• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في عصر الرغبات: كيف يعاد تعريف الحرية من جديد؟

زهراء وحيدي / الأثنين 09 كانون الأول 2024 / اعلام / 1054
شارك الموضوع :

ويمكن تفسير هذا التحول الحاصل من عصر العقل إلى عصر الرغبة من خلال العديد من العوامل التاريخية

في تاريخ البشرية، شهد العالم تحولات جذرية في قيمه وأنماطه الفكرية التي تحدد سلوك الأفراد والمجتمعات، ومن بين هذه التحولات، يمكننا ملاحظة الانتقال من عصر العقل إلى عصر الرغبة حيث أصبحت الرغبات الفردية مركزية في تشكيل القيم والسلوكيات.

وهذا التحول ليس مجرد تغيير ثقافي، بل هو ظاهرة مركبة تعكس تأثيرات التكنولوجيا، الاقتصاد، والاجتماع على النفس البشرية، كما أن ابتعاد الانسان عن أصل فطرته التي خلق بها سببت خللا كبيرا على توازن الحياة البشرية، وجعلته في مواضع كثيرة يسقط إلى القاع بدلا من الارتقاء إلى العلا.

ويمكن تفسير هذا التحول الحاصل من عصر العقل إلى عصر الرغبة من خلال العديد من العوامل التاريخية والثقافية والاقتصادية التي أثرت على تطور المجتمعات البشرية. وهذا التغير ليس مطلقًا أو حاسمًا، بل هو عملية معقدة ومتعددة الجوانب. وفيما يلي أبرز المحاور التي توضح هذا التحول:

1. التغيرات الاقتصادية والاجتماعية:

الرأسمالية الاستهلاكية: مع تطور النظام الرأسمالي، أصبحت الرغبة محركًا رئيسيًا للسلوك الاقتصادي. الشركات والمؤسسات تسعى لتلبية وتحفيز الرغبات بدلاً من الاحتياجات الأساسية فقط.

الثورة الصناعية والتكنولوجيا: إتاحة السلع بكميات كبيرة وبأسعار معقولة جعلت الناس يركزون على الرغبات والمظاهر بدلاً من الضروريات.

2. الثقافة والإعلام:

وسائل الإعلام والدعاية: تطور وسائل الإعلام خلق ثقافة استهلاكية حيث يتم الترويج للرغبات الشخصية والمتعة اللحظية بشكل مكثف.

وسائل التواصل الاجتماعي: أدت إلى تعزيز الفردانية والسعي وراء الإشباع السريع للرغبات مثل الشهرة أو القبول الاجتماعي.

الثورة الرقمية والاقتصاد الرقمي: العالم الرقمي عزز هذا الاتجاه، حيث يُقدم إشباع الرغبات الفوري عبر تطبيقات وخدمات تركز على الراحة والترفيه.

3. الفلسفة والحداثة:

الابتعاد عن العقلانية الصارمة: الفلسفات ما بعد الحداثية أعادت التفكير في مفاهيم العقلانية والعقل، وركزت أكثر على التجربة الذاتية والعاطفة.

تراجع الخطابات الأخلاقية التقليدية: ضعف تأثير المؤسسات التقليدية مثل الدين والفكر الأكاديمي أفسح المجال لتأثير أكبر للرغبات الشخصية.

4. التحولات النفسية والعاطفية:

التوجه نحو الفردية: أصبح الإشباع الفردي للرغبات جزءًا من تعريف الذات والهوية، مقارنة بالماضي حيث كان العقل الجمعي له الأسبقية.

الضغط النفسي وتراجع الإشباع الداخلي: مع التعقيد المتزايد للحياة الحديثة، يبحث الناس عن الإشباع السريع كوسيلة للتعامل مع القلق والضغط.

دخل العالم منذ فترة ليست بقليلة مرحلة جديدة وهي مرحلة التفاهة فقد خرج من منطقة العقل ودخل منطقة الرغبة وباتت الأغلبية الكبرى من المجتمعات تقاد اليوم بقراراتها وفق الرغبة وليس العقل والمنطق، وأكبر دليل على ذلك هو أن مفهوم الرغبة بات غير محدود اليوم في المجتمعات الغربية بل توسع جدا على مستوى الفرد وترك للشخص حرية الاختيار والجري خلف رغباته في أمور كثيرة تتعارض مع العقل والفطرة.

ولا يخفى علينا بأن العالم العربي لا زال منبهرا بالحضارة الغربية ويعتبر اول المستوردين لأفكار وتجارب الغرب الحداثوية حتى وإن كانت لا تتوافق مع العقل والمنطق، ولأن الغرب اتجه بشكل مباشر الى الرغبات وصنّف الحقوق والحريات وفق مرجعيات فردية وفرضها على الناس كان لابد لنا هنا أن نقف وندقق جيدا في مصدر الحقوق والحريات التي شرعت وعلى أي أساس استندت.

إذ إن دخول المجتمعات الإسلامية إلى عصر الرغبات لا يتوافق أبدا مع الحرية الحقيقية التي جاءت بها الأديان السماوية.

على ماذا تستند مرجعية الحرية في الغرب؟

يشرع المجتمع الغربي حرية الانسان وفق مرجعية فردية، مع العلم أن كل شخص يرى الحرية بصورة مختلفة عن غيره لأن العقول لا تتشابه في تفكيرها وقناعاتها اذن هنا نجد بأن المرجعية الفردية لا تعتبر مشروعة لأنها تخضع لتغيرات بحسب عقول الناس ورغباتهم في تشريع ما يجدونه مناسب وما يجدونه غير مناسب.

وخير دليل على ذلك الحرية التي منحها الغرب في اختيار الانسان لنوعه وتجاوز فطرته وعقله، بل وتطلق على ذلك اسم الحرية، أي ان الشخص الشاذ هو حر!.

ولكن الإسلام يرى الشاذ عبدا، لأنه امتثل لأهوائه ورغباته وكان بإمكانه ان يرتقي بنفسه لكنه فضل ان ينزل الى القاع ويفضل الحيوانية على الإنسانية!.

أي انه تجاوز عقله وفكر برغبته، فالإنسان الذي يجري وراء رغباته كيف له أن يكون حرا؟!

اذن أساس مشكلتنا مع الغرب في سن الحريات والحقوق هي المرجعية التي يتبعونها في وضع هذه الحقوق وما هو الأساس الذي استندوا عليه؟، ومن الذي يقول بأن هذه الحقوق هي فعلا حق؟

نحن نؤمن بأن المرجعية الحقيقة لكل الحقوق والحريات هي المرجعية الدينية لأنها ترى الحرية بأنها الوسيلة للقيام بالقسط على عكس الغرب الذي يرى الحرية بأنها المرجعية لما سواها.

وان الحرية ليست بحد ذاتها قيمة حتى تتيح لك السير وراء رغباتك معصوب العينين لأن الحرية نابعة من الإرادة والإرادة قد تكون خيرا أو شرا، -أي ان تريد فعل الخير أو فعل الشر- بينما القيمة هي حسنة بذاتها ومستحسنة على عكس الإرادة التي تحمل النقيضين معا، إذن الحرية ليست قيمة كما يدعي الغرب.

 وهنالك الكثير من التناقضات التي نشهدها اليوم في التشريع الغربي للحقوق والحريات فليس الأمر جديدا عليهم، اذ أن هنالك الكثير من الأمور التي لا يسمح لمن تجاوز السن القانوني القيام بها وفي حال تجاوز القانون قد يتعرض الى السجن او الغرامة المالية ولكن في نفس الوقت نشاهد اليوم كيف أن الغرب ترك حرية الاختيار للطفل في تحديد جنسه او حتى اختياره أن يكون حيوانا أو إنسانا في سنين حياته الأولى وقبل أن ينضج عقله حتى، كل ذلك تحت مسمى الحرية التي تكون بالأساس مقرونة بالرغبة... أي انا ارغب أن أكون هكذا وأنت عليك أن تتقبلني مثلما أنا، حتى وان لم تتوافق رغبتي مع العقل او المنطق.

ومقابل ذلك نجد التشدد الكبير في القوانين التي تأطر المواطن الغربي في إطارات محددة يقابله أي مخالفة في ذلك إما الحكم القضائي او الغرامة المالية، بحيث لا يتجرأ أي مواطن على تعدي الحدود القانونية التي تسنها الدولة، ولكن فيما يتعلق بالفرد فمن الطبيعي ان تسمح الدولة بأن يتعدى الانسان على فطرته بل ويتجاوزها دون أن يثير ذلك أي اضطرابا في كينونة الدولة الغربية وكل ذلك تحت مسمى الحرية الشخصية.

بعد كل هذه التناقضات والتحولات الخطيرة التي تشهدها المجتمعات للنزوج إلى عالم الرغبات والماديات من المهم جدا ان نفهم بأن المرجعية الفردية غير قادرة على صياغة الحريات بمعناها الدقيق الذي يضمن حقوق الجميع، لأن المرجعيات الفردية او البشرية متغيرة بحسب سعتها العقلية او المكانية بينما المرجعية الدينية صالحة لكل مكان وزمان وصممت بطريقة الهية بارعة تساعد الانسان على الارتقاء والازدهار لا الانحطاط والسقوط كما تفعل الحضارة الغربية اليوم من سن حقوق وحريات تساهم في الخروج عن الطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية، وتعزيز قيم الفردية والانغماس في رغبات الذات على حساب القيم الإنسانية العميقة التي توازن بين الحرية والمسؤولية.

فقد أفرز هذا العصر الذي تسيطر عليه الرغبات أنماطًا من الحياة تركز على الإشباع الفوري والتخلي عن المعايير الأخلاقية التي تحكم سلوك الإنسان، مما أدى إلى إضعاف الروابط الاجتماعية وتفكيك المبادئ التي تحفظ للإنسان كرامته.

وإن الحل الوحيد يكمن في العودة إلى فهم أعمق للحرية من خلال المرجعية الدينية التي جمعت بين حق الفرد في تقرير مصيره وواجباته تجاه المجتمع، لتحقيق توازن حقيقي بين الحقوق والواجبات، وقدرة الإنسان على العيش بشكل أصيل يتماشى مع المبادئ الإنسانية السامية.

الحرية
الدين
الانسانية
الاقتصاد
علم الاجتماع
الثقافة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    آخر القراءات

    متى نرفع القبعة للفاشلين؟

    النشر : الأربعاء 04 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    كيف تؤثر القراءة على خلايا الدماغ؟

    النشر : الخميس 18 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    مايلوي أعناق النصوص

    النشر : الأربعاء 21 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الـدورات الاعـلامـيـة.. تـنـمـيـة لـلـمـواهـب وفـرصـة لـدخـول مـجـال الإعــلام

    النشر : السبت 02 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الذكاء الاصطناعي يمنح الأطراف التعويضية شعورا حركيا

    النشر : الأحد 27 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    كيف تواجه المواقف الصعبة؟

    النشر : الثلاثاء 22 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1172 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 605 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 423 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 422 مشاهدات

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    • 390 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 385 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3634 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1518 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1306 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1172 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1168 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة
    • منذ 19 ساعة
    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات
    • منذ 19 ساعة
    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب
    • منذ 19 ساعة
    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة