لو ننظر بدقة في الأشياء الثمينة حولنا نجد إن لا شيء يحصل بسهولة لابد وأن هناك مقدمات يسرت الوصول إلى النتيجة أسرع وجعلت الأمر يبدو أجمل بكثير. على سبيل المثال، الذهب لا يحصل بسهولة هناك أيادي تبحث حتى تجد الذهب الخام تحت التراب هكذا الحال بالنسبة للألماس حيث قطعة لامعة صغيرة تفوق مئات الدولارات، أيضا الذهب الأسود مدفون في القاع ولأجل الحصول عليه والوصول إليه نحتاج إلى الخبرات والأدوات.
ماذا عن تلك اللؤلؤة المخبوءة في جوف الصدفة؟
هناك كنوز جعلت في بطون الأشياء وأصبحت غالية الثمن، وهكذا الحال بالنسبة للكنوز المادية لا يمكن الحصول على الصبر مثلا بسهولة فلابد من تعليم النفس على التحمل و ازدياد درجة الصبر ، أو العلم هل يمكن أن يصبح المرء عالما دون فعل أي شيء وسلك الطرق وسهر الليالي وترك الملذات؟
هل يمكن الحصول على المقامات الروحية والطمأنينة دون اتيان صلاة الليل والعبادات؟
هل يمكن الحصول على رضا الامام وقربه من غير التمسك بالعروة الوثقى وامتلاك البصيرة الفذة والنفس السليمة؟
كما ورد في حديث الامام الصادق (عليه السلام) عندما تكلم عن ظهور الامام الحجة (عجل الله فرجه الشريف):
ويكون قيامه مع عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودرعه، وسيف ذي الفقار، مع أصحابه الذين هم رجال كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله أشدُّ من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاّ خرَّبوها، كأنَّ على خيولهم العقبان، يتمسّحون بسرج الامام (عليه السلام) يطلبون بذلك البركة، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل، لهم دويُّ في صلاتهم كدويِّ النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيّدها، كالمصابيح كأنَّ قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: "يا لثارات الحسين".
الحسين الذي ضحى بكل شيء لأجل الغاية ورأى جميع المصاعب وقال خذ حتى ترضى !
بطلة كربلاء التي أخرجت أجمل الثمار من تلك الجنايات وقلبت الموازين رأسا على عقب ((ما رأيت الا جميلا))، الإجابة الأجمل و الأفضل على الإطلاق من العالمة غير معلمة و فهمة غير مفهمة على شماتة الطاغية يزيد (لعنة الله عليه)
حيث عقيلة الهاشميين تعلم البشرية إن الرؤية الواضحة والعميقة للموضوع تغير طريقة تفكيرنا وخوضنا في المصاعب وتحملنا للآلام، فلأجل الوصول إلى الهدف لابد أن نتحمل الأذى ونتجرع كأس البلاء ونستعد للتضحية، في كل نقمة نعمة مخبوءة كماورد عن الأنوار المقدسة.
فالإيمان بالرحمة الإلهية يهون المصاعب ويزيد في قدرة تحمل الانسان عند البلايا
فعد ذكر زينب نتعلم كيف نكون زينبيات ، كيف نتمسك بامام زماننا ، كيف نرى الجمال في كل مصيبة و صعوبة لأن في داخلها نجمة تضيء دربنا للوصول إلى مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء.
ففي سهر الليالي وتعب الدوام ونفاق العمل والصبر عند ارتكاب المحارم والجد على العيال لكسب لقمة الحلال وتزكية النفس عند لحظات الغرور وتحمل الغلاء المعيشي وسماع زلات الآخرين .. لحظات كفيلة بأن توصلنا إلى النور والنجاة إلى ابتسامة رضاه ..فهب لنا رأفته ورحمته ودعاءه وخيره ما ننال به سعة من رحمتك وفوزا عندك.
اضافةتعليق
التعليقات