عندما تعتزل الشمس عن الشروق والشجر يتوقف عن الهمس، عندما يذبل الورد وتموت قلوب الناس وتترك النار احساس اللهيب عندها فقط سأنساك ياقمر النهار ونجوم الليل، احبك..
تلك هي مفاتيح القلب للشابة العربية وربما على وجه الاخص العراقية، تبدأ مرحلة مابعد الاعتراف بمزيج من هذه الرسائل وتتطور تدريجيا لتصبح كما هي الاحلام الوردية وتتسابق الاحلام لمخيلتها ومن ثم تبدأ مسيرة السراب لدى الاغلبية فتهيم عقولنا بذاك الفارس الذي ينثر الورود على رسائلنا ويجعلنا نغفوا على اجمل الكلمات ونبدأ بتقمص حياة الاخريات فنقلد حياة (فتون) كيف ذبلت بحب (جان) ونستذكر تضحياة (لميس) واجمل لحظاتها مع (يحيى) بل اننا نقارب على ان نجعل حياتنا كأجواء المسلسلات مبتعدين عن الواقع تماما وتظهر اجمل صفات بعض شبابنا العراقي في رواية الوهم..
اما الآن اليك عزيزتي بعض الصفات في فارس قصتك..
قلب بعض الشباب العراقي فندق بل انه يتعدى هذا المعنى ليصل الى فندق خمس نجوم.. فعلا عزيزتي (ليش هناك اطيب من قلب الشاب العربي) وان قال لك احبك وانت اول فتاة في حياتي فهو صادق ففي الوجود دوما هناك اربعة اركان وهنا يكمن ذكائك ان تكتشفي اي الجهات انت ومن كثر طيبة قلبه سيحبك ويحب عائلتك بل ربما يحب جميع فتيات العائلة الشابات انتبهي فهو لايحبذ الكبار عادة ولاالرجال..
الشاب العربي ربما احيانا يكون لك موسيقى هادئة وانت الرقيقة لاتنامين الا على صوته الذي يقارب صوت الاوبرا بل انه ايضا يعمل كمدفئة ان اصابتك نزلة برد خذي كلمة منه وستشفين وان جرحت كلمة على الهاتف كفيلة بإلتئام جرحك الصغير الذي سيسبب لك الموت يارقيقة..
اما عن اشهر مقولاته: عزيزتي في البداية (اصابعك لاتتساوى)، لانه الحنون الذي جاء طبيبا لجرحك ومرهما لآلامك، صغيرتي لكن ان بقيتي تصدقين بهذه المقولة من جهة الحب فأبشرك عزيزتي ستنفذ اصابعك مع كل تجربة..
اما عن العودة الى الواقع، اين عقلك في كل ماذكر، ربما فعلا انت فتاة وتنقادين وراء العواطف لكن لماذا تجعلين من نفسك لعبة صالحة الاستعمام ولها وقت انتهاء صلاحية، ستلاحظين بمرور الوقت كل شيء يتراجع لا بل الاتعس انك تلجأين ايضا للمسلسلات والاغاني التي كانت السبب الاول الذي رماك في احضان الوهم، لكن الحقيقة ليست ماينشر او مانشاهده عزيزتي..
فنجد اليوم بعض الفئات وربما ازدادت لتصل الى تصرفات لاتلائم مجتمعنا كليا، فنجد الكثير منهن تتمرد وتتعدى حدود الحرية للتشبه بشخصية (هويام) اما الكثير من فتيات المدرسة تجدهن اغرمن بشخصية (امير) واخريات يحلمن بمقابلة كريم ومهند او يتزوجن مثلهما!.
بل ان المفهوم تعدى كون الفتاة واصبح الشاب العربي ينفر من حياته ويقارن بين الفتاة العربية والاجنبية وينظر لأبعاد تافهة زائلة متناسيا ان الواقع يختلف تماما، الثقافات، العادات والتقاليد.
والانفتاح بالشكل الاساسي نحن نراه حرية والحقيقة لاتعدو كونها مشاهد تمثيلية فليس كل مايظهر بالتلفاز حقيقة فبلد السحر الذي نشاهده لايختلف عنا كثيرا هو ذاته ترتفع فيه مستويات الجريمة والسرقة وكذلك الهند التي أسرتنا بالدراما خاصتها هي اتعس من حالنا بل نحن افضل بكثير ان قارنا انفسنا، والحقيقة انها تستخدم وصفة سحرية للتأثير بنا وهي الموسيقى، تستخدمها في اي مشهد لجذبنا ونتأثر بها بل نبكي احيانا وايضا المؤثرات التي تجعلنا نركز مع خصلات الممثل او الممثلة التي ان كان المشهد ثانية تجعله ثلاث دقائق لتدخلنا في جو رومنسي، والاعادة بالمشاهد لدرجة لاتصدق لنعيش اللحظة والاكثر من هذا عامل الزمن فهم لايتغيرون رغم الكبر فقط هو لون شعرهم يتغير…
ونحن بلا اي تفكير ننجرف وراء هذه المشاهد مبتعدين عن الواقع تماما متمنين الراحة والحياة المثالية متناسين ان الاستقرار لايأتي الينا ونحن جالسين في منازلنا بعيدا عن ساحة الحياة مستعينين بشاشة، بل عندما نتعمق بتفاصيل الحقيقة وندرك واقعنا ومجتمعنا بالدرجة الاولى، نقطع حبال الوهم ونتذكر دوما نحن مسلمين وبسبب احلامنا الوردية اصبحنا نشكل سمعة سيئة عن الفئاة المثقفة فتجد البعض من المجتمع العراقي ينبذ المثقفة وينعتها بألفاظ لاتناسبها.
ولكن بدل ان نسعى لحياة وهمية ماذا لو ادركنا الواقع الاجمل واصبحنا مثالا للمرأة العربية مع عنصر الثقافة بدل من كوننا لعبة ذات صلاحية منتهية.. ربما لانملك آلة زمن ولاقدرة تأخذنا الى حيث ما نريد لكننا نستطيع تقدير اللحظات التي نعيشها ونتعلم من اخطائنا بتحويلها الى دروس مجانية تنفعنا، حان الوقت لأعطاء الواقع حقه بكل مافيه لنسعف انفسنا قبل ان نخسرها في دوامة الوهم..
قال الامام علي (عليه السلام): (الناس ثلاثة: عالمٌ رباني، ومتعلمٌ على سبيل نجاة، وهمجٌ رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق).
بالتقليد نتلاشى وكأن الله لم يوجدنا والواقع ان الله خلقنا لنكون انفسنا، فلافائدة من وجود نسختين ففي التقليد تعطيل للابتكار وتحطيم المواهب التي يمتلكها الشخص دون علمه..
اضافةتعليق
التعليقات