتقلت معهم الى تلك الايام واعتقد ان الحديث معهم له فؤائد كثيرة يتعلمها من يكون معهم.
وتضيف فاطمة حمد طالبة جامعية: انني اعتبر كبار السن هم اطيب القلوب وأرى البراءة في عينيهم واشعر ان قلوبهم نظيفة ويكفيني الدعاء منهم لأشعر براحة نفسية فأشعر ان دعائهم من قلبهم يكفي انهم اناس غير منافقين او مجاملين بوجهين، الذي في قلبهم يكون على لسانهم وهذا افضل شيء، انا اعدهم نعمة واسأل الله ان يحفظهم.
وتعرب اسراء الخفاجي مدرسة اعدادية عن رأيها: تغيرت نظرتي لكبار السن حسب مراحل عمري ففي البداية كنت أراهم من عالم آخر من فرط تضارب الافكار والميول وكثيراً ما كانت امي تنصحني بمشكلات الحياة وكيفية التعامل مع الناس وكنت لا آخذ بكلامها وبمرور الزمن رأيت ان الحكمة والصواب كانت تنصب في كلامها وليس هذا فقط بل حتى العاطفة التي كانت يغمروني بها، وفي الاخير وان كانت حياتهم لا تخلو من الاخطاء فإن العيش معهم يذكرني ان الزرع حان حصاده رغم انهم اصبحوا بحاجتنا اكثر وعلي ان اعلم انهم وجدوا لأختم حياتي برضا الله.
وأخيراً تقول الكاتبة زينب الاسدي: كبار السن هم بوابة الحياة الرحبة التي تنقلنا الى عالم آخر مليئ بالاحداث الشيقة والنافعة التي نستطيع ان ننبي مستقبل افضل من خلال التعرف عليها وعلى نتائجها، في الحقيقة يشكل كبار السن رصيد معلوماتي يوفر على الاجيال تجربة الكثير من الأخطاء اذا ما تعلموا استشارتهم في امورهم اليومية وحتى المصيرية الصعبة، فإنك إذا كنت تائهاً حائراً في امر ما وتجهل عواقبه فما عليك سوى ان تسأل من يخمن لك عواقب الامور، وغالباً ما يكونون هم الخيار الامثل، دائماً ما يقال "اسأل مجرب ولا تسأل حكيم" ويشير بذلك الى ان الذي مر بالتجربة لهو افضل من الواعي والمتعلم عنها، وفي مرافق الحياة المتنوعة وظروفها المختلفة لحظاتها العصيبة والمفرحة نحتاج لأن نعود الى الكبار الذين يتواجدون بالقرب منا فحقأً هم رحمة وهبة.
اضافةتعليق
التعليقات