• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قوّة التخلي والتغيير.. درسٌ رمضانيّ

مريم حسين العبودي / الأثنين 18 آذار 2024 / ثقافة / 1166
شارك الموضوع :

يرتقي بالنفس للسمو والعلا، فكيف ستكون محطتك الرمضانية هذا العام، وكم ستقف عندها

قبل أيام رأيت مشاركة لقريبةٍ لي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ما فحواه (أن رمضان يأتي كل سنة في الوقت المناسب، حين تظن أنك قد استنفدت كل طاقتك، يأتي ليرمم كل شيء). حين تأملت في ذلك رأيت فيه صحةً بالغة، إن هذا الشهر يأتي في وقتٍ تكون فيه بأمس الحاجة لشحن طاقتك الوجودية لتستطيع إكمال ما بقي من السنة، يأتي حانياً محتضناً ومواسياً، يأتي ليُخبرك أنك الآن تستطيع أن تتحرر من كل أثقالك، أن تحطَ رحالك وتفرغ حمولة سفرك بعد عناء الطريق، أن تنزل من ذلك المركب الذي خشّب عظامك وروحك، انك وصلت لنبعِ ماءٍ هانئ لذةُ للشاربين ولك أن تنهل منه ما شئت لتهيئ نفسك لسفرٍ جديد آخر، سفرٌ بهمّةٍ عالية ودأبٌ على الوصول. شهرُ رمضان هو المحطة التي تريح ركابك عندها، إذ يعمُ هدوءٌ كونيّ غريب كل شيء.

يحِلُ رمضان وتحِلُ معه سكينةٌ تمنح الأرض هُنيهةٍ من الهجوع لتوقف دورانها المتعجّل وتشرع بالعودة إلى بواطن النفس، ترجعُ إلى أرضٍ طال هجرها وسُجنت خلف قضبان الملذات والعجالة الكونية التي لا تعطي مجالاً لبضعة أنفاسٍ متأنية. نفسٌ أمّارةٌ بالطلب والرغبات وتحقيق المبتغى، نفسٌ لا تعرفُ كيف تُهذّب بالحرمان وتُمّرن بالتصبّر والانصياع. لقد تمردت الأنفس وتنامت متطلباتها وزادت التلبيات، فلا يقبل المرء اليوم أن يخضع لبضع قوانين أو أن يحرم نفسه من وجبة طعام الفاصل الوحيد بينه وبينها لمسات بسيطة على شاشة الهاتف ويتكفل تطبيق التوصيل بعدها بكل شيء.

يتأثر الأفراد اليوم بكل التطور الذي يُغذي مفاصل الحياة ويغيّر في طبيعتها بشكل يومي؛ حتى بات التخلي عن بعض ملذاتها أو رخاءها أمرٌ في غاية الصعوبة، حيث لا يرى الأفراد اليوم أنهم مضطرون لحرمان ذواتهم من شيء، فإن كانت الحالة المادية يسيرة بل وحتى متوسطة اليُسر، لم لا يُتمتع بكل ما يمكن التمتع به؟ ويحذو الفرد حذو الأفراد الآخرين في ما يمكن أن يسمى عدوى البذخ والرفاهية، إذ لا يجد في نفسه قصوراً ليتمتع فلان وفلان بشيء لا يتمتع به هو، فالآخر ليس افضل منه ليذهب كل يوم إلى مطعم جديد وينفق المال كله لإشباع جوعه الوهميّ الذي ليس للأكل بقدر ما هو جوعٌ للمكانة الاجتماعية التي يُظن إنها تُكتسب من تقليد الآخرين والاشتراك معهم في كل ما يفعلونه. كما تحذو الجماعة حذو جماعات أخرى، فتقلّد العوائل بعضها وتنشأ ظاهرة من السباق اللاواعي لاحتلال الصدارة في الترفيه الذاتي والخروج للعالم بصورة التمكّن والرضى الذي لا يوّلد سوى صور مزيفة تخفي خلفها الكثير من الفراغ والحرمان المشاعري.

يأتي رمضان ليدحض كل هذه المظاهر الاجتماعية الناشئة، فالكل سواسية فيه كأسنان المشط لمدة 30 يوماً ومن طلوع الشمس حتى غروبها، الجميع يحجم عن عيش مظاهر الترف والبذخ بشكل إجباريّ لا إمكانية للمماطلة فيه، الجميع يجوع ويعطش ويمسك نفسه عن الانفلات البشري الذي لا يعرف تربيةً للذات أو تحكماً فيها.

إنها فرصة سنوية عظيمة لا تمر مر الكرام لمن فطن لثمنها وقيمتها، قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو يعلم العبد ما في رمضان، لودّ أنْ يكون رمضان السنة). إذ إنه محطة يقف عندها المرء فيعرض على نفسه صحائف أعماله ويراجعها بتأنٍ حتى يعلم الصالح منها وما أحسن فيه فلا يغتّر به بل يحسنه أكثر، وما أساء فيه فيحدد نقاط السوء وأسبابها، مهما كبرت أو صغرت، فالتأديب الذاتي يوفر على المرء تراكم العبر غير المستفاد منها، ويرتقي بالنفس للسمو والعلا، فكيف ستكون محطتك الرمضانية هذا العام، وكم ستقف عندها.!

شهر رمضان
الصيام
التفكير
السلوك
المجتمع
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

    حين يُولد القلب في ساحة حرب

    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آخر القراءات

    الصندوق الاسود

    النشر : الثلاثاء 28 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    مستقبلا: الصورة تكشف عن أمراض القلب

    النشر : الأثنين 31 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    خيمات التحرير.. عطاء متواصل

    النشر : السبت 30 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    في اليوم العالمي للمرأة: بين المناداة بالحقوق والمطالبة بالواجبات

    النشر : السبت 09 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الغدير.. فيصل بين النفاق والايمان

    النشر : الأربعاء 21 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف تم ابتكار الإبر الطبية؟

    النشر : الثلاثاء 12 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3774 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 466 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 377 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 366 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 321 مشاهدات

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    • 313 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3774 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1349 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1333 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1202 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 880 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟
    • منذ 22 ساعة
    حين يُولد القلب في ساحة حرب
    • منذ 22 ساعة
    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن
    • منذ 22 ساعة
    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • الثلاثاء 20 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة