• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من أين نشأ مفهوم الغطرسة؟

ليلى قيس / الأربعاء 26 تشرين الاول 2022 / منوعات / 1944
شارك الموضوع :

نبدأ مسيرتنا على الأرض بين أيدي أم لا تطالبنا بأكثر من أن نبقى أحياء

لا يكترث أحد بما نفعل حتى نبلغ سنا محددة، وقبلها يكون وجودنا بمفرده كافيا لنحصل على حنان دون قيد أو شرط، يمكننا أن نفتح أفواهنا، وأن نصرخ بأعلى صوتنا، وأن نرمي أدوات الأكل على الأرض، وأن نقضي يومنا محدقين بالنافذة ببلادة، وأن نفرغ أمعاءنا في إصيص الزهور ونظل متأكدين مع ذلك أن شخصا ما سيأتي ويمسد شعرنا، ويغير ثيابنا ويغني لنا.

نبدأ مسيرتنا على الأرض بين أيدي أم لا تطالبنا بأكثر من أن نبقى أحياء، حتى هؤلاء الذين ليسوا أمهاتنا، سواء رجالًا كانوا أم نساء، يعاملوننا بالقدر نفسه، يبتسمون لمرآنا ونحن مع الأسرة في جولة تسوق، يثنون على ملابسنا الظريفة، وفي يوم سعيد يحضرون لنا دمية حيوان من فراء، أو يضيفون لمجموعة قطاراتنا الصغيرة بضعة قضبان خشبية أو كشك تحويلات، مكافأة لنا على وجودنا من دون أي شيء آخر من التدليل، غير أنه من المحتوم أن تنتهي هذه الحالة المثالية، فعندما تُنهي تعليمنا، نضطر لاتخاذ موقعنا في عالم يسيطر عليه شخص مختلف أشد الاختلاف عن أمهاتنا، ومسلكه نحونا يقع في صميم قلقنا بشأن المكانة.

برغم أن بعض الأصدقاء والمحبين سوف يبقون بمنأى عن التغطرس علينا، وسوف يعدون بعدم التخلي عنا إذا ما لحق بنا الإفلاس أو الخزي (وفي يوم طيب، ربما نميل لتصديقهم)، فإننا مضطرون على وجه العموم إلى العيش على انتباه المتغطرسين لنا، ذلك الانتباه الذي لا يمنح إلا بشروط غير ميسرة.

تاريخ نشوء الغطرسة:

بدأ استخدام كلمة snobber وهي الغطرسة المبنية على التمييز الطبقي تحديدا للمرة الأولى في اللغة الإنجليزية خلال عشرينيات القرن التاسع عشر. وقيل إنها مشتقة من تعبير (sine nobilitate) أي (من خارج طبقة النبلاء)، أو كما صارت تختصر إلى snob وقد جرت العادة على كتابته في العديد من كليات أكسفورد وكامبرديج إلى جانب أسماء الطلاب العاديين في قوائم الامتحان، بغرض تمييزهم عن أقرانهم من الطبقة الأرستقراطية. في الأيام المبكرة لكلمة snob))، كان يشار بها إلى أي شخص من دون مكانة عالية، لكنها سرعان ما اكتسبت معناها الحديث والنقيض تماما لمعناها القديم: الشخص الممتعض من افتقار الآخرين للمكانة العالية، أي كل من يؤمن بالتوازن التام بين منزلة المرء الاجتماعية وقيمته كإنسان. لاحظ الكاتب وليام ثاكري في عمله كتاب المتغطرسين (1848)، وهو بحث رائد عن هذا الموضوع، أنه على مدى الخمسة والعشرين عاما السابقة، «انتشرت فئة المتغطرسين وامتدت في أنحاء إنجلترا مثل سكة الحديد. وهي الآن فئة معروفة ومعتادة في أنحاء الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس».

يؤلمنا هذا الاهتمام المعتمد على شروط خارجية، لأن أول ذكرياتنا عن الحب هي أن نتلقى الرعاية ونحن في حالة من العري والاحتياج لتأمين.

فالأطفال الرضع، بطبيعة الحال، لا يمكنهم رد الجميل لمن يرعونهم في صورة مكافآت مادية. ويرجع منحهم الحب والاعتناء بهم إلى كونهم من هم عليه وحسب، فالهوية هنا مفهومة في صورتها الأشد تجردا وعريا.

إنهم محبوبون بسبب كل ما يتسمون به من انفلات زمام وميل للعواء والعناد، أو بالرغم من ذلك كله. فقط حينما نبلغ سن الرشد تعتمد عاطفة الآخرين على ما ننجز ونقدم: أن نكون مهذبين، أن ننجح في المدرسة، وفيما بعد، أن نحقق المنزلة والوجاهة الاجتماعية.

 قد تنجح مثل تلك الجهود في جذب اهتمام الآخرين، غير أن التعطش العاطفي الأصيل داخلنا لا يتعلق بأن نبهر الناس بأعمالنا، بقدر ما يرمي إلى استعادة إحساس التدليل السخي والبريء الذي تلقيناه صغارا مقابل ترتيبنا بضعة مكعبات خشبية على أرض المطبخ، أو لأن لنا أجسادا ناعمة مكتنزة وأعينا واسعة مترعة بالثقة.

إن الشاهد المؤكد على هذا التعطش داخلنا أن أوقح المتملّقين لن يصرح برغبته في تكوين صداقة بناء على الانجذاب لمسائل مثل السلطة أو الشهرة.

فهي أسباب لا تصلح لأن يدعونا شخص إلى الغداء، بل ستكون مهينة ومتقلبة، وتقع خارج دائرة ذواتنا الحقيقية والتي لا يجوز اختزالها إلى عوارض عابرة. من الممكن أن نفقد وظائفنا، وأن يتآكل نفوذنا من دون أن نفنى نحن، ومن دون أن يتراخى احتياجنا المكرس منذ طفولتنا إلى الحنو. أما المتملق البارع فيعرف أنه ينبغي عليه الإيعاز بأن اهتمامه ينصب حصريا على ذلك الجانب الخالي من المنزلة في فريسته، وبأن سيارته الدبلوماسية، أو مقالات الصحف المكتوبة عنه، أو إدارته لإحدى الشركات، كلها مجرد خصائص عارضة لا تعني شيئا بالنسبة للرابطة الصافية والعميقة.

ذلك، ومع ورغم الجهود المضنية للمتملق، فإن فريسته مؤهل لأن يستشف حالة التقلب تحت السطح البراق، وأن يعرض عن رفقة المتغطرسين تخوفا من أن تكون ذاته الجوهرية بلا قيمة، إلى جانب مكانة قد يحوزها لفترة، ولن تثبت على أية حال.

المصدر:
مقتبس بتصرف من كتاب "قلق السعي إلى المكانة" للمؤلف "الان دو بوتون"
الشخصية
المجتمع
السلوك
التربية
التفكير
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    ظاهرة زواج الفتيات من رجال كبار في السن

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لماذا يستقيل كثيرون من وظائفهم في الوقت الحالي؟

    النشر : الأربعاء 07 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    في اليوم العالمي للغة المكفوفين: ماهي لغة بريل؟

    النشر : الأربعاء 05 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    متلازمة انتظار بدء الحياة

    النشر : الأربعاء 23 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تنمية مهارات التفكير: أبرز أهداف التربية الحديثة

    النشر : الأربعاء 17 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    إختر بذورك جيدا لتناضل معك

    النشر : الثلاثاء 04 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 307 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 26 دقيقة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • الأحد 18 آيار 2025
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة