عزيزي القارئ أمامك متجر مجاني يمكنك التسوق منه أي وقت تشاء، بطاقة مدفوعة الثمن فقط تضغط على التحميل وستجد كل ما ترغب فيه على شاشة الهاتف.
بائع يعرض بضاعته بأسلوب تسويقي رائع ولدية زبائن يفوق عددهم الملايين.
ما الفائدة من جعل هذا المتجر مجاني؟
سؤال يخطر في البال كلما زرت المتجر وضغط على التحميل كلما ارتفعت الأرباح وهذا ما نفعله على برنامج التواصل الاجتماعي اليوتيوب، الأرباح تكون عند المشاهدات لذلك نجد أغلب المشاهير ومقاطعهم المرئية ذات مشاهدات عالية يكون لهم دفع من إدارة البرنامج.
ما لا تعرفه عن اليوتيوب؟
أسسه في 14 فبراير سنة 2005م ثلاث موظفين سابقين من شركة باي بال هم تشاد هيرلي وستيف تشين وجاود كريم، في مدينة سان برونو، وكان يستخدم تقنية برنامج أدوبي فلاش لعرض المقاطع المتحركة، أما الآن فيعتمد تقنية إتش تي إم إل.
ومحتوى الموقع يتنوع بين مقاطع الأفلام، والتلفاز، والموسيقى، وكذلك الفيديو المنتج من قبل الهواة، وغيرها. وهو حاليًا مزود بأكثر من ألفي موظف وفي أكتوبر 2006 أعلنت شركة Google التوصل لاتفاقية لشراء الموقع مقابل 1.65 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 1.31 مليار يورو. ويعتبر الموقع من مواقع ويب 2.0.
وتعدّ منصّة يوتيوب أشهر منصّة مجّانية في العالم مخصّصة للفيديوهات والبث المباشر، استطاعت منذ انشائها في عام 2005م أن تبقى في الصدارة رغم محاولات العديد من المنصّات منافستها كمنصّة دايلي موشن التي لم تستطع أن تخرج كثيرا من حدود دائرة بعض الإعلام الفرنسي.
وللمفارقة، فإن منصّة يوتيوب التي تقدّم خدمات مجانيّة ومعروف أن الخدمة المجانيّة لا تشبه الخدمة المدفوعة التي تكون حصريّة وراقية، ورغم ذلك فإن ترتيب منصّة يوتيوب بين قائمة المواقع الأكثر زيارة لعام 2020م أتى الثاني مباشرة بعد محرّك البحث غوغل، بينما أمازون ونتفليكس الّلتان توفّران الكثير من المتعة بأرخص الأثمان أتيتا في المركزين 11 و20 على الترتيب.
ما السرّ وراء أن يوتيوب يعدّ منصّة مربحة؟
هناك الملايين من الناس حول العالم يعيشون من عائدات اليوتيوب والمقاطع التي يقدموها في قناتهم الخاصة، وأصبح الآن لأي كان فتح قناة وبدأ الكسب منها بسهولة كما هو الآن حتى الأطفال نجدهم.
مشاهدتك لهذه المقاطع وأنت تتصفح المقاطع قد خسرت الوقت والانترنت وأصبحت عرضة للشراء فهم قد عرضوا مقاطع وأنت من تشتري هذه البضاعة بزيارتك.
بينما كلّهم في الحقيقة يقومون بنشر حتى يحصلون على المال وأنت المشتري الضحيّة الزائر بربحه، ويحاول إيهامك في الصوت أو التعليق وهنا أنت تكسبه في ظرف 24 ساعة مبلغ من المال.
في نهاية السنة سيحصل على قرابة النصف مليون دولار مقابل تلك الأشياء التي يوهمونك بها" ويعلم بأنك تبحث عنه بدخولك إلى الفيديو الخاص به، فيستخدم ذلك الشعور ضدّك ويجبرك على مشاهدة الفيديو كاملا مثل ما نجده في مقاطع الخدع والأفكار.
بائع اليوتيوب هو مصدر رزقه الأول وأنت من ينجحه "بمشاهدة أو مشاركة والتعليق.
لا نقصد أن نسيء إلى برنامج اليوتيوب فهو عالم بحد ذاته يجمع بين التعليم والمعرفة وأكثر فهناك طرق تعليم مجانية تجدها في هذا الموقع ونفعت الكثير من التلاميذ وأصحاب الوظائف في دروس الترجمة لكن ما نقصده هنا عزيزي القارئ هي المقاطع المرئية غير النافعة فقط فهناك مقاطع فيديو تشجع على العنف ضد الأطفال والقتل بينهما مثلما رفعت دعوة قضائية على الطفلة شفا حيث شهدت وسائل التواصل الاجتماعي، صرخات وشكاوى وتحذيرات من العديد من الأسر، من قناة على يوتيوب، تهدد الأطفال، بسبب فتاة صغيرة تقوم بتقدم فيديوهات غير ملائمة عبر قناة تحمل نفس اسمها، ورغم تلك الشكاوى إلا أن الفتاة لاتزال تقدم الفيديوهات بصورة يومية مستحوذة على أكبر نسب مشاهدة على اليوتيوب.
شفا البالغة من العمر تسع سنوات، من أصل كويتي، ولكنها تعيش مع والدتها وأختيها بدولة الإمارات، ومع وصولها سن الخامسة، بدأت والدة شفا في استغلال بلاغة الطفلة في الحديث، وقدرتها على التمثيل، في عمل فيديوهات على اليوتيوب، عبر قناة تحمل اسم الفتاة الصغيرة، موجهة للأطفال الصغار نسبة مشاهدات عالية، وصلت في اليوم الواحد إلى 30 مليون مشاهدة، وما يقارب مليار مشاهدة شهرية، فيما تخطى عدد المشتركين فيها حاجة نحو 20 مليون شخص، وهو رقم جعلها تتصدر القنوات العربية على اليوتيوب، وتحتل المركز الأول على الموقع الأشهر، فيما حقق للطفلة الصغيرة أرباحًا شهرية تبدأ من 200 ألف دولار.
مع بداية عام 2020، تعرضت قناة شفا إلى هجوم كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت العديد من الفيديوهات التي تحذر من المحتوى الذي تقدمه الفتاة الصغيرة، كونه بدأ في التأثير سلبًا على الأطفال المتابعين لها، والذين بدأوا في تقليد الفيديوهات التي تقدمها “شفا” ما عرض عدد منهم لمخاطر عدة.
هذا ما نقصده فليس كل بضاعة هي صالحة للشراء فلا تشتري وقتك وثمن الإنترنت بشيء ضار بعقلك ووقتك جرّب وابحث وستنجح في العثور على بضاعة جيدة وذات محتوى أمّا اليوتيوب فسيظلّ مفيدا أكثر ممّا هو ضار.
اضافةتعليق
التعليقات