السلام على علي الكبير، السلام على الرضيع الصغير، السلام على الأبدان السليبة، السلام على العترة القريبة، السلام على المجدلين في الفلوات..
ورد هذا المقطع في زيارة الناحية المقدسة الصادرة عن الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، يقرأ فيها السلام على عترة الامام الحسين (عليه السلام) فيبدأ من الحسين وما جرى عليه، فهي الزيارة الوحيدة التي ذكرت اسماء ابناء الامام الحسين (عليه السلام) وعرفت القابهم، من هذه الاسماء التي ذكرها الامام (عجل الله تعالى فرجة) علي الكبير؟، هل تعرفون من هو علي الكبير؟
هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بـعلي الأكبر، والده الحسين بن علي ثالث الائمة (عليهم السلام).
ولادته الميمونة
ولد علي الأكبر في الحادي عشر من شعبان (سنة 33) هجرية في المدينة المنورة، والدته السيّدة ليلى بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود الثقفي، (ليلى بنت عروة بن مسعود بن عوف بن ثقيف)، زعيم من زعماء العرب، وسيّد من سادات قومه وهو رابع أربعة من العرب سادوا قومهم، كما ورد في الحديث الشريف (أربعة سادة في الإسلام: بشير بن هلال العبدي، وعدي بن حاتم، وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي) وهو المعنيّ بقوله تعالى: {وقالوا لولا نُزِّلَ هذا القرآنٌ على رجلٍ من القريتينِ عظيم}. لأن قريشا كانت ترى أن القرآن كان يجب ان يُنزّل على أحد زعمائها وهما (الوليد بن المغيرة) عظيم مكة بحسب وصفهم، (وعروة بن مسعود) عظيم الطائف.
وفي حسب ونسب السيدة ليلى في مسعود الثقفي تجتمع ليلى مع المختار بن أبي عبيد الثقفي فإنها بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود، والمختار بن أبي عبيد بن مسعود فـأبو مرة والد ليلى والمختار ولدا عم، فقد كانت سيدة جليلة بين نساء ثقيف، عندما تزوجت من الإمام الحسين (ع) زادت فخرا وعزا فأصبحت تعيش أجواء الرسالة وما يستلزم ذلك من تحمّل لأعباء المسؤولية وهمومها، حتى ختمت حياتها وهي صابرة صامدة محتسبة، قد تحمّلت ألوان الأسى والألم، وقدّمت لرسالة الإسلام فلذة كبدها وأشبه الناس بالمصطفى (ص).
اصل التسمية؛ قال صاحب معالي السبطين إنمّا سمّاه أبو الحسين عليه السلام عليا ردّا على من أراد طمس ذكر علي عليه السلام وإخفاء سيرته، ولم يقتصر الامام الحسين (ع) على ذلك بل سمّى أولاده الثلاثة علياً.
رسائل من حياته الطاهرة
كان الاكبر (عليه السلام) من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خُلُقاً كالقمر الساطع، غاية في الجمال والأناقة معتدل القامة عريض المنكبين، ابيض اللون مشروب بحمرة، اسود العينين كث الحاجبين، اذا مشى كأنه ينحدر من الأرض، يلتفت بتمام بدنه، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، وتفوح منه رائحة المسك والعنبر، ومن هنا قال الإمام الحسين عليه السلام حينما خرج الأكبر للقتال: اللّهمّ اشهدْ على هؤلاء القوم فقد برزَ إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاسِ خَلْقَاً وخُلقا بنبيك محمد (ص).
زواجه وأولاده
وكان علي الأكبر (ع) الذي اتسم بالجمال والشجاعة وحسن الخلق والكرم، حيث روي أنه كان يشعل النار فوق بيته ليراها الضيف من بعيد في الليل المظلم؛ فاعترف حتى الأعداء بصفاته.
بين احضان الشهادة
كانت شهادته مع أبيه الحسين (عليه السلام وجُمع من الشباب الهاشميين في العاشر من المحرّم)، (سنة 61هجرية) ودفن بجوار أبيه الحسين في الموضع المعروف بمدينة كربلاء، يقع عند رجلي ابيه الإمام الحسين (عليه السَّلام) مباشرة ويضمهما معاً الضريح المسدس الشكل حيث يزداد طولاً عند مرقد علي الأكبر، ويزار بزيارة مخصوصة تنبئ عن عظمته ودوره في واقعة الطف.
أول شهيد من بني هاشم: هو أوّل شهيد حسب بعض المصادر التاريخية، سقط من بني هاشم يوم عاشوراء وقد جاء في متن زيارة الشهداء المعروفة: السَّلامُ عليكَ يا اوّل قتيل مِن نَسل خَير سليل.
وقوف الحسين (عليه السلام)
فجاء الحسين (عليه السلام) حتّى وقف عليه ووضع خدّه على خدّه وهو يقول: "قَتَل اللهُ قَوْماً قتلوك ما أجْرأهُم على الرّحمن وعلى انتهاك حُرْمَةِ الرّسول"، ثمّ قال: "على الدّنيا بَعْدَك العَفَا".
وجاء في الزيارة المروية بسند صحيح عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الصادق (ع): "بأبي أنت وأمّي، دمك المرتقى به إلى حبيب اللّه، بأبي أنت وأمّي من مقدّم بين يدي أبيك يحتسبك، ويبكي عليك محترقاً عليك قلبه، يرفع دمك إلى عنان السماء لا يرجع منه قطرة، ولا تسكن عليك من أبيك زفرة".
لعن قاتل الأكبر
ورد في زيارة الناحية المقدسة لعنُ الإمامِ الحجّة (عج) قاتل علي الأكبر في قوله: حَكمَ اللهُ لك على قاتِلكَ مُرّةِ بن مُنقِذِ بن نُعمان العبدي، لَعنهُ الله وأخزاهُ ومَن شَرَكَ في قَتلِكَ وكانَ عَليكَ ظَهيراً، وأصلاهم الله جهنم وساءت مصيراً.
اضافةتعليق
التعليقات