اسم الكتاب: من أوائل المدونين في علم التفسير جابر بن يزيد الجعفي
المؤلف: مركز الدراسات والبحوث القرآنية
الفئة: سيرة ذاتية – تفسير قرآن
عدد الصفحات: 151 صفحة
هو جابر بن يزيد الجعفي تاريخ ولادته بين (45-50 هـ) وتوفي ما بين (128-132 هـ) يعد من أبرز علماء الإمامية وأعمدتها في الفقه والحديث والكلام والتفسير وقد بلغ من أمره إن يسرَّ إليه الأئمة الأطهار (عليهم السلام) من العلوم والأسرار مالم يطلع عليه كبار المحدثين والفقهاء والمفسرين وقد ترك نتاجاً علمياً باهراً كما يعد من أوائل الخواص الذين حملوا بعض أسرار آل محمد ونشروا اليسير وكتموا منها الكثير وهو العالم اللبيب والمحدث الأريب والمفسر الألمعي والفقيه الولائي، (جابر بن يزيد الجعفي (رضوان الله عليه) فقد حمل من الأسرار مالم يبح به في حياته إلى أحد قط، وروى ما روى مما أُمر بروايته فقط، وما يلفت النظر عند البحث عن هذه الشخصية العظيمة الفذة التي قلًّ من الخواص نظيرها وعجز العامة عن بلوغ معرفتها، هو تشويه بعض المخالفين لصورة هذا التابعي الجليل الموالي لأئمة الهدى ومصابيح الدجى واتهامه لانتمائه لأهل البيت (عليهم السلام).
يذكر في الكتاب أن الكثير من المعادين لأهل البيت وظفوا كل طاقاتهم وسخروا كل إمكانياتهم لتسقيط هذه الشخصية العظيمة لما كان يحمله جابر من العلم مما أرعب السلطة الحاكمة؟ فحاربه النظام الأموي حتى أراد اغتياله وقتله لولا وصول أمر الأمام الباقر (عليه السلام) إليه بالتظاهر بالجنون قبيل اصدار أمر قتله وهذا لحمايته وحماية أسرار الأئمة وقد تحمل جابر وأمثاله من الشخصيات بالجنون والاختلاط في النفس والتشريد والتعذيب والقتل الذي جرى عليهم، تمكنا اليوم أن نردد زيارة الجامعة ونعتقد بمضامينها.
يذكر المؤلف أن في وثاقة جابر قسمان:
القسم الأول: وثاقته لدى الأئمة (عليهم السلام) لأنه حمل وسام توثيق الأئمة مرات عديدة وفي روايات مختلفة ومن أهمها وأعظمها تشرف بلقب الصادق من قبل الإمام الصادق (عليه السلام) مذكرة تفصيلياً في الكتاب.
القسم الثاني: وثاقته لدى علماء الرجال، لقد وثق علماؤنا الأجلاء جابر بن يزيد الجعفي وعدوه من أصحاب أسرار الأئمة ومنهم (الشيخ المفيد، الشيخ الطوسي، قول ابن شهر آشوب، ابن الغضائري، الكشيّ، الشيخ النوري الطبرسي، المجلسي الأول (محمد تقي)، العلامة المامقاني، ابو القاسم الخوئي، الشيخ النمازي الشاهرودي، الشيخ المحمودي).
وذكر أيضاً (أن جابر الجعفي تحمّل من الروايات سبعين ألفاً أو ثمانين ألف حديث ما حدّث بها أحد وذكر في أحواله أنه أحياناً قد يضيق صدره بما يحمل من الأسرار فيأمره الأمام (عليه السلام) أن يلجأ إلى الجبل أو الصحراء وينفس عن نفسه بالحديث لا إلى أحد)1.
تتلمذ جابر على يد ثلاثة من الأئمة لكن كل رواياته من حيث العدد لم تبلغ عدد ما رواه عن الامام الباقر (عليه السلام) حيث قضى أكثر مدة خدمته عن الإمام الباقر (عليه السلام) لذلك رواياته عنه فاقت جميع ما رواه سائر مشايخه، لم يقف عن نقل الأحاديث فقط إنما شتى مجالات الدين من أصول الدين وفروعه والعقائد والتفسير والتأويل والأخلاق والفقه وأوصاف النبي (صلى الله عليه وآله) وأتباع آل البيت وسائر المجالات الدينية منها (التوحيد، النبوة، الإمامة، المعاد، الأحكام الشرعية والفقه، أوصاف الشيعة).
وما تميز به هو علم البلايا والمنايا فلم يكون الوحيد الذي تلقى هذا العلم فقد سبقه بذلك ميثم التمار وحبيب بن مظاهر وغيرهم وإنه قد ألقي إليهم علم البلايا والمنايا وكان يسميه أمير المؤمنين (عليه السلام) يسميه "رشيد البلايا"2.
ومن مؤلفاته في التأريخ (كتاب الجمل، كتاب صفين، كتاب النهروان، كتاب مقتل أمير المؤمنين، كتاب مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)) وذكر الكتاب تفصيلاً لكل من مؤلفاته.
إن لعلماء الإمامية دوراً عظيماً في تدوين علوم القرآن الكريم وتفسيره وتأويله، فمنذ ظهور القرآن الكريم ومنذ إن بدأت التساؤلات عن معرفة الآيات القرآنية في بادئ الأمر لفظاً ومعنى، وظاهراً وباطناً، ومحكماً ومتشابهاَ، ومكياً ومدنياً، وناسخاً ومنسوخاً، وكان جابر من طليعة المفسرين عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وجمع كل ما سمعه منهم في تفسير سمي بتفسير جابر وقد حظي بتأييد الأئمة وعناية العلماء والمحدثين والمفسرين، فنراه في مؤلفاتهم وتفاسيرهم، فها هم كبار المفسرين يعتمدون على تفسيره وكتبهم ومنهم (العياشي، الصفار، البرقي، الكليني، الكافي، الصدوق، المفيد، الطوسي، القمي، ابن الماهيار، وغيرهم).
وقد عني جابر بعلوم القرآن وتفسيره عناية خاصة فقد جمع بين روايات الأئمة في علوم القرآن وتفسيره وتأويله ما أثار استغراب أصحاب الأئمة أنفسهم، مما أدى إلى قيامهم بالتحقيق عند أهل البيت مما يسمعوه من جابر في تفسيره وتأويله لأنه كان ينتهج كلام أهل البيت (عليهم السلام) دون تحريف لا في مقولة ولا بعبارة ولا بجزئية، وكما ذكر الكتاب لم يكن تفسير جابر من استنباطه ورأيه بل ما تعلمه من كلام الأئمة (عليهم السلام)، فكان تفسيره من التفسير بالمأثور دون التفسير بالرأي أو تفسير القرآن بالقرآن أو سائر المناهج التي اعتمدها المفسرون في تفاسيرهم.
وفي هذه الدراسة علن هذه الشخصية العظيمة تم اعتماد منهجاً في جمع هذه المعلومات هذا التفسير يمكن ايجازه بالتالي:
أولاً: جمع الروايات من المصادر الحديثة عن الشيعة الإمامية والمقابلة بينها وبين المصادر المتعدة عند ورود الرواية في أكثر من مصدر.
ثانياً: توزيع الروايات حسب السور القرآنية، ثم ترتيب الآيات المفسرة حسب تسلسلها داخل السور الموحدة.
ثالثاً: الإشارة إلى أن هذه الروايات جلها قد وردت في أحد التفاسير المأثورة.
اضافةتعليق
التعليقات