الفكرة هي كل ما يخطر في العقل البشري من أشياء أو حلول أو اقتراحات مستحدثة أو تحليلات للوقائع والأحداث فالفكرة هي نتائج التفكير، والتفكير هو أي عملية أو نشاط يحدث في عقل الإنسان وعبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية غير المرئية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر.
وتعريف التفكير هو أمر مألوف لدى الناس ومع ذلك فهو من أكثر المفاهيم وأشدها استعصاء على التعريف، إن التفكير في معناه العام هو البحث عن المعنى سواء أكان هذا المعنى موجودًا بالفعل ونحاول العثور عليه والكشف عنه أو استخلص المعنى من أمور ليبدو فيها المعنى ظاهرًا ونحن الذين نستخلصه أو نعيد تشكيله من متفرقات موجودة.
وفي عبارة أخرى فالتفكير هو الوظيفة الذهنية التي يصنع بها الفرد المعنى مستخلصا إياه من الخبرة فهو عملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك ولا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة.
العلاقة بين التفكير والذكاء
يعرف العالم الايطالي الشهير دي بونو التفكير بأنه استخدام المعرفة لتحقيق هدف ما لا يمكن الوصول إليه مباشرةً، ويعرّفه جون ديوي بأنه الأداة الصالحة لمعالجة المشاكل والتغلب عليها وتبسيطها. والذكاء هو شيء نولد معه أما التفكير مهارة يجب أن نتعلمها.
العلاقة بين التفكير ومهارات التفكير
التفكير عملية كلية نقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو استدلالها أو الحكم عليها وهي عملية تتضمن الإدراك والخبرة السابقة والمعالجة الواعية والإحتضان والحدس وعن طريقها تكتسب الخبرة.
أما مهارات التفكير فهي عمليات محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات مثل مهارات تحديد المشكلة، إيجاد الافتراضات غير المذكورة في النص أو تقييم قوة الدليل أو الدعاء.
العلاقة بين التفكير ومهارات التفكير كالعلاقة بين لعبة كرة المضرب وما تتطلبه من مهارات مثل رمية البداية الرمية الاسقاطية.. الخ ويسهم كل منها في تحديد مستوى اللعب وجودته والتفكير كذلك يتألف من مهارات متعددة تسهم إجادة كل منها في فاعلية عملية التفكير.
العديد من الأشخاص يعتبرون التفكير ذكاءً فطرياً وموروثاً وقد أثبتت التجارب والأبحاث التي استهدفت أشخاصاً أذكياء أنهم غير أكفاء في التفكير. إن أعتبار التفكير مهارة وليس موهبة فطرية هو الخطوة الأولى للقيام بعمل لتحسين تلك المهارة وتطويرها.
تعريف الذكاء، اختلف علماء النفس في تعريف الذكاء ويمكن تصنيف التعريفات التي وضعوها إلى خمسة أنوا ، تعريفات تؤكد على تكيف الفرد مع الظروف التي يعيش فيها ومنها تعريف شترن بأنه القدرة على التكيف العقلي مع الحياة وظروفها الجديدة، تعريفات تؤكد على القدرة على التعلم ومنها دور الوراثة والبيئة في الذكاء.
تحدد الوراثة السقف الأعلى للقدرات وتلعب البيئة الدور الفاعل في استغلال طاقات الفرد أو إهمالها.
بعض العوامل البيئية المؤثرة في الذكاء
1-الكيماويات: إن نقص الأوكسجين عند الولادة يؤثر سلبا على القدرات العقلية ويؤدي غالبا للتخلف العقلي وإن شرب المنبهات (الشاي والقهوة) بجرعات معتدلة يؤدي إلى تنشيط العمليات العقلية فالكميات المعتدلة من الكافيين تؤثر إيجابيا على المخ، إن تعاطي الكحول له أضرار جسيمة على العمليات العقلية.
2-الغذاء والمرض: إن سوء التغذية للجنين تؤدي لضعف الدماغ ضعفا لا يمكن تعويضه في المراحل العمرية التالية لأنه يكون في مرحلة التكوين وإن سوء التغذية في السنوات الأولى له دور خطير في ظهور الأمراض العقلية فأإن 10% من حالات التخلف العقلي ناشئة عن إصابات الولادة.
3-المستوى الاقتصادي والاجتماعي: هناك ارتباط إيجابي دال بين الذكاء والمستوى الاقتصادي والاجتماعي ومستوى تعليم الأبوين ومهنهم.
4-الحرمان: إن الحرمان من المثيرات الحسية يؤدي لانخفاض مستوى الذكاء خاصة إذا كان في مرحلة ما قبل المدرسة وعند أطفال لهم في الأصل استعدادات عالية وذلك نظرا لحاجتهم الماسة لتلك المثيرات التي تساعدهم على التعلم وإن الحرمان من الحواس له أثر سلبي بدرجة بسيطة جدا على الذكاء وأيضًا الحرمان العاطفي وأساليب التنشئة الأسرية الصارمة يؤدي إلى تراجع مستوى الذكاء لدى الطفل بشكل واضح، والعكس صحيح.
5-التعليم: إن بعض الدراسات تشير إلى الأثر الإيجابي للتعليم النظامي على مستوى الذكاء وبعضها الآخر يشير إلى أن التعليم النظامي كان محايدا في التأثير على مستوى الذكاء وهذا يرجع إلى اختلاف أساليب ومقومات التعليم بين المدارس المختلفة، فإمكانيات المدرسة وأساليب التعليم فيها هي العامل المؤثر في الذكاء.
6-القران: كثيرا ما ترتفع نسبة الذكاء عند الطفل أو تنخفض ليصبح في مستوى ذكاء أقرانه والمجموعة التي ينتمي إليها.
فروق بين الجنسين في الذكاء
لا توجد فروق دالة بين الجنسين في مستوى الذكاء العام وفي المقابل توجد فروق بين الجنسين في القدرات العقلية الخاصة، تتفوق الأناث في القدرة اللغوية والذاكرة وسرعة الإدراك والتحصيل الدراسي أما الذكور يتفوقون في القدرات العددية وإدراك المسافات والقدرة الميكانيكية.
المصدر:
التفكير والذكاء، الكاتب يوسف الملا
اضافةتعليق
التعليقات