الموازنة بين البيت والكتابة والعمل والتغلب على الضغط النفسي ضرورة للمرأة العاملة، واعطاء كل جزء من المسؤوليات حقه، هذا ما فعلته ضمياء في حياتها.
إنّ العديد من الدراسات والبحوث تُشير إلى أن النساء العاملات هنّ الأكثر سعادة في حيّاتهنّ، وأرجعت الدراسات أسباب ذلك إلى أن تحقيق الإنجازات بالعمل، يخلق لدى المرأة حالة من الرضا النفسي والسعادة التي تعود بها إلى المنزل، الأمر الذي يؤثّر إيجابًا على أسرتها وأبناءها ويجلب السعادة والنجاح لهم أيضًا.
ضمياء كاتبة تهوى نسج الكلمات بخيوط الحروف، تُحب هذا التراص اللغوي ببلاغته وصوره، قارئة على سبيل التعلم، تحب الإبحار في الخيال، تعمل مدير تحرير في مجلة للقوارير، كما تدير موقع واحة المرأة، تنثر مقالاتها هنا وهناك بين طيات المجلات الورقية والإلكترونية، متزوجة وتهتم بشؤون بيتها وعائلتها، تطبع مجموعتها الأولى وسط التزامات العمل والبيت ومزاجية الكتابة.
_ عن منجزها الأدبي تحدثتْ لنا
_ بعد فوات الإعتراف هو أول وليد يحمل أفكار وخيال وقراءة ضمياء للمجتمع حيث المرأة تمركزت في أكثر قصصه بأمومتها وحبها وقوتها وضعفها وحكمتها، كما كان للرجل بطولته في الحكايات صراعاته وفلسفته وقوته، حملتُ معي رسالة تدوين الواقع بنكهة القلم، المنجز يتحدث عن كل ذلك باختزال المفردات وتكثيف الصور فهو جاء خفيفا على القارئ يستطيع إكماله بسهولة.
كيف بدأتْ رحلتكِ مع الأدب؟
الكتابة معي منذ الصغر أظنها كانتْ تنتظر قلمي ينضج لتتفجر دفعة واحدة، وهذا ما حصل حين دخلت إلى احدى دورات الكتابة مصادفة ومن غير استعداد فقط كوني في مجال اللغة العربية، ومع أول نص بدأ هذا العالم يغرقني فيه ويمطر عليّ الأفكار والخواطر والمقالات والقصص والمسرح وكل ما يتناوله القلم طرقني، ولا أنسى الدعم المتواصل من العائلة والأصدقاء.
الكتابة في مدينة دينية مثل كربلاء كيف وجدتيها؟
في الحقيقة لعله الوضع الأجمل، ففي كربلاء هناك فرص متاحة للتعلم والتطوير مستمرة دائما وهناك احتواء للمواهب من كل الجهات والجوانب، فعلى مستوى اتحاد الأدباء فقد أفرد منتدى كربلاء لأدب المرأة تميزا لأدب المرأة واحتراما ودعما لها، وجميع عضواته متفاعلات مع من تريد أن تطور موهبتها دون حرج، وعلى مستوى المؤسسات الأهلية هناك دعم كما دعم العتبات، والساحة خصبة ممكن لأي كاتبة أن تضع لها بصمتها بسهولة.
ماذا تحضرين؟
لا أعلم ما يحضرني في القريب هناك خطط ومشاريع احتاج تنضيجها أكثر لأعلن عنها، وسط هذا الضجيج لا بد أن تطرق قلمي فكرة مميزة، فالافكار تزاحم قلمي كلما ازدادت حياتي انشغالا، فتجد لها فرصة لتباغتني.
ما هي مصادركِ في القراءة؟
أقرا لكثير من الكتاب أحب الأسلوب المختلف والصورة الجميلة المرسومة ببلاغة عالية حتى عندما أقف عندها اصرخ (الله) مصادر تأثري هي القرآن الكريم وبلاغته ونهج البلاغة استمد منهما قوة لغتي وطريقة السرد واللغة وأحب أن أقرأ للكاتب رشاد حسن أجده أقرب لقلمي، كما جبران خليل جبران.
هل واجهت الكاتبة صعوبات في مسيرتها الأدبية؟
لم أواجه مفردة صعوبة بما تحمله من معنى ثقيل لا بل أخف منه ممكن أن نسميها حيرة في بادئ الأمر لم أكن أعرف إلا قليلا من الكتاب وكنت أعرض نصوصي عليهم واختلاف الملاحظ والتوجهات خصوصا بين الكتاب الاكاديمين وبين الحداثويين وبين الكلاسيكين في البداية الكل يوجهك نحو طريقه ويراه هو الأجدر لكن في الحقيقة اعتمدت على جملتين الأولى (اكتبي كأنكِ القارئة الوحيدة لنفسك) والثانية (أكتبي كما تحبين أن تقرأي) فكتبتُ بذوق ضمياء وهنا واجهتْ أحيانا عدم فهم المتلقي للنص فبدأت أكتب كما تريد ضمياء لكن بما يفهمه المجتمع.
بين العمل والبيت والكتابة كيف توفقين بين ذلك كله؟
الله عز وجل أنعم على المرأة بتفكير شبكي تستطيع أن تفكر وتعمل أكثر من عملٍ في آن واحد، دائما كانت حياتي مزدحمة لكني أسترق منها أوقات الفراغ مثل الطريق من وإلى العمل، وغيرها من الفسحات التي تلاقي الفرد، وأحيانا أخرى في خضم العمل وتزاحمني فكرة، ادونها كبصمة صوت، أو اكتب منها ما يذكرني بها واعود إلى عملي لأكمل العمل وطبخ الفكرة معا، لنكن صريحين العمل المنزلي غالبا لا يحتاج جهد فكري بقدر ما يحتاج جهد عضلي فيمكن شغل الفكر بما يفيده أثناء العمل، مثلا الاستماع إلى كتاب، أو محاضرة، أو العيش في خيال الذهن لخلق قصص وأفكار مختلفة.
أخيرًا وليس آخرًا: خصّصي وقتًا لنفسك وتذكّري دائمًا أنّك الشخص الأهم في هذه المعادلة، لذلك احرصي على مراعاة نفسك وصحتك والعناية بها جيّدًا، واشحني طاقتك باستمرار كي تقومي بأداء أدوارك المتعدّدة بنجاح والوصول للموازنة المرجوّة.
اضافةتعليق
التعليقات