غيرت التكنولوجيا الحديثة حياة البشر اليومية، سهّلت الهواتف الإتصال بين الناس، وقربت البعيد من خلال الإتصال المباشر وأسرعت في إعداد البناء والتشييد السريع، حتى الطعام وصلت إليه وسرّع فرن الميكرويف طبخ الأطعمة، والأمثلة على هذا أكثر من أن تعد أو تحصى.
والعلم الحديث قال أن هناك تغيرات في المستقبل بتأثير تطور التقنيات، تغيّرات أكبر في مجالات من حياتنا لم تشهد تغيرات جذرية منذ فترة طويلة، وعلى رأسها إعداد الطعام في المنزل، فماذا ينتظرنا في مستقبل الطبخ وتحضير وصفات الطعام؟
اختراع أسطح طبخ ذكية
أصدرت شركة إيكيا وشركة إيديو العالمية للتصميم بالتعاون مع طلاب من مركز التصميم في جامعة لوند في السويد وجامعة إيندهوفن للتكنولوجيا في هولندا تقريرًا يتوقع التصاميم المستقبلية للمطابخ حتى العام 2025.
توقع التقرير أن تتغير أسطح إعداد الطعام بصورة تقلل من هدره وتزيد ثقتنا بأنفسنا في مجال الطهي. وسيتكون سطح إعداد الطعام وفق التقرير من طاولة مزودة بكاميرا وشاشة عرض وموقد تحت سطح الطاولة. والهدف من ذلك أن تتعرف برامج الكاميرا على مكونات الطعام المتوفرة لدينا في المطبخ، ثم يعرض النظام على الشاشة الوصفات التي تعد من تلك المكونات ويساعدنا في خطوات الطهي.
وقد تصبح خِزانات الطعام الشفافة بديلًا عن الثلاجات التقليدية، فتستهلك طاقة أقل وتتيح رؤية الأطعمة المحفوظة بسهولة. وستحتوي الأرفف الخشبية على حساسات خفية ذكية مع تقنية تبريد لحفظ الأطعمة. وسيُحفَظ الطعام طازجًا لفترة أطول في أوانٍ فخارية، وستقرأ الأرفف تعليمات حفظ الأطعمة المكتوبة على الأطعمة المعبأة لتتبع تلك التعليمات وتعدل حرارتها تلقائيًا وفقًا لمتطلبات حفظ تلك الأطعمة.
يتوقع التقرير خلال العقد الحالي أن تصبح تصاميم المطابخ أكثر مراعاة للبيئة من خلال أنظمة إعادة التدوير، فمن المتوقع وجود وحدة سماد متصلة بحوض المطبخ لإنتاج السماد العضوي من النفايات العضوية بعد غسلها وتجفيفها وضغطها، وستجمع بلديات المدن الأسمدة العضوية الناتجة. وستتوفر وحدة أخرى في المطبخ مهمتها معالجة النفايات غير العضوية وستعمل على ضغطها وحزمها لاستخدامها مستقبلًا.
سيكون الناس أكثر وعيًا باستخدام المياه، فيحتوي حوض غسيل الأطباق في المطبخ على مصرفين، أحدهما للمياه التي سيعاد استخدامها، وآخر للمياه الملوثة التي ترسل إلى أنابيب الصرف الصحي لمعالجتها في محطات معالجة النفايات.
وقالت سارة سميث مديرة الأبحاث في معمل فود فيوتشرز من معهد المستقبل للدراسات البحثية في كاليفورنيا في برنامج إذاعي «ربما تشهد مطابخنا المستقبلية نوعًا من تقنيات معالجة اللغة والتعرف على الأصوات، إذ ستساعد تلك التقنيات في التفاعل مع الأجهزة والتحدث إليها، وربما تتعرف المبردات على الأطعمة الموجودة بداخلها لتساعدنا في إعداد قائمة التسوق آليًا، وستشكل الطرائق المستخدمة للتعرف على سلامة الأغذية ومسببات الحساسية جانبًا رئيسًا في أنظمة الطبخ، فمثلًا أطلقت شركة نيما مستشعرًا محمولًا يكشف عن وجود الجلوتين في الأغذية، بالإضافة لإطلاقها مستشعرًا آخر للكشف عن الحساسية من الفول السوداني، وستضاف مستشعرات أخرى تكشف عن وجود المبيدات الحشرية في الأطعمة».
وأضافت سميث «علينا أن نسأل أنفسنا ما الإمكانيات التي نود إضافتها إلى مطابخنا بجانب الكفاءة والراحة التي نتمتع بها حاليًا، ربما نود الحصول على أنظمة طبخ سهلة ورخيصة وآلية، بالإضافة إلى أشياء أخرى مثل المرح وحب الطبخ، وقد لا تستهوي عملية الطهي بعض الأشخاص، ولا يرغبون في هدر أوقات أطول في المطبخ ربما لعدم امتلاكهم الوقت الكافي للانغماس في الطهي، لذا علينا تصميم أجهزة تناسب هذه الأذواق».
مطبخ مولي المؤتمت
يعتمد مولي على الذكاء الاصطناعي وهو روبوت مؤتمت بالكامل، ليشكل مطبخًا متكاملًا مزود بأذرع آلية. فبمجرد اختيار الوصفة تبدأ الأذرع الآلية بتقطيع مكونات الطعام إلى شرائح وتقليبها، ويحتوي المطبخ على فرن وحوض غسيل، وغسالة أطباق، ويستطيع تنظيف ذاته بعد الانتهاء من تحضير الوجبة، وفيه كاميرا لالتقاط حركة الأشخاص ومحاكاتها أثناء إعداد الطعام، ويُشغَل من خلال الهاتف الذكي أو بلمس شاشة النظام.
ميكرويف ميد الذكي:
يقترح الميكرويف وصفات على الأشخاص وفقًا لعاداتهم في الطهي، وبناءً على السعرات الحرارية التي يحتاجونها وذلك بعد تتبع نشاطهم من خلال هاتفهم أو ساعتهم، فضلًا عن اتصاله بمتجر لوصفات الطعام، وبهذا يوفر عددًا غير محدود من الوصفات، يعرض خطوات تحضير الوصفة خطوة بخطوة، ويضبط الجهاز درجة الحرارة والوقت وفقًا لعدد الحصص أو التفضيلات الشخصية، ثم يرسل تنبيهًا للمستخدم من خلال التطبيق بعد نضج الوجبة.
منبه باريسيور:
ابتكر المصمم جوش رينوف جهاز باريسيور، وهو منبه يوقظك فعليًا على فنجان من القهوة الجاهز، يتكون الجهاز من وحدتين الأولى لتسخين الماء والثانية تحتفظ بالقهوة والسكر والحليب لخلطهما حسب رغبتك.
جهاز بانتري تشيك:
ينظم الجهاز عملية التخزين وتوزيع المواد الغذائية في علب بعد قياس كميتها ويمكن التعامل معه عن بعد لاتصاله بالهاتف.
جهاز دروب
مقياس طبخ ذكي يحتوي على وصفات مبرمجة مسبقًا، يرتبط بالهاتف ويقيس كميات الطعام، يقدم وصفات وفقًا للطعام المتوازن، ويمكنه تقليص الحصص وفق الكميات المتاحة، ويوفر صورًا لكل خطوة أثناء إعداد الوجبة.
مقبض ميلد الذكي
يتكون الجهاز من ثلاثة مكونات أساسية؛ مقبض ذكي يحل محل المقبض اليدوي في الموقد، ومقياس حرارة يركب على الإناء أثناء عملية الطهي، ويتضمن مستشعرًا يتتبع درجة الحرارة، وتطبيق تُسجَل عليه درجة الحرارة المطلوبة لطهي الطعام ويحتوي على العديد من الوصفات. يلف المقبض الذكي تلقائيًا ليحافظ على درجة حرارة الإناء ثابتة طول مدة الطهي، معتمدًا على حساس الحرارة.
ميزان الحرارة أي ديفيس
يتتبع ميزان الحرارة درجة حرارة الطعام من مسافة تبلغ نحو 150 قدم، يمكنه قياس درجة حرارة وجبتين منفصلتين، وعند الوصول إلى درجة الحرارة المرغوبة ونضج الطعام يرسل تنبيهًا للمستخدم على هاتفه بأن وجبته صارت جاهزة.
جهاز الطهي من أنوفا
يتحكم الجهاز في درجة حرارة الأكل، وذلك بطهي الطعام داخل كيس في إناء مغمور بالماء بالاعتماد على طريقة صوص فيد الفرنسية؛ وهي تقنية يُطهى فيها الطعام لفترات أطول من المعتاد، عادةً من ساعة إلى سبع ساعات، والهدف منها هو الاحتفاظ بالرطوبة داخل وخارج الطعام بالتساوي، يُستخدَم التطبيق المرفق مع الجهاز لاختيار الوصفة أو درجة الحرارة مسبقًا، وتُراقَب عملية نضج الطعام من خلال الهاتف مع إمكانية تحديد وقت الطهي ودرجة الحرارة أثناء الغياب خارج المنزل.
فرن جون الذكي
فرن مزود بكاميرا داخلية تمكن المستخدم من رؤية الأكل أثناء طهيه، وفي أعلى الفرن يوجد مقياس لوزن الطعام لتحديد الوقت المناسب لعملية الطهي بناءً على وزنه، ويعدل الفرن درجة حرارته تلقائيًا.
مستشعر البطريق
عبارة عن مستشعر حيوي على شكل بطريق يكشف عن وجود المضادات الحيوية والمبيدات الحشرية وأي مواد كيميائية ضارة من خلال التحليل الكهروكيميائي للوجبة، ويحدد مستويات الحموضة والملوحة وكذلك الجلوكوز لمن يتبعون نظام غذائي صحي.
هابي فورك
تساعد شوكة هابي فورك الأشخاص على اتباع نظام غذائي صحي، فهي شوكة ذكية لتناول الطعام مرتبطة بتطبيق على الهاتف الجوال، ترسل إشارات لتنبيه المستخدم عند تناوله الطعام بسرعة، إذ أظهرت الدراسات الحديثة أن التناول السريع للطعام يتسبب في العديد من مشكلات الجهاز الهضمي وزيادة الوزن.
الروبوت ميلو
يعتمد الروبوت على الذكاء الاصطناعي ويُتحكَم فيه لاسلكيًا، حتى أثناء الغياب خارج المنزل، يتعرف الروبوت على طعام الشخص المفضل بمرور الوقت، يكفي فقط أن تخبر ميلو بما تريد طهيه وكيفية تحضيره، وبمجرد وضع المكونات في الجهاز، سيعرف ميلو ما يجب فعله. يحتوي أيضًا ميزانًا لوزن الطعام وذلك لتحديد درجة الحرارة والوقت اللازم للطهي بدقة.
اضافةتعليق
التعليقات