(لكل قفل مفتاح) هكذا كانت تقول جدتي عندما تصعب الأمور وتضيق الحياة فقد كانت تردد هذه الكلمات أي أن الحال لابد من أن يتغير أو يتم فتح باب العسر باليسر ..
لكن هذه المرة قد يكون المفتاح ضائعا يا جدتي أو ليس هناك مفتاحا يناسب هذا القلب فقد تعرض للصدأ من كثرة الإساءات التي تعرض لها القلب.
لذا عزيزتي الزوج لاحظ هل:
• تستخدم معها كلمات قاسية.
• توضح لها أن آراءها لا قيمة لها.
• تمتنع عن أن تعترف لها بخطئك.
• تتعامل معها كشيء مسلم به.
• لا تثق بها.
• تجبرها على فعل شيء لا تحبه.
• تتعامل مع احتياجاتها كما لو كانت عديمة الأهمية.
ومن المحتمل أن تعد زوجتك قائمة بالأشياء التي فعلتها، والتي أدت إلى إغلاق قلبها، الكثير من الرجال لا يدركون أنهم أساؤوا لزوجاتهم، إلى أن يعود الرجل ذات يوم لبيته فيجد أن قلب زوجته قد تكور واغلق نهائيا.
قد لا تكون مدركا في كل الأوقات بما تفعله ويؤدي لتراكم الغضب في حياة زوجتك، ومع ذلك فإن القاعدة الثابتة في العلاقات هي: كل ما يسبب إحساس أحدهم بالإهانة يغلق قلبها.
خطوات لفتح القلب المغلق
إذا كنت تتساءل عن سبب هجران زوجتك لك، أو عن سبب مقاومتها لجهودك للتصالح الزوجي، فعادة ما تكون الإجابة: انغلاق القلب، الحقيقة المؤلمة هي أنه كلما ازداد الرجل ضغطا على قلب زوجته، ازدادت مقاومتها له، وإنه لمن السهل أن تتعرف على القلب المغلق عندما تعرف ما ينبغي أن تبحث عنه.
الدلائل الأكثر شيوعا على انغلاق القلب هي:
تعكس تعبيرات وجهها الغضب أو تجنب زوجها،.
تبدي مقاومة شديدة لمناقشة، أو الاتفاق على أي شيء تقريبا.
تذكر: لم يضع حب زوجتك لك بين عشية وضحاها؛ ولن تستطيع أنت، استرجاعه في يوم واحد.
. افهم كل ما تستطيع فهمه عما عانت منه زوجتك.
الحنان أمر في غاية القوة والحيوية، فأحيانا ما يكون كل ما يتطلبه فتح قلب مغلق هو الرقة.
إن إظهار الرجل للجانب الرقيق منه لا يقل أهمية عن الإعداد الناجح لإحراز هدف في الملعب.
وقبل أن يتبادر إلى ذهنك هنا أنني أطلب منك أن تكون ملك الرقة، فاعلم أن الرقة لا تعني أن تتخلى عن العقلانية والمنطق في العمل وتجلس في المنزل مع زوجتك لمتابعة الأفلام العاطفية.
بل على العكس، لأن ما أتحدث عنه هنا هو القوة التي تستطيع التحكم فيها.
ويعاني الكثيرون من الرجال صعوبة في التحلي بالرقة نتيجة لسوء فهم شائع، حيث إن التصور السائد منذ أجيال أن الرجل عندما يظهر ضعفه (مخاوفه، أو مسببات قلقه، أو انزعاجه، أو أوجه قصوره)، فإن زوجته تشعر بالرعب، وتشعر بأنها لا تستطيع الاعتماد عليه. ومنطق الرجال في هذا هو: "إذا أظهرت أي ضعف، فلن تراني الرجل القوي الذي تحتاج إليه، أو ستستغلني لمعرفتها ذلك".
والمؤسف أن هذا التصور الخاطئ يصاحبه مصيبة محاولة الظهور دائما بمظهر الرجل الكفء في غاية الكفاءة دائما، وفي كل المواقف. ومن المثير للسخرية أن الرغبة الحقيقية للمرأة هي عكس ذلك التصور الخاطئ، فعندما يبوح الرجل بمشاعره لزوجته تشعر بقرب منه لم يسبق لها أن شعرت به (حتى إن اعترف لها بأنه لا يعرف كيف يتصرف في موقف معين، أو أنه يشعر بالقلق من شيء على وشك الحدوث، أو أنه يشعر بالإحباط.
وعندما تنتهي مما تقوله وتفهم زوجتك يأتي دورها في الحديث، لابد أن تردد أنت: "إذن، فأنت تقولين إنك إن لم تطلبي مني هذا فور وصولي، فسأتجاهله". فتقول زوجتك: "أجل، بالضبط، إنتي أشعر بأنني إن لم أطلب منك ذلك فورا فستجاهلني". ورغم أن هذا مجرد مثال، إلا أن لك أن تقدر حجم سعادة تلك الزوجة لفهم زوجها لها. إنه أسلوب رائع للتحرر من الغضب والإحباط. ربما كانت هذه الزوجة منزعجة جدا من زوجها؛ لتجاهله الدائم لطلباتها، أو ربما كانت تشعر بأنها على مؤخرة قائمة أولوياته.
أما وإنها استخدمت أسلوب الحديث في مطاعم الوجبات السريعة، فقد شعرت بأن زوجها يفهم مشاعرها، ويعرف احتياجاتها. وينبغي أن تستخدما مع بعضكما الجمل القصيرة حتى تستطيعا تكرار نفس ما قاله أحدكما للآخر، وعندما يفهم أحدكما الآخر تماما، يمكنك أن تبدأ عملية الحل؛ فغالبا ما تظهر الحلول عندما يفهم كلا الزوجين مشاعر الآخر واحتياجاته.
الزبون وعامل المطعم
تتبادلا المواقع، حيث تأخذ زوجتك موقع الزبون وتأخذ أنت موقع عامل المطعم. حيث تطلب طلبها بشرح مشاعرها واحتياجاتها، ومهمة هذا أنت أيضا أن تكرر ما سمعته منها.
ومن أمثلة ذلك أن تقول زوجتك: "عزيزي، أشعر بالإحباط؛ فقد طلبت منك هذا بمجرد وصولك للبيت لأنك تعود للبيت مشغولا جدا حتى أنك لا تفعل شيئا أحتاج منك أن تفعله".
هذا المثال للتواصل اللفظي له هدفان، أولهما: أنك ساعدت العامل بالمطعم على أن يفهم بدقة ووضوح ما تريده، إنك لن تدفع نقودك قبل أن تعلم أنك فهمت وتحصل على الطلبات التي تريدها. وثانيهما: إن العاملين بالمطعم يشعرون بالرضا عندما يسمعون ما قلته بالضبط، ويدفع لهم مقابل ذلك.
وهذا مثال جيد على معنى التواصل الذي ينبغي أن يسود الزواج.
وإذا كان ثمة موضوع لمناقشته مع زوجتك، فإن أحدكما سيكون بمثابة الزبون الجالس في سيارته، ويكون الآخر بمثابة عامل المطعم، وعلى الزبون في البداية أن يشرح ما يشعر به أو يحتاج إليه، ومثال ذلك أن يقول: "أشعر بأنك لا تحترميني عندما تريديني أن أصلح شيئا في المنزل بمجرد وصولي من العمل". احرص على زر استخدام تعبير "أشعر بـ..." وليس تعبيرات: "أنت.." كأن تقول: "أنت تجعليني أشعر ب...".؛ لأن هذه الجملة بمثابة بطاقة صفراء في مباراة الزواج.
وبعد ذلك يكرر العامل بالمطعم ما سمعه منك: "هل قلت إنك لا تحب أن تصلح الأشياء في المنزل؟". عندما تكرر زوجتك ما ظنت أنك قلته، فستتاح لك فرصة تصحيح أي خطأ في تفسيرها لما قلته. فيمكنك عندئذ أن توضح قائلا: "لم أقل إنني لا أحب إصلاح الأشياء بالمنزل، بل قلت إنني أشعر بأنك لا تحترمينني عندما تطلبين منى بمجرد وصولي من العمل أن أصلح شيئا؛ فأنا أحب قضاء بعض الوقت أروح فيه عن نفسي مع الأبناء أولا، وبعد تناول الغداء سيسعدني أن أصلح لك ما تريدني أن أصلحه"، ثم تكرر زوجتك ما قلته في المرة الثانية حتى تعرف أنها فهمت مشاعرك واحتياجاتك.
وعندما تنتهي مما تقوله وتفهم زوجتك يأتي دورها في الحديث. لابد أن تتبادلا المواقع، حيث تأخذ زوجتك موقع الزبون وتأخذ أنت موقع عامل المطعم، حيث تطلب طلبها بشرح مشاعرها واحتياجاتها، ومهمتك أنت أيضا أن تكرر ما سمعته منها. ومن أمثلة ذلك أن تقول زوجتك: "عزيزي، أشعر بالإحباط؛ فقد طلبت منك هذا بمجرد وصولك للبيت لأنك تعود للبيت مشغولا جدا حتى أنك لا تفعل شيئا أحتاج منك أن تفعله". فتردد أنت: "إذن، فأنت تقولين إنك إن لم تطلبي مني هذا فور وصولي.
عندما تستمع فعلا لزوجتك، فإنك تركز كل انتباهك عليها مما يجعلها تشعر
بأنها أهم شخص في العالم. إن الاستماع لا يتطلب محاولات لحل المشكلات، فكل ما تريده زوجتك هو أن تفهم وجهة نظرها، وألا ترى بأسا بالنسبة لك في أن تكون منزعجة، أو منفعلة. والاستماع الجيد يتطلب وقتا لذلك فقلائل هم من يمارسونه، وأقل منهم من يجيدونه. اعلم أن إذا لم تشعر زوجتك بأنك تسمعها، فلن تمنحك الكثير من التواصل؛ لأنه بقدر شعورها باستماعك إليها تكون فرص تواصلها معك؛ فمن ذا الذي يريد أن يتحدث مع شخص لا يسمعه؟ وبمناسبة ذلك، فمن ذا الذي يريد أن يعيش مع شخص لا يستمع له؟ لذلك، فإننا نحضك فهم ما تشعر به زوجتك أو تفكر فيه – على أن تستخدم أسلوب تواصل فعال من شأنه أن يجعلك تستمع فورا لزوجتك وتفهمها تماما.
طلب السماح عندما تعترف بخطئك تواصل كرة التصالح السير على أرض ملعب الزوجية، وبعد ذلك عليك أن تطلب السماح من اللاعبين المهمين في ملعب حياتك. وأول خطوة في طلب السماح أن تطلبه من الله، فالله غفور رحيم، وبعد ذلك وإذا سامحتك، فاشكرها على ذلك، ومع ذلك فلا تعتبر أن مسامحتها لك تعني استعدادها للتصالح، فربما ظنت أن طلبك السماح نوع من المناورة لاستعادتها.
أما إذا قالت إنها ليست مستعدة بعد لمسامحتك، فامنحها ما يكفيها من وقت، وقل لها إنك تتفهم تماما ترددها في مسامحتك، وأنه من الواضح أنك سببت لها آلاما أكبر مما كنت تظن؛ فربما كانت تحجب عنك السماح لعدم اقتناعها بفهمك الكامل لما ارتكبته بحقها من خطأ في الماضي.
وفكر في كل الطرق التي أسأت إليها بها سواء عاطفيا، أو بدنيا، واسألها إن كانت على استعداد حقيقي لمسامحتك بشأن (واذكر لها إساءة محددة من جانبك لها).
فقد تقول في ضيقها أشياء تجرحك انتقاما من جرحك العميق لها، فقد تقول مثلا: "إنك لا تستحق السماح، لا أعرف كيف تحملتك كل ذلك الزمان". أحيانا ما شعرت أن ما تقوله لي زوجتي غير عادل، وربما أنها كانت قد أساءت تفسير دوافعي، أو تشككت في نزاهتي أثناء قولها ذلك، وعندما تطلب من زوجتك السماح، فليس هذا بالوقت المناسب لتحديد المشكلة وأسبابها بدقة، فينبغي أن يقتصر تركيزك على امتصاص غضبها لا زيادته.
اضافةتعليق
التعليقات