الإساءة الانفعالية هي أكثر أشكال سوء المعاملة قسوة، مما يترتب عليها ضرر في النمو الجسدي والنفسي، والاجتماعي، والانفعالي، والمعرفي للأطفال والمراهقين. وهناك عدد من الباحثين.
وصفوا الأشكال التالية من الإساءة الانفعالية:
(1) الرفض، ويعني أن مقدم الرعاية يرفض الطفل.
(2) العزلة، وتندرج تحت منع البالغ للطفل من تكوين علاقات اجتماعية سليمة مؤدياً بالطفل للشعور بأنه أو أنها وحيدة بهذا العالم.
(3) الترهيب، حيث يُفصح فيه البالغ عن تصرفات أو تهديدات تسبب خوفاً شديداً و / أو قلقاً للطفل.
(4) إفساد أو سوء التنشئة الاجتماعية، إذ يُنمذج أو يجيز البالغ السلوك المعادي للمجتمع.
(5) التجاهل، ويشير إلى أن الأب أو الأم لا تقدم الإثارة ولا الاستجابة الضروريتين.
(6) الإذلال وهو أفعال تحقر الطفل.
(7) والاستغلال، وبه يستخدم الأب أو الأم الطفل من أجل حاجة أحدهما أو منافعه أو مصالحه. وستتم مناقشة الآثار النسبية لهذه الأشكال من الإساءة الانفعالية في الفقرات التالية.
تأثر الأطفال من عمر السادسة إلى العاشرة:
تأثر النمو الجسدي:
على الرغم من أن تأثير الإساءة الانفعالية في النمو الجسدي وتطوره ليس واضحاً أو جلياً دائماً، إلا أن شكل وشدة الإساءة الانفعالية قد يكون بمثابة ناقوس خطر، إذ غالباً ما يتمظهر ذلك في أشكال تأخر النمو الجسدي خلال سنوات المدرسة.
تأثر النمو الاجتماعي:
يؤدي سوء المعاملة الانفعالية لعلاقة غير آمنة مع الوالدين، ولانخفاض الكفاءة والتوافق الاجتماعيين. كما يجد ضحايا الإساءة الانفعالية صعوبة في تكوين صداقات، والأكثر احتمالاً أنهم سيواجهون صعوبات مع أقرانهم. وإن علاقتهم بوالديهم تشوبها التشوهات وقد يتعرضون للطرد من المنزل من قِبل أسرهم أو قد يقرروا الهرب، إذ غالباً ما ينتهي بهم المطاف للشوارع حيث يتعين عليهم العيش فيها وأن يدافعوا عن أنفسهم ويصارعوا من أجل البقاء. كما قد ينتهي الأمر بهؤلاء الأطفال للجنوح، وإدمان الكحول والمخدرات.
تأثر النمو الانفعالي:
لاحظ فونتانا وغيشاروف أن ضحايا الإساءة الانفعالية قد يكونون إما خجولين ومذعنين على نحو مفرط أو عدوانيين ولحوحين أكثر مما ينبغي.
فالأطفال المُساء معاملتهم نفسياً يُظهرون كذلك مشكلات سلوكية، وجنوح، وسلوكيات شغب صفي، وسلوك مسيء للذات وعدائية، وغضب، وقلق، وشعور بالخزي، والذنب.
بالإضافة لذلك، قد يكون هؤلاء الضحايا متشائمين وغير مطمئنين، وذوي نظرة سلبية أيضاً، ومعتمدين على البالغين طلباً للمساعدة، والدعم والرعاية.
تأثر النمو المعرفي:
لدى ضحايا الإساءة الانفعالية ميل للعجز بقدراتهم المعرفية وحل المشكلات. فقد لاحظ هارت وبراسارد أن الأطفال الذين أسيئت معاملتهم انفعالياً أظهروا على نحو دال عجزاً ذهنياً أكثر من أطفال المجموعة الضابطة. كما وجد إريكسون وإيجلاند أن ضحايا الإساءة الانفعالية منخفضي الانجاز تعليمياً ويفتقرون للإبداع. وبالإضافة لذلك، ذكر كاكر أن الإساءة تنتهك نظرتهم للعالم باعتباره مكاناً خيراً، ومطلوباً، ونافعاً، وقابلاً للتنبؤ، وآمناً. وتتعارض إساءة المعاملة أيضاً مع أحكامهم الاجتماعية والأخلاقية، وتجعلهم منشغلي البال ببقائهم أحياء.
تأثر نمو الذات:
يعاني العديد من الأطفال الذين تعرضوا لخبرات من الإساءة الانفعالية شعوراً بالغربة، والاستلاب وانحطاط الذات. فهناك رسائل سلبية تنقلها الإساءة الانفعالية عبر استمرار الإذلال والرفض، والتخويف، والإهانة ما يؤدي للشعور بتدني احترام الذات والعزلة. فتأثير انخفاض احترام الذات والعزلة معاً قد يدفعهم لتعاطي الكحول والمخدرات للهروب من بيئتهم المتعسفة. وقد يحاولون الانتحار كهروب أخير من الإساءة الانفعالية التي لا تطاق.
من كتاب (الاعتبارات النمائية في علاج إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم) للدكتور رضي المبيوق
اضافةتعليق
التعليقات