كنتُ أجلس بقرب أُمي بعد ان ركبنا باصاً كبيراً، وكعادتي لابد من الجلوس في المقعد القريب من النافذة، أتسابقُ مع سرعة عجلات الباص من أجل رمق تلك المناظر والعبارات السريعة، اوقفتي تلك العبارة التي كانت واقفة على جانب الطريق تستقبلُ المارة على مسافة: (نحو سبع الدجيل!).
اوقفتني تلك العبارة من هو سبع الدجيل؟
لأجد نفسي أُسارع فضولي بسؤالي أمي!.
من هو سبع الدجيل؟
هو السيد محمد بن الإمام علي الهادي عليهما السلام، وهو صاحب المرقد الطاهر المعروف والملقب عند العامة والخاصة بسبع الدجيل.
وسمي بهذا اللقب وذلك لعدم تعرض قطاع الطرق في الأزمنة القديمة إلى زواره وذلك لخشيتهم منه، لكرامته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى، ومعاجز ظهرت لهم.
وهو الابن الأكبر للإمام الهادي عليه السلام:
هو ثمرة الهادي، ذو الأربعة وعشرون عاماً، عزيز الجاه والنسب، طاهراً مطهراً، نبيلاً منيباً، أرتوى من علم العلي جرعة جرعة، وصدت عليه العيون حائرة في إطفاء أنفاسه كما حاروا من هُم قبلهم في إخماد أرواح أجداده، وهذا سبب تسميته بسبع الدجيل ياابنتي..
ومن ألقابه ايضاً:
(أبو البرهان) لمكانته ثغر يفوح منه العدل والسلام وكان للناس محط حلف يتباهى به كل جاه.
(أبو الشارة) ذو النفس التواقة في قضاء الحاجة والإشارة للعلامة الواضحة، لم يتهاون عن إغفاء شارة المستعينين به آنذاك.
(أخو العباس) حباه الله منزلة عديلة بعمه العباس، صيّره وفياً باباً للملمات مؤملاً ومسهل الشدات تماماً كعمه الذي صار باباً يستجيرُ به الهُدى.
بلد.. تلك الارض التي ضمت نفحةُ روح تحكي حكاية جسد أثقله داء المُكيدين ليحير في توهج أنفاس صبره ألباب العارفين، ما زالت وستبقى منارة تذلُ الطُغيان وتكسرُ شوكتهم..
لآباءه صنائعُ تكللت برضوانية الأعلى، هادمة بيديها أبنية الشرك والنفاق، حتى أتخذ المولى جل وعلا عهداً بأن يجزيهم الخلود المُهيب المستبين..
فكان ولا زال السيد محمد بن الإمام الهادي سلام الله عليهما له صيت يستهلُ الآذان في مقامه وعلو شأنه رغم إنه لم يصل للإمامة وقضت عليه زفرات الداء، غامضُ عينيه ومُلهمٌ إيانا درساً بأنه روح وريحان يمسحُ دموعنا ويرعى حاجاتنا بكف (الكن فيكون)، عندها سجدتُ لله مُسلَّمة له وحي حبي، مؤمنة به وبآبائه..
يا مؤمناً ما كان الدهر منصفاً فيك ولكن نحن وقلوبنا لذكرك ومناجاتك لائذين مغتنمين بفضلك، يامن كنت دواء المعلولين، ويا كريماً لم تبخل حتى على المرض حين أتاكَ طالباً فتصدقَّت بجسدك الطاهر ويا من أجبت المظلوم وأنتصرت له وأنت الذي لحقك الظلم الظليم..
لك العين هامرةُ سيلها داعيةُ بك رب العباد قضاء بحر حوائجنا الملحة..
وان حال بيننا وبينك بُعد المزار لكن سيزوركَ القلب كل حين ويتوجهُ بك الى الله طالباً بجاهك الشفاعة..
بسم ِ اللهِ الرَّحْمن ِ الرَّحيم ِ
السَّلامُ عَليْكَ أيُّهَا العَبْدُ الصَالِحُ، وَالوَليُّ النـَّاصِحُ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّهَا السَّـيِّدُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّهَا الطـَّاهِرُ الوَفِيُّ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّهَا التـَّـقِيُّ النـَّـقِيُّ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّهَا الرَّضِيُّ المَرْضِيُّ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّهَا العَالِمُ الجَلِيلُ وَالمُهذَّبُ النـَّبيلُ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّهَا البَدْرُ الواضِحُ، وَالنـَّجْمُ اللائِحُ، السَّلامُ عَليْكَ يَا بْنَ السَّادَةِ الأَنـْجَابِ، وَالحُجَج ِالمَيَامِينَ الأَطـْيابِ، السَّلامُ عَليْكَ يا مَنْ أعْطاهُ اللهُ الدَّلائِلَ الواضِحاتِ، وَالكـَرامَاتِ البَاهِراتِ، وَالمُعْجِزاتِ المَشْهُوراتِ، السَّلامُ عَليْكَ يا مَنْ عِنْدَهُ تـُسـْتَجابُ الدَّعَواتِ، السَّلامُ عَليْكَ يا مَنْ فـَضائِلـُهُ مَعْرُوفـَةٌ عِنـْدَ أهْل ِ القـُرَى وَالأعْرابِ، السَّلامُ عَليْكَ يا مَنْ مَناقِبُهُ مَلأتِ الآفاق، السَّلامُ عَليْكَ أيَّهَا المُهابُ عِنـْدَ أهْل ِالقـُرَى وَالأطـْنابِ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّهَا الحَافِظُ لِلجـِيرَان ِ وَالقامِعُ عَنـْهُمْ شَرَّ العُدْوان، وَالكاشِفُ عَنـْهُمْ مُلِمَّاتِ الأشْجــان ِ وَالأحْزان ِ السّــَلامُ عَليْكَ يا مَنْ شَرَّفهُ اللهُ بـِالكـَراماتِ البَاهِراتِ ذاتِ البَيَان، وَالبَراهِين ِ المُدَمِّرَةِ ِللسَّارقِينَ وَالحَالِفينَ بـِكَ بَاطِلاً وَكـَذِباً، عَجَّلَ اللهُ لـَهُمْ بالإنـْتِقامِ السَّلامُ عَليْكَ يَا مَوْلايَ يَا أبَا جَعْفـَر ٍمُحَمَّدِ بن ِ عَلِي ٍالهَادِي السَّلامُ عَليْكَ يَا بْنَ الإمَام، السَّلامُ عَليْكَ يَا أخَا الإمام، السَّلامُ عَليْكَ يَا عَمَّ الإمَام، الآخِذِ بالثَّأر، المَهْدِي صَاحِبَ الزَّمان، السَّلامُ عَليكَ أيُّـهَا الضَّـامِنُ لِلوافِدِينَ عَليْـهِ وَالقاصِدِينَ إلـَيْهِ، وَالزَّائِـرينَ لَـهُ، يَـا مَوْلايَ، أتَيْتـُكَ وافِداً، قاصِداً، زائِراً، فـَاقـْضِي حَاجَتِي، وَأجـِرْنِي، فـَأنا ضَيْفـُكَ وَجارُكَ، أنـَا قاصِدٌ إلـَيْكَ، وَوافِد عليْكَ، فـَلا تَرُدَّنِي خَائِباً خَاسِراً أنـَا وَليٌّ لِمَنْ والاكَ، وَعَدُوٌ لِمَنْ عاداكَ، يا مَوْلايَ، فازَ وَلِيُّكَ، وَضَلَّ مُفـارقـُكَ، وَنَجَـى مُصَدِّقـُكَ، وَخَـابَ وَخَسِـرَ مُكـَذِّبُـكَ، وَالمُتـَخَـلـِّفُ عَنـــــْكَ إشْهَدْ لِي بـِهذِهِ الشَّهادَةِ عِنـْدَكَ، لِأَكونَ مِنَ الفَائِزينَ، ِبمَعْرفـَتِكَ وَطاعَتِكَ، وَتَصْدِيقِكَ، وَمَحَبَّتِكَ، وَإتـِّباعِكَ، وَالسَّلامُ عَليْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتـُه ..
اضافةتعليق
التعليقات
العراق2018-03-16
العراق2018-08-22