• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إصلاح النفس باستشعار المسؤولية

جنان الهلالي / الأربعاء 22 شباط 2023 / ثقافة / 2189
شارك الموضوع :

لقد أنعم الله تعالى على الإنسان بالنعم المادّية لكي يستطيع أن يزكّي نفسه، ومنحه القوى لكي يكتسب المعالي والفضائل

ورد عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" أنه قال: "ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم، فإن عمل حسناً استزاد الله، وإن عمل سيّئاً استغفر الله" الوسائل 16/95.

لقد أنعم الله تعالى على الإنسان بالنعم المادّية لكي يستطيع أن يزكّي نفسه، ومنحه القوى لكي يكتسب المعالي والفضائل، وأن يعيش في أرض الله الواسعة بكرامته؛ ولكن وضع له قوانين وموانع رادعة للطغيان والتكبر وإلحاق الضرر سواء بنفسه أو الآخرين، فالنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي.

نعم الإنسان يعيش في صراع كبير مع نفسه، وهي غالبا ماتحاول أن تزرع اليأس فيه أو تمنيه بما ليس له حتى يقع في نزوات الشيطان وهو يجاهد في صدها وردعها عن الأمر السيّئ، لأن الأمر يشبه حالة حرب دائمة بين الخير والشر والصحيح والخطأ، وهذا يتطلب من الإنسان أن يعد نفسه لمثل هذا الصراع الدائم من خلال تمسكه بوسائل الورع ومحاسبة النفس.

وبما أنَّ هناك موانع كثيرة تقف في طريقه وتعيق من وصوله إلى درجة الكمال الإنساني، إذ لابد من ترويض النفس وتمرينها للتغلّب على كلّ الصعوبات والموانع التي تصادفه في كلّ مجالات الحياة، وهنا يضع الإمام موسى بن جعفر "عليه السلام" منهجاً للمؤمن ألا وهو محاسبة النفس، تمريناً للإنسان للحفاظ على نفسه من زلات الشيطان، ولا يشترط أن تكون الأعمال التي نقترفها كبيرة لكي نصبح رهائن لها، بل كلّ عمل كفيل بأن يرهن صاحبه مهما كان صغيراً، قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) ﴾ (سورة الزلزلة).

أي أنّ الانسان سيسأل يوم القيامة حتّى مايخفي في صدره من نيّة سوء ويحاسبه عليها. وإنما يوكد الإمام في قوله على أهمية إصلاح النفس كونها تشكل دافعا أساسيا لإرتقاء الإنسان وبلوغه الأهداف السامية من خلال انتهاجه الإعتدال والتسامح والسعي نحو المبتغى على ضوء مشعل الهداية لمبادئ الدين الحنيف. 

فهو بهذا العمل تعود على الجمع بنتائج رائعة تدعم الوجود الإنساني وتقوده إلى السمو والتدرج المتواصل في الارتقاء والتطور المرفق بالاحترام والتكافل والتعايش وجميع القيم التي تصنع الحياة اللائقة بالإنسان. يقول آية الله العظمى الصادق الشيرازي في كتابه الموسوم (الحرية في الإسلام) بهذا الصدد: (اعمل ماتشاء، فلك حرية العمل شريطة أن لاتضرّر غيرك؛ فإنه "لاضرر ولا ضرار في الإسلام" والإسلام يضرب بشدّة على يد الظالم ومَن يريد إلحاق الضرر بالآخرين، وبعد ذلك فأنت حرّ في كلّ أمورك في ذهابك ومجيئك وسفرك وعلاقاتك، فلا ضغط ولا جبر ولا إكراه ولا كبت للحرية في الإسلام). فما أروعها من سمة وما أجلّه من شرط انساني يتجلى فيه الصواب والمسار الفطري.

حيث بين سماحته أن الإنسان له مطلق الحرية في العيش ولم يُحد من حريته الإسلام ولكن حذرهُ أن يقع في ماهو مكروه لنفسه ودينه. ولو عدنا إلى الحديث المعصومي الشريف نجد بمعناه التركيز على مهمة محاسبة النفس ويتجلى لنا في عدة مضامين: بمعنى أن من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم أو ليس بمسلم فإنه ينفي مرتبة من مراتب الإسلام.

المضمون الثاني: يقصد الإمام بليس منا، أي ليس على نهجنا، نهج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي الفئة المضمونة الشفاعة. وهي الفئة التي أشار إليها القرآن الكريم (فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)، سورة النساء - الآية 69. 

فمن لم يشعر بالمسؤولية ليس بمؤمن فالإنسان من يحاسب نفسه، تكشف عن إحساس بالمسؤولية اتجاه النفس، اتجاه العمل، اتجاه الآخرة، اتجاه ما وراء ذلك. فهو يشعر بالمسؤولية في الوظيفة فيحاسب نفسه على الإلتزام والأمانة في تعامله، ويتقيد بالنظام في الوظيفة، والإنسان الذي يشعر بالمسؤولية في دراسته يحاسب نفسه ويتابع دراسته، وأيضاً الذي يشعر بالمسؤولية في أسرته يحاسب نفسه ويحاول أن يصلح أمور هذه الأسرة، كما أن الإنسان الذي يشعر بالمسؤولية اتجاه قبره، اتجاه الدار الآخرة، اتجاه مصيره هو الإنسان الذي يحاسب نفسه كل يوم.

فالإيمان يساوق للشعور والإحساس بالمسؤولية، ليس الإيمان مجرد أجواء فإن كنت في شهر رمضان أو شهر عاشوراء تشعر في أجواء عبادية مقدسة فكنت المؤمن الورع، ولم يكن لك ارتداع عن المعصية، ولم تكن لك حصانة على الوقوع في الزلات، في بقية الشهور هذا هو إيمان ناقص، إنما الإيمان الثابت، ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) سورة ابراهيم - الآية 26.

الإيمان قول ثابت، ومعنى قول ثابت باعتبار أنه يرتكز الإحساس بالمسؤولية، لا فرق بين الأجواء المختلفة والمجتمعات المختلفة.

إذن محاسبة النفس أسلوب وقاية وتربية وإصلاح، وليست أسلوب علاج، أي ليس المقصود بأنه يحاسب نفسه، أو إنه إذا صار في معرض المعصية فإنه يحاسب نفسه، فالمطلوب أن يكون محاسبا نفسه ابتداءً، وإن كان على طريق الطاعة، وإن كان على طريق الاستقامة (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) سورة هود – الآية 112.

فهو يربي نفسه على أن تتألم للمعصية، فهو يربي نفسه على أن تحذر من المعصية، وأن تتذكر الآخرة في كل لحظة، هذه المحاسبة أسلوب تربية وإن لم يفعل معصية، وهي أسلوب وقاية وإن لم يقترب من المعصية. فمحاسبة النفس لها فوائد تربوية جمة منها المداومة على إصلاح الذات يومياً ومراجعة النفس وتهذيبها في حضرة الله قبل تراكم الآثام والانزلاق في هفوات الشيطان وأصغرها الإستغفار عن هفوات الذنوب الصغيرة.

الامام الكاظم
الشخصية
الايمان
السلوك
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    تحذيرات جديدة من المقالي.. احذري منها

    النشر : الأثنين 15 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    عادات الأم مع طفلها: تعليم وتحديث

    النشر : الخميس 03 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    لوحة إبتسامة

    النشر : الأربعاء 28 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    في اليوم العالمي للغة الأم.. تداخل الإنجليزية في اللغة العربية: دليل على الثقافة أم مؤشر على التبعية؟

    النشر : الخميس 20 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    عاشوراء.. ولاء يتجدد وصرخة مغلفة بحزن الواقعة

    النشر : الثلاثاء 17 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    موقع "بشرى حياة" يشرّع باب المشاركة بالكتابة بين صفحاته

    النشر : الأربعاء 05 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1110 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1041 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 517 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 404 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 396 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 393 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1462 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1425 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1110 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1087 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1073 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1041 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 18 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 19 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 19 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة