لقد تعلم البشر عن الكثير من الحيوانات على مر القرون، ولكن هناك بعض الأشياء التي يصعب محاكاتها، خاصة في ما يخص عادات التزاوج والنوم، فمن الحيوانات من ينام واقفًا، وآخر يسبح أثناء النوم، ويستطيع بعضهم الحمل والولادة أثناء فترة نوم تدوم لشهور. في مملكة الحيوان الكثير من عادات النوم الغريبة، وفي هذا التقرير نطلعك على ست منها.
1- عودة الضفادع إلى الحياة بعد البيات الشتوي
إذا كنت تظن أنك تنام عدد ساعات كثيرة؛ ففكر مرة أخرى بعد أن تتعرف إلى عادات النوم لدى الضفادع. الضفادع من الكائنات الحية التي يُصعب أن تشاهدها وهي نائمة، لأن من نشاطاتها اليومية العادية، الثبات في المكان وعيونها مغلقة حتى وإن لم تكن نائمة، فإذا رأيت ضفدعً في هذا الوضع الثابت الجامد فليس معناه أنه نائم، ولكن متى ينام الضفدع بالفعل؟.
الضفدع لا ينام نومًا مشابهًا للبشر، بل إنه يلجأ للسبات الشتوي في محاولة للتأقلم مع ظروف الطبيعة المحيطة به؛ وهذا عن طريق الدخول في حالة كاملة من السبات طوال فترة الشتاء مهما كانت طويلة، وفي تلك الفترة يتعامل جسد الضفدع وكأنه نائم بالضبط، حتى وإن طالت المدة لأشهر طويلة، فيظل في تلك الوضعية حتى ترحل برودة الطقس.
الضفادع التي تعيش في المناطق الباردة، تعيش فترة نشاطها في فصل الصيف حينما تتقافز في المياة وتأكل، ولكنها تواجه صعوبة في التأقلم في فترة الشتاء؛ لأنها من الحيوانات ذوات الدم البارد، ولذلك حينما يأتي الشتاء تتخلى الضفادع عن الحياة وتنام نومة أشبه بالموت، حتى أن علماء الطبيعة يطلقون على الضفادع «الموتى الأحياء»، وهذا لأن الضفدع لديه نظام جسدي طبيعي مضاد للتجمد، فيستخدم الجلوكوز المركز في جسده لتجميد أعضائه الحيوية في فترة الشتاء، فيتوقف القلب عن النبض، ويتوقف الضفدع عن التنفس، ولكنه يظل على قيد الحياة حتى ينتهي الشتاء، فيذيب جسده بنفسه ويعود إلى النشاط مرة أخرى.
2- الدب الأسود الأمريكي.. الحمل والولادة أثناء النوم
الثبات الشتوي لا يمارسه الضفدع فقط، بل هناك الكثير من الحيوانات الأخرى تلجأ لتلك الحيلة بغرض التكيف مع الحياة، ومن أشهر الحيوانات التي تمارس السبات الشتوي فترة طويلة هو الدب الأسود الأمريكي، فهو ينام لمدة تزيد على 100 يوم دون طعام أو شراب أو عملية إخراج، ولكن هذا ليس أغرب ما في الأمر، فربما تكون سمعت عن السير أثناء النوم، أو حتى تناول الطعام أثناء النوم، ولكن هل سمعت من قبل عن الحمل والولادة أثناء النوم؟
أنثى الدب الأمريكي الأسود لديها القدرة على الاستمرار في الحمل أثناء فترة السبات الشتوي، دون أن يتضرر صغارها من عدم تناولها الطعام أو الشراب، وذلك لأنها تمدهم أثناء نومها بما خزنته في جسدها من فيتامينات وعناصر غذائية، وإذا حان وقت الولادة أثناء فترة السبات؛ تستيقظ الأنثى وتلد صغارها ثم تعود إلى حالة السبات مرة أخرى.
3- حيتان العنبر.. النوم رأسًا على عقب
لسنوات طويلة ظن علماء الحيوان أن أكثر شيء مثير في عادات النوم لدى الحيتان، هو أن الحوت ينام نصف مخه فقط، ويظل النصف الآخر مستيقظًا؛ حتى يكون واعيًا لأي مفترس قد يهجم عليه، ولكن في عام 2008، اكتشف علماء البحار طريقة أخرى غريبة للنوم لدى حيتان العنبر.
خلال هذا العام، وأثناء عملية بحث سلوك الحيتان ودراسته التي كان يترأسها مجموعة من العلماء بالقرب من سواحل تشيلي، وجدوا مجموعة من الحيتان كانت واقفة رأسيًا بثبات دون أي حركة، ورأسها للأسفل وذيولها للأعلى، وعندما دار الباحثون حول الحيتان أكثر من مرة، لم يتحرك أي منها ولم يدرك العلماء أنها في حالة نوم عميقة؛ إلا حينما اصطدم القارب بأحد الحيتان فاستيقظ ومن ورائه استيقظ البقية وابتعدت عن الأعين المُراقبة، وبعد فترات من دراسة هذا السلوك الغريب من النوم، تأكد العلماء أن حوت العنبر ينام بهذا الشكل يوميًّا ما بين 10 دقائق إلى 15 دقيقة فقط.
4- القروش.. تسبح أثناء النوم حتى لا تغرق
معظم فصائل أسماك القرش تحتاج إلى الحركة طوال الوقت، للحفاظ على تدفق المياه عبر الخياشيم؛ حتى تستطيع التنفس، ولكن أيضًا سمكة القرش في حاجة للنوم مثل باقي الكائنات البحرية، فماذا تفعل؟
السير أثناء النوم يعتبر اضطرابًا يحتاج لعلاج، ولكن الأمر يختلف عند القروش، لأن السباحة أثناء النوم لديها هي ما تحافظ على حياتها، وتمنع أجسادها من الغرق حينما تغط في نوم عميق، وقد وجد علماء البحار صعوبة في اكتشاف العديد من الأسرار عن الحياة اليومية للقروش، ولكن ما استطاعوا اكتشافه مؤخرًا، هو أن القرش يستمر في السباحة أثناء النوم.
كان على علماء البحار اكتشاف عادات النوم لدى سمكة القرش، ولذلك اختار الفريق البحثي إحدى سمكات القرش ووصلوا بجسدها إحدى معداتهم، والتي تنقل لهم إشعارات عن ما يدور داخل جسد القرش، وظلوا يراقبون السمكة وهي تسبح، ولكن فجأة ظهر على الشاشة التي تعرض الإشعارات المُرسلة من جسد سمكة القرش، أن جسدها في حالة نوم كاملة حتى وهي تسبح بهذا النشاط.
5- الحلزون المصري الذي نام 4 سنوات
يُعرف عن الحلزون قدرته على النوم فترات طويلة في حالة ثبات؛ بغرض التأقلم مع ظروف البيئة القاسية، خاصة لو كان يعيش في الصحراء الجافة، ولكن أحد الحلزونات المصرية أثبت تميزه في هذا المجال، واستطاع أن يجعل الغرب يتحدثون عنه دون توقف، مشيرين إلى قدرته الخارقة على النوم ثابتًا دون حركة، لدرجة توحي بأنه ميت بالفعل.
في عام 1846، عثر أحد الأثريين على حلزون فارق الحياة في الصحراء المصرية، وقرر أن يصحبه معه إلى بريطانيا لكونه إحدى الحفريات المهمة، ووضع الحلزون بالفعل في أحد صناديق العرض الزجاجية بالمتحف البريطاني، وبعد عرضه مدة قاربت أربعة أعوام، زحف جسد الحلزون الرخوي خارج قوقعته الصدفية مستيقظا من النوم أمام دهشة العاملين بالمتحف، وبعد إطعامه بعضًا من أوراق الكرنب الأخضر، دخل الحلزون في نوبة نوم أخرى دامت عامين.
6- الحصان والحمار الوحشي.. لماذا ينامان واقفين؟
عندما تنام على فراشك، في منزلك الذي أغلقت أبوابه جيدًا؛ يكون نومك هادئًا ومُريحًا مليئًا بالاسترخاء، ولكن إذا كان عليك النوم في البرية، حيث يحيط بك كل أنواع الحيوانات المفترسة، والتي تنتظر أي فريسة مسالمة أثناء نومها حتى لا تقاوم الصيد؛ سيكون عليك وقتها ابتكار طريقة للنوم دون أن تعرض حياتك للخطر.
الحصان والحمار الوحشي وجدا تلك الطريقة، فكل منهما ينام واقفًا دون أن يستلقي بجسده على الأرض، وهذا عن طريق خاصية مميزة في جسدهما وهي قدرتهما على إقفال ركبتيهما ومنعهما من الثني في حالة تحميل الجسد عليهما وقت النوم وقوفًا، ولكن هذا لا يمنحهما الاسترخاء الكافي، ولذلك يحتاجان مرة في اليوم أن يستلقيا بجسدهما على الأرض للنوم فترة قصيرة جدًا ولكن في فترة النهار، وإن لم يشعرا بالأمان يمكنهما التخلي عن فترات استلقاء الجسد على الأرض. حسب ساسة بوست.
اضافةتعليق
التعليقات