ثورة تشرين هي ثورة الحق على الباطل ثورة الاحتجاج على ظلم استمر لمدة 16 عام، ثورة كلمة الحق ونهاية الفساد إنها ثورة أبناء العراق ثورة أبناء هذا الشعب المظلوم لحين تنفيذ مطالبهم، شيباً وشباب ونساء وأطفال اتفقوا على اغلاق باب الظلم والفساد وقفله بالشمع الأحمر..
اتفقوا على الوقوف كستار فولاذي أمام موجة الفساد التي تفشت في أركان الدولة ورفعوا سيف الحق أمام الظلم والجور الذي استمر لحقبة من الزمن، إن منظمي هذه الثورة وهم أبناء هذا الشعب العظيم اتحدوا على الاعتصام إلى أن تتحقق مطالبهم وكانت صور الاعتصام متنوعة منهم من ترك بيته وأهله وكل مايملك ورابط بالجلوس في ساحة التحرير لحين تحقيق المطالب. ورأينا خلال هذه الثورة العديد من الصور التي إن دلت فتدل على ايثار هذا الشعب وحبه لوطنه وكانت جميع الطرق التي استخدموها مؤيد لها الشارع العراقي ومساند أيضا، ولكن هنالك صورة اختلف الرأي العام للشارع العراقي وهي قطع الطرق لمنع دوام المدارس والطلاب في بعض المحافظات العراقية وعدم الالتحاق في المقاعد الدراسية لحين تنفيذ المطالب المشروعة للثوار.
هنا تشتتت آراء الشارع العراقي ما بين مؤيد ورافض لهذا الاجراء أو هذه الطريقة في الاعتصام، لذا وجهنا الضوء على هذا الأمر واستطلعنا آراء الناس حول هذه الطريقة لكونها أخذت حيزاً كبيراً في الشارع العراقي وكانت الآراء على النحو التالي:
الاعتصامات حق مكفول ضمن الدستور
بين الأستاذ علي احمد الهاشمي (اعلامي) أحقية نزول الطلاب إلى المظاهرات وفق ما نصه الدستور العارقي وقال: بداية التظاهرات والاعتصامات هي كحقوق مكفولة ضمن الدستور العراقي وبالتالي يحق لأي فرد أن يمارس هذا الحق وفق ما يراه مناسبا له، والكوادر التعليمية والطلبة هم جزء أساسي من فئات المجتمع ويشكلون ورقة أساسية في أي حراك مجتمعي.
وما يحدث اليوم من اعتصام سواء داخل المدرسة أو الإضراب عن الدوام خارج المدرسة هو يشكل ثغرة وفق ما موجود حالياً كونه غير مكتمل الصورة بسبب موافقة البعض وخلاف الآخر. لهذا أؤيد الإضراب إن كان بصورة عامة يشمل جميع فروع النقابات في المحافظات وأخالفه بجانب التفريد، أما إذا كان ولابد من ذلك يمكن أن تستثنى الصفوف الأولية والصفوف المنتهية كونهم يخضعون للأسئلة الشاملة بجميع العراق وهذا يؤثر بشكل أو بآخر على مخرجات التعليم في الوسط والجنوب.
أصبح المعلم ذليلاً
أما الأستاذ أبو منتظر الصليخي (معلم) فقد اعترض على خروج الطلاب للمظاهرات واعتصامهم خلال فترة الدوام الرسمي لعدة أسباب وهي:
1. لا يجوز وجود أطفال غير مكلفين من عمر ٦ سنوات إلى عمر ١١ سنة بالنسبة لتلاميذ المدارس الابتدائية.
2. ما مصير من كان له طموح أن يقبل بالكليات الراقية بالنسبة للصفوف المنتهية وأعني السادس الإعدادي. فمصيره إما المعهد أو التأجيل وضياع سنة من عمره وهذه خسارة كبيرة.
3. وللأسف أصبح المعلم ذليلا تجاه الشباب والمندفعين من دون فهم للواقع وللنتائج.
أما الطريقة التي استخدمها الشباب لا تدل على الوعي والتحضر فمدارسنا ملكنا كيف يحق لأحد حرقها وتدميرها ونفس الشباب يحتاجونها في يوم ما. عاش العراق والنصر للشعب.
وسائل ضغط لتحقيق الأهداف
بينما كان للشيخ نزار التميمي رأي مختلف حيث قال:
بصراحة إذا كانت مثل هذه الوسائل وسائل الضغط تحقق الأغراض والأهداف التي يرجوها المتظاهرون فهي صحيحة وراجحة لكن الخشية والتخوف من مماطلة الحكومة وإطالة زمن تحقيق المطالب وهذا يعني إيقاع الأضرار بالمؤسسة التربوية والمستوى التعليمي وهو ما لا يرتضيه المتظاهرون أنفسهم.
جيل بوبجي جيل المستقبل
وأكد الأستاذ حيدر عباس وهو مدرس وأب لثلاث أولاد طلاب مدارس على استمرار اضراب الطلاب وقال: "نعم يجوز الاعتصام وترك مقاعد الدراسة للانتفاضة على الحكومة الفاسدة وتغيير هذا الواقع الفاسد ونأمل أن يفعل أجيالنا مالم نستطع نحن فعله فنحن جيل تربى على الخوف بينما هم جيل المستقبل جيل بوبجي الذين نرفع رأسنا بهم، أبطال ويدافعون عن الحق بأي طريقة كانت المهم يصلون إلى مبتغاهم وحتى إن ضاعت سنة من دراستهم لايهم أمام تحقيق المطالب. أما عن طريقة اجبار الناس بعدم الدوام فلكل ثورة سلبيات وهذه الثورة أيضا تحمل سلبيات كغيرها وندرج هذا الاجراء ضمن السلبيات".
لماذا نصحح الخطأ بالخطأ
لكن رأي السيدة مريم مهدي كان مختلف مع الأستاذ حيدر وهي أم لطالبة وربة بيت قالت: "أنا أرفض وبشدة تدخل المدارس والطلاب ضمن الحراك الشعبي، قلبي مع المتظاهرين قلبا وقالبا ولكن لا اقبل ضياع مستقبل ابنتي هباءً منثورا، لماذا نصحح الخطأ بالخطأ، ما ذنب الطلاب، لماذا دائما هم من يدفعون الثمن وأين حقوق الطفل في بلادنا، نعم أعلم أن الوضع سيء والمدارس ليست مؤهلة ولكن لن يتحقق هذا بضياع عام كامل من مستقبل ابنتي هذا يحتاج إلى وقت طويل لن تتصلح المدارس بهذا العام ولن يكون التعليم ممتاز بهذا العام، يحتاج إلى فترة زمنية ولماذا أبناءنا هم من يدفعون الثمن دائماً.
اعتصام بشروط
في نفس الموضوع أجابنا الأستاذ صادق أحمد (أب لثلاث طلاب) وقال:
أنا اؤيد اعتصام المدارس ولكن يجب أن يكون بشروط منها:
1. يعتصمون في المدارس ولا يخرجون، لأن ذلك خطر عليهم وكما قالت المرجعية التظاهرات للبالغ الرشيد.
2. أن يكون الاعتصام لجميع مدارس العراق فما الفائدة من اعتصام مدرسة أو مدرستين والباقي دوام وامتحانات وهذا ما يحدث الآن.
3. يجب أن يتوقف الدوام في جميع محافظات العراق.
توقف الدوام من صالح الحكومة
وكان للأستاذ أمجد الأعرجي (محامي وأب لطالب) رأي مغاير حيث قال:
أريد التنويه فقط أن الشخص الذي يصر على الدوام أو دوام أولاده ليس معناه ضد التظاهرات بل على العكس هو مع التظاهرات ولكن ليس مع توقف الدراسة والدوام، برأيي هذه الاجراءات التي يتبعها المتظاهرون خاطئة ومن مصلحة الحكومة وتقوي موقف الحكومة، بالعلم والمعرفة نحارب الطغاة. وإذا على الوضع السيء للمدارس فكل شيء سيء بالعراق ليس فقط المدارس، ذهابهم للدراسة بظروف مدرسة سيئة أفضل بكثير من اضاعة سنة وتكوين جيل فاشل.
ماكو وطن ماكو دوام
بينما أكدت السيدة وسن أحمد موسى وهي خريجة ولم تتعين وأم لطالبين على صلاحية اعتصام الطلاب بعبارة ماكو وطن ماكو دوام وقالت: "أنا مع اعتصام الطلاب لآخر الأنفاس، ماكو وطن ماكو دوام، ماكو وطن ماكو كرامة، عن أي دوام تتحدثون لن أجعل أولادي يذهبون إلى مدارسهم لغاية تحقيق المطالب وهذا خصم الحديث، إننا مع تحقيق مطالبنا مع تغيير صورة الفساد مع انهاء المحاصصات، لا يوجد أي مشكلة إذا ضاعت السنة ورسبوا أولادي ولكن أطمئن عند تخرجهم فيجدون وظيفة لهم، يجدون مستقبل لهم بدل المستقبل الضائع الذي عاشه آباءهم فأنا خريجة تربية منذ عام 2007 ولم أتعين إلى الآن وزوجي أيضا مهندس ويعمل طباخ في إحدى المطاعم، لا اريد أولادي يلاقون نفس مصيرنا عند تخرجهم.
ختاماً، من خلال التقرير أعلاه هنالك اختلاف في وجهات النظر مابين مؤيد ورافض، ولكن الجميع متفق على انهاء الفساد ويدا بيد مع التظاهر ضد الحكومة الفاسدة والفساد المتفشي بالبلاد، هل ستبقى الحكومة بموقف المتفرج أمام هذا التصعيد الجماهيري؟ وهل سيكون هذا العام عام دراسي مع ايقاف التنفيذ؟ أم عام دراسي عبور بدون دراسة؟ كيف سيكون مصير الطلاب ومستقبلهم خلال هذا العام؟ كل هذه الأجوبة مكفولة بيد الحكومة المتفرجة.
اضافةتعليق
التعليقات