قول: " لاوتزو" "من يعرف الآخرين هو حكيم أما الذي يعرف نفسه فهو لمستنير" الوعي الذاتي هو معرفة كل شيء عن النفس؛ الاحتياجات؛ الرغبات؛ العواطف المشاعر ؛ العادات الأهداف ؛ نقاط القوة والضعف، وما إلى ذلك باختصار يعني معرفة الشخصية الوعي الذاتي ليس سوى أن تكون واعيا بنفسك وكيف تتصرف وتتفاعل.
لقد ظل الناس يعتقدون لمئات السنين أنه من غير الممكن جسمانيا أن يجرى أحد ميلا كاملا في أقل من أربع دقائق، وكان المدرب البريطاني في أولمبياد ١٩٠٣ يقول: " ان ٤ دقائق و ١٢ ثانية ولا يمكن تحطيمه." ورغم هذا ففي ٦ مايو ١٩٥٢ أثبت "روجر بانيستر" للعالم بأسره أنه كان مخطئا وتمكن من تحطيم الرقم القياسي العتيد لقد سمع الكثيرون هذه القصة من قبل، ولكن العديد منهم لا يعرف أنه في خلال ثلاثين يوما من تحطيم بانيستر الحاجز الدقائق الأربع، تمكن ٣٢ رجلا آخر من تحطيمه أيضا.
وفي خلال عام واحد تمكن ۳۱۷ شخص من تحقيق نفس الهدف، وقد تمكن العداء النيوزيلندي " جون واكر " من تحقيق انجاز مدهش لأنه تمكن من تحطيم حاجز الدقائق الأربع ۱۲۰ مرة، وكانوا يقولون آن ذاك لا يمكن تحقيقه..
العبرة: كان "روجر بانيستر"على درجة من الوعي خولته من تحقيق حلمه وتسجيل رقم قياسي جديد، إن مستوى الوعي عند الأفراد هو ما يصنع الفروقات معظمنا لديه مستوى منخفض من الوعي بذاته عندما تعرف نفسك بشكل صحيح يمكنك الحكم على نفسك بشكل صحيح، وأن تأخذ أحكامك الخاصة على محمل الجد، فإنّه يتطلب الكثير من المعرفة الذاتية لتكون على بينة من نفسك.
الوعي الذاتي يساعدك على رؤية مسارك إلى الوجهة بشكل واضح، الوعي مهم في عملية تحقيق الهدف - من أنا؟ أين أنا حالياً؟ ماذا أريد أن أفعل؟ كيف أود الذهاب إلى هناك؟ الوعي هو التركيز الداخلي وليس الخارجي، هو معرفة الذات أكثر، ومعرفة الأنماط في حياتك اليومية، معرفة معتقداتك وعقلك وروحك وجسدك، الوعي هو فهم اتصالك بكل ما يدور حولك، فهو يمثل التسلسل الهرمي للاحتياجات "ماسلو" مستويات مختلفة من الوعي بترتيب كيف تصبح أكثر وعيا: قد يكون النجاح عند أحدهم امتلاك الكثير.
إن الوعي الذاتي سيجعلك تدرك فكرة نجاحك في المقام الأول وللآخرين أيضا، من المال، وبالنسبة لآخر، فكونه خاليا من الديون، وسيكون لدى مختلف الناس أيضا طرق مختلفة لتحقيق النجاح، والسبب في نقاط القوة، والضعف، والدوافع، وأفكارنا حول الفشل، وبالإضافة إلى ذلك فإنك تتفاعل بشكل مختلف مع حالات معينة، وكلما عرفت عن هذه الجوانب من حياتك، كلما تمكنت من التكيف مع الظروف التي تواجهها، فمعرفة هذه السمات التي تشكل نفسك يمكن أن تساعدك على تحليل كيف يمكنك أن تتعلم وتتحسن.
يجب أن تكون على بينة من عواطفك، قد يعتقد البعض أن العواطـف هــي عـقـبـات أمام التفكير المنطقي، وهو أمر ضروري لتحقيق النجاح ومع ذلك، لا يمكننا القضاء تماما على العواطف إلى جانب ذلك، فهي واحدة من أهم سمات التكوين الإنساني. لذلك بدلا من بذل جهد لتجاهل مشاعرنا، فالوعي الذاتي يساعدنا على فهمها أكثر من خلال فهم كيف نشعر، وكيف نستطيع إدارة ذلك بشكل فعال.
لماذا تحتاج إلى إدارة العواطف؟ هل تعتقد أنك حصلت على صفقة عندما تلجأ للبكاء في بعض الأحيان عندما تتعرض للرفض؟ على الأرجح لا؟ إن قدرتك على التحكم في عواطفك يمكن أن يساعدك على التصرف بشكل مناسب في حالات معينة. ومع ذلك، إدارة عواطفك يتعارض مع اخفاءك لها، فإدارة المشاعر هي معرفة متى وكيف تعبر عنها، فكما يقول: "رالف إليسون" "عندما أكتشف من أنا، سأكون حرا".
كيف يمكن أن تكون واعيا؟ واحدة من أفضل الطرق لتصبح أكثر وعيا ذاتيا هو التفكير، يمكن أن تضع في اعتبارك أن أفكارك تساعدك على تمييز العوامل الكامنة وراء أفكارك، وهذا ينطبق أيضا مع معرفة مشاعرك دعونا نأخذ القلق كمثال:
ما هي الحالات التي تجعلك تشعر بالقلق؟ ما هي هذه الحالات المشتركة؟ مع هذه الأسئلة يمكنك معرفة لماذا تشعر أحيانا بالقلق، هذا أيضا خطوة لتجنب المواقف التي يمكن أن تجعلك تشعر بالقلق، إن التفكير في تجاربك وأفكارك ومشاعرك يمكن أن يساعدك على تطوير الوعي الذاتي.
الوعي الذاتي هو رحلة في غوار نفسك لتحقيق كل ما تصبو إليه في الحياة، يمكن لكل شخص أن يأخذ مساراته الخاصة نحو تحقيقها ومع هذا يجب أن لا نحكم على طريقة الآخرين في هذه العملية، قد يذهب البعض من خلال التجربة والخطأ، فالمهم في موضوع الوعي الذاتي أن تكون على بينة من نفسك لأن هناك بعض الصفات أو نقاط القوة التي عليك تطويرها ولا يزال لديك الكثير لاكتشافه عــن نفـسـك كلما واجهت تحديات في حياتك، فكما يقول الحكمة : "أن تكون على بينة من عيب واحد داخل نفسك هو أكثر فائدة من أن تكون على بينة من ألف في شخص آخر ".
اضافةتعليق
التعليقات