خبر سار لمن يعاني متلازمة تململ الساقين: طرق جديدة لإدارة المرض وعوارضه وعلاجات محتملة.
تسلط البحوث الحديثة الضوء على بصيص أمل لمرضى متلازمة تململ الساقين، إذ توصل العلماء إلى اكتشاف قد يساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة والخروج بعلاجات فعالة لهم.
وتعد هذه الحالة شائعة بين كبار السن إذ يمكن أن تثير إحساساً مزعجاً يتم وصفه كتنميل في الساقين، وتولد رغبة قوية لا تقاوم لتحريكهما باستمرار.
وعادة ما تتفاقم الأعراض في وقت متأخر من اليوم أو أثناء الليل، مما يقلص جودة النوم بصورة كبيرة. وبينما يعاني بعض الأشخاص منها يومياً تظهر بصورة غير منتظمة لدى آخرين.
ويشير الخبراء إلى أن ما يصل إلى واحد من كل 10 كبار السن يواجهون الأعراض، ويبحث نسبة من 2 في المئة إلى 3 في المئة بشدة عن المساعدة الطبية، ومع ذلك لا يزال كثير لا يعرف أسباب هذه الحالة.
وعلى رغم أن هذه المتلازمة لا تهدد حياة المريض فإن الحالات الشديدة منها قد تعكر النوم، وتسبب الأرق وتثير القلق والاكتئاب.
وفي دراسة حديثة قام بها فريق دولي من الباحثين بقيادة "معهد هيلمهولتز ميونيخ لعلم الجينوم العصبي" Helmholtz Munich Institute of Neurogenomics و"معهد الوراثة البشرية بجامعة ميونيخ التقنية" Institute of Human Genetics of the Technical University of Munich (TUM) و"جامعة كامبريدج" University of Cambridge، نجحوا في كشف أدلة جينية تفسر سبب المتلازمة.
وأشار الباحثون إلى أنه يمكن استخدام بيانات أساس مثل العمر والجنس والعلامات الجينية لتحديد بدقة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بحالات شديدة من متلازمة تململ الساقين، لدى 90 في المئة من الحالات.
وأوضح الدكتور ستيفن بيل من جامعة كامبريدج وأحد المشاركين في إعداد الدراسة "تعد هذه الدراسة الأكبر من نوعها التي تناولت هذه الحالة الشائعة، والتي لا تزال غير مفهومة بالكامل". مضيفاً "بفهمنا للأساس الجيني لمتلازمة تململ الساقين نطمح إلى تطوير أساليب أكثر فاعلية لإدارتها وعلاجها، مما يساهم في تحسين حياة ملايين الأشخاص المصابين حول العالم".
ومن جانبها ذكرت البروفيسورة جوليان وينكلمان من جامعة ميونيخ التقنية، وهي واحدة من كبار واضعي الدراسة "لقد حققنا للمرة الأولى القدرة على التنبؤ بخطر الإصابة بمتلازمة تململ الساقين. وعلى رغم أن الرحلة طويلة أصبحنا قادرين الآن ليس فقط على علاج هذه الحالة، بل حتى منع ظهورها في مرضانا".
وبحسب الدراسات السابقة تم تحديد 22 موقعاً جينياً محتملاً - مناطق في الجينوم تشتمل على تغييرات مرتبطة بزيادة خطر تطور الحالة. أما في الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة "نايتشور جينيتيكس"Nature Genetics، تمكن الفريق من كشف أكثر من 140 موقعاً جينياً جديداً يرتبط بزيادة خطر الإصابة.
وعلى رغم أن هذه المتلازمة شائعة أكثر بمرتين لدى النساء مقارنة بالرجال، فإنهم لم يكتشفوا فروقاً جينية بارزة بين الجنسين.
ويقترح الباحثون أن هذا التفاعل المعقد بين الجينات والبيئة (بما في ذلك الهرمونات) قد يفسر الاختلاف بين الجنسين، التي نراها في الواقع.
واكتشف الفريق اثنين من الاختلافات الجينية تتضمن جينات تلعب دوراً مهماً في وظيفة الأعصاب والدماغ.
ووفقاً لتصور العلماء يمكن استهداف هذه الجينات بواسطة الأدوية المضادة للتشنج الموجودة، أو استخدامها كنقطة انطلاق لتطوير أدوية جديدة.
وعلى رغم أن الدراسة لم تكتشف روابط جينية قوية مع عملية أيض الحديد، فإنه يعتقد أن انخفاض مستويات الحديد في الدم يثير متلازمة تململ الساقين. ومع ذلك فإن الباحثون لا يمكنهم الحكم بصورة كاملة كعامل خطر.
تم تمويل الدراسة جزئياً من قبل الجهة الصحية المعنية بخدمتي "نقل الدم وزرع الأعضاء" Blood and Transplant التابعة لـ"هيئة الخدمات البريطانية". حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات