جلست أسينات بطلتها الطفولية.. البريئة بجانب أختها مودة التي تكبرها بسنين والتي تميزت بحكمتها وبأسلوبها الرفيع والطيب في التعامل مع كل من حولها.. الورود حولهن في كل مكان، نظرت اسينات لأختها مودة راغبة بطرح أسئلة وسرعان ماتبادر لذهنها السؤال الآتي:
كيف السبيل للبعد عن هذا العالم ونبذ التعلق فيه أختاه؟!
أجابتها مودة: عندما تقتربين ستبتعدين؟.
قالت أسينات: وكيف هذا.
أجابت مودة: هذهِ الدنيا تسير وفق قانون عندما تعطي تأخذ وعندما تُقدم يُقدّمُ لك لكن لا يمكنك أن تمسك بكل شيء في آن واحد، لا يمكنكِ الابتعاد عن هذا العالم وأنت متشبثة فيه وفي من هم فيه، التعلق بالماديات وفي الناس والتفكير بهم باستمرار يبعدكِ عن خالقكِ بل ويطفئ داخلكِ لهفة الوصول إليه ولكي تقتربي من الله وتبتعدي عن هذا العالم لابد لكِ من قطع سلاسل المتعلقات الدنيوية والابتعاد عن التمسك بكل مافي هذهِ الدنيا.
فالتعلق ابتلاء وكلما زادت تعلقات المرء زاد اختناقه وضاق صدره وهذهِ اشارة لكي يعيد فطرته ويبدأ بالتخلي المتحلي أي لا يؤذي الآخرين وأيضاً لا يستمر في إبعاد نفسه عن الذي يستحق كل مشاعر الحب والتعلق ألا وهو الله عزوجل، سكتت اسينات لوهلة ثم قالت أختاه وكيف هي أعراض التعلق؟!
أجابت مودة :
أعراضه ، أنك تديم ذكر من تعلقت به وتعطيه ما لا يستحق من الذكر، فدوام الذكر خاص بالله وأنت تستبدل ذلك بذكر غيره.
ومن أعراضه الغيرة المحرمة والتأذي من علاقة الطرف الآخر مع غيرك والاهتمام بتفاصيل لا تستحق الاهتمام والتثاقل عن ذكر الله مع الأنس بذكر من تعلقت به إلى غير ذلك..
حركت اسينات رأسها بقبول ثم قالت: وماهي أهم النقاط للتخلص من التعلق؟!
تبسمت مودة قائلة بكلمة واحدة: يلتفت إلى الله ويذكر الله ويحب الله ويطلب قرب الله وحبه وذكره فإمامنا المعصوم يصف هؤلاء أن قلوبهم نست الله وخلت منه فابتلاها الله بحب الفانيات فالوقاية من التعلق تأتي من التعلق بالله..
مضافا إلى نقطة مهمة وهي تقنين العلاقة مع الآخرين واعطاء كل شخص مقدارا محددا من التعامل فلا افراط ولا تفريط.
ومن ازداد تعلقه بالماديات فعليه ادامة البكاء والتوسل بالله بأن يخلصه من ذلك البلاء وأن لا يهمله ولا يطرده من بابه لقلة ذكره وانشغاله بالمخلوقين ونسيان الخالق.
تلاطفت أسينات مع أختها مودة قائلة أنتِ خير جندية للإمام المنتظر، فأجابتها مودة بحب ورفق نحن نأمل أن نركب في سفينة الإمام لننجو ياصغيرتي، أسأل الله أن يرعاكِ ويسدد خطاكِ ويرزقكِ نصرة الأمل الموعود.
اضافةتعليق
التعليقات