أحبّك وبداخلي ألف نبضة تخاف فقدانك، الحبّ خارطة الحياة، والشوق مؤشّر موت، الصباحُ والمساء الذِي لا أسمعُ بهِ صَوتكِ، لا يُمكِنُ اعتِبارهُ صباحاً أو مساءً.
تبقى أنت وَحدك حُباً دٰاخِلَ قَلبي، أُغرَمُ بِهِ كُلَ يَوم، حينما نشتاق نشعر أنّ الكون على ملئه ما هو إلا فراغ قاتل، وروحك حينها تكون في جمع آخر.
مولاي عندما أنام أحلم أنّني أراك، بالواقع وعندما أصحو أتمنى أن أراك ثانية في أحلامي.
الحبّ هو الشوق لشخص عندما تبتعد عنه، هو مولاي يا ابا صالح شوقي اليك يزيد كل ثانية، ولا تسألني عن حنيني واشتاقي، بنفس الوقت أشعر بالدفء لأنّه قريب في قلبي، هناك أصوات تأتي من الأعماق تُذكّرني بأنّني أحبك، مهما حاولت تجاهلك، تهمس لي بكل خُبث: كفاك كذباً فالحنين يمزقك. تَبكِي سِرّاً، وتضْحك عَلناً، تِلك هي الأرْواحُ التي أرهَقها الحنينْ.
حينما تشتاق تتمنى أن تنقلب وجوه الناس كلها وجهاً واحداً. أحياناً نصبر على الصمت، لأن هناك أشياء لا يُعالجها الكلام، أشياء كثيرة اشتقت لها لا أعلم، هل سترجع؟ أم ستكون دائماً ذكرى؟ نحتاجهم، نشعر بضيق يخنق أرواحنا، نهمس في داخلنا بعمق اشتياقنا لهم، خشية أن يعلو صوت لهفتنا، فيجرحنا صدودهم. أحلم بالمسافات تتلاشى بيني وبينك، دمعة تسيل، وشمعة تنطفئ، والعمر من دونك يختفي، ومن دونك قلبي ينتهي.
رُبما تكون روحي قد عجزت عن لُقياك، وتكون عيني أيضاً قد عجزت عن رؤياك، ولكن قلبي أبداً لم ولن ينساك. كما يقول الشاعر:
ومَن لم يعانقهُ شوقُ الحياةِ...... تَبَخَّرَ في جَوِّها واندثر القَدَر
هَذا سيكُون جَوابهُم لَو سأَلناهُم عن سَببِ الغِياب. البعض شارد في عالمه الجديد، والبعض هَزّه الحنين وفي قلبه كلام يتمنّى أن يحلق في السماء ويُلقيه على مسامع الجميع.
هذا الصباح ليس ككُلّ صباح، فعبق طيفك يلوّح بحضورك، في كلّ أركان خيالي، اذا أحبّك مليون فأنا منهم، وإذا أحبّك واحد فهو أنا، وإذا لم يحبّك أحد فاعلم إني متّ.
إنّ هواك في قلبي يضيء العمر إشراقاً، سيبقى حبّي أبداً برغم البعد عملاقاً، في وقت اشتياقي لك، تتركّز كلّ أفكاري وتهرب مني إليك، ويشدّني الشوق والحنـين بشدّة إليـك، كيف لي أن أخفي لهفة ملامحي عند ذكر اسمك؟ انتظرت ولما طال الانتظار أرسلت أحلى المعاني لتقول لا تغيب يا غالي.
لقد حفرت اسمه في الفكر والوجدان، وحفظت رسمه في القلب والأشجان يا سيدي، وستبقى ذكراك النور الذي أستمد منه الحياة. ثقلت أقلامُنا بالكلمات التي لا تنطق.. فالهموم تخنقنا.. والألم يعصف بنا.. والمجهول يخيفنا.. والحنين يقتلنا. كل ما أتمنّاه أن تأتي أنت، ويغيب الجميع. فقط حينما تشتاق، تُحِب وتُبدِع في حبّك.
يقتلني الشوق والحنين.. يمزّقني البعد والفراق ..أحنّ إلى الأمس البعيد.. أشتاق لكلمة منك ولنظرة أو ابتسامة، ولكن الزمن يحرمني حلاوة اللقاء ونداوة رؤياه، لو زرعت وردة واحدة في كل مرة أفكر فيها بك، لكان لدي حديقة أمشي بها طوال حياتي دون أن تنتهي.
أنا لي قلب لا يقسو، ولي عقل لا ينسى، ولي صاحب من دونه لا أسوى شيئا، قد تكون بعيداً عن نظري لكنّك لست بعيداً عن فكري. في وقت اشتياقي لك، تتركّز كلّ أفكاري، وتهرب منّي إليك، يشدّني الشوق والحنـين بشدّة إليـك. جاء الليل وجاءت معه رائحة الحنين، تهبّ من بعيد، يُعيد القلوب ويُحيي الحنين، يا مولاي رُبّما عجزت روحي أن تلقاك، وعجزت عيني أن تراك، ولكن لم يعجز قلبي عن ذكراك، إذا العين لم ترك، فالقلب لن ينساك، فلا تسألني عن وطني فقد أقمته بين يديك، ولا تسألني عن اسمي فقد نسيته عندما أحببتك، صورتك محفورة بين جفوني وهي نور عيوني.. عيناك تنادي عينيّ.. يداك تحتضن يديَّ.. همساتك تُطرب أُذنيّ.
بين برودة الشتاء، وأوراق الخريف، وحرارة الصيف، ونسمات الربيع تأخذني قدماي تهرول بي، إلى أين؟ لا أعرف، لا أدري سِّوى أنّني بدأت أرى نفسي تحتضن فراشات الربيع، تعانق ثلوج الشتاء، تصافح أوراق الخريف، تنتشر لشمس الصيف، ترقص تحت زخّات المطر وأغرس حُلماً وأبتسم للغد.
لماذا طريقنا طويل مليء بالأشواك؟.
لماذا بين يدي ويديك سرب من الأسلاك؟.
لماذا حين أكون أنا هنا تكون أنت هناك؟.
سأظل أحبّك ولو طال انتظاري، يا من ملكت قلبي ومُهجتي يا من عشقتك وصرت لوحة من لوحات حياتي التي بنيتها بحلم الشوق والحنين، فأنت الذي تقربني إلى الله، وشفيعي يوم مماتي، فما زلت أنتظرك في ارجاء الكون، لقد تحطمت جدران قلبي، فهو يريد نظرة منك سيدي، لم تكن لي راحة من غيرك فمازلت أبحث عنك يا صاحب الزمان.
أريد لقاءك مثل ذاك الشاب الذي ذاب بحبك، وأمضى عمره في انتظارك، فكان كل سنة يشد الرحيل إلى المدينة ليلقاك وبعد اثني عشر سنة، فاز بلقائك وجلس بقربك، وانت قلت له لقد اشتقنا لرؤياك يا ابن مهزيار، كم تمنيت أن أكون أنا يا سيدي لا أريد غيرك، أتشتاق لي كما اشتاق لك، آه يا مولاي متى يحين ذلك، فكان علي بن مهزيار من عشاقك وقد مات بعد رحيله منك، ولم يدم طويلاً، يا مهدي احن إليك واصبحت كالوردة الذابلة تريد ان تُسقى بحنين عفوك ورحمتك فلا تحرمني من لقائك، فلا أمل أبداً من دعائك، سوف تكون مناجاتي مدى عمري، اللهم عجل لوليك الفرج واجعلني من أنصاره واعوانه، مدد يامولاي.. مدد يا سيدي.
اضافةتعليق
التعليقات