• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قوّة التخلي والتغيير.. درسٌ رمضانيّ

مريم حسين العبودي / الأثنين 18 آذار 2024 / ثقافة / 1240
شارك الموضوع :

يرتقي بالنفس للسمو والعلا، فكيف ستكون محطتك الرمضانية هذا العام، وكم ستقف عندها

قبل أيام رأيت مشاركة لقريبةٍ لي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ما فحواه (أن رمضان يأتي كل سنة في الوقت المناسب، حين تظن أنك قد استنفدت كل طاقتك، يأتي ليرمم كل شيء). حين تأملت في ذلك رأيت فيه صحةً بالغة، إن هذا الشهر يأتي في وقتٍ تكون فيه بأمس الحاجة لشحن طاقتك الوجودية لتستطيع إكمال ما بقي من السنة، يأتي حانياً محتضناً ومواسياً، يأتي ليُخبرك أنك الآن تستطيع أن تتحرر من كل أثقالك، أن تحطَ رحالك وتفرغ حمولة سفرك بعد عناء الطريق، أن تنزل من ذلك المركب الذي خشّب عظامك وروحك، انك وصلت لنبعِ ماءٍ هانئ لذةُ للشاربين ولك أن تنهل منه ما شئت لتهيئ نفسك لسفرٍ جديد آخر، سفرٌ بهمّةٍ عالية ودأبٌ على الوصول. شهرُ رمضان هو المحطة التي تريح ركابك عندها، إذ يعمُ هدوءٌ كونيّ غريب كل شيء.

يحِلُ رمضان وتحِلُ معه سكينةٌ تمنح الأرض هُنيهةٍ من الهجوع لتوقف دورانها المتعجّل وتشرع بالعودة إلى بواطن النفس، ترجعُ إلى أرضٍ طال هجرها وسُجنت خلف قضبان الملذات والعجالة الكونية التي لا تعطي مجالاً لبضعة أنفاسٍ متأنية. نفسٌ أمّارةٌ بالطلب والرغبات وتحقيق المبتغى، نفسٌ لا تعرفُ كيف تُهذّب بالحرمان وتُمّرن بالتصبّر والانصياع. لقد تمردت الأنفس وتنامت متطلباتها وزادت التلبيات، فلا يقبل المرء اليوم أن يخضع لبضع قوانين أو أن يحرم نفسه من وجبة طعام الفاصل الوحيد بينه وبينها لمسات بسيطة على شاشة الهاتف ويتكفل تطبيق التوصيل بعدها بكل شيء.

يتأثر الأفراد اليوم بكل التطور الذي يُغذي مفاصل الحياة ويغيّر في طبيعتها بشكل يومي؛ حتى بات التخلي عن بعض ملذاتها أو رخاءها أمرٌ في غاية الصعوبة، حيث لا يرى الأفراد اليوم أنهم مضطرون لحرمان ذواتهم من شيء، فإن كانت الحالة المادية يسيرة بل وحتى متوسطة اليُسر، لم لا يُتمتع بكل ما يمكن التمتع به؟ ويحذو الفرد حذو الأفراد الآخرين في ما يمكن أن يسمى عدوى البذخ والرفاهية، إذ لا يجد في نفسه قصوراً ليتمتع فلان وفلان بشيء لا يتمتع به هو، فالآخر ليس افضل منه ليذهب كل يوم إلى مطعم جديد وينفق المال كله لإشباع جوعه الوهميّ الذي ليس للأكل بقدر ما هو جوعٌ للمكانة الاجتماعية التي يُظن إنها تُكتسب من تقليد الآخرين والاشتراك معهم في كل ما يفعلونه. كما تحذو الجماعة حذو جماعات أخرى، فتقلّد العوائل بعضها وتنشأ ظاهرة من السباق اللاواعي لاحتلال الصدارة في الترفيه الذاتي والخروج للعالم بصورة التمكّن والرضى الذي لا يوّلد سوى صور مزيفة تخفي خلفها الكثير من الفراغ والحرمان المشاعري.

يأتي رمضان ليدحض كل هذه المظاهر الاجتماعية الناشئة، فالكل سواسية فيه كأسنان المشط لمدة 30 يوماً ومن طلوع الشمس حتى غروبها، الجميع يحجم عن عيش مظاهر الترف والبذخ بشكل إجباريّ لا إمكانية للمماطلة فيه، الجميع يجوع ويعطش ويمسك نفسه عن الانفلات البشري الذي لا يعرف تربيةً للذات أو تحكماً فيها.

إنها فرصة سنوية عظيمة لا تمر مر الكرام لمن فطن لثمنها وقيمتها، قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو يعلم العبد ما في رمضان، لودّ أنْ يكون رمضان السنة). إذ إنه محطة يقف عندها المرء فيعرض على نفسه صحائف أعماله ويراجعها بتأنٍ حتى يعلم الصالح منها وما أحسن فيه فلا يغتّر به بل يحسنه أكثر، وما أساء فيه فيحدد نقاط السوء وأسبابها، مهما كبرت أو صغرت، فالتأديب الذاتي يوفر على المرء تراكم العبر غير المستفاد منها، ويرتقي بالنفس للسمو والعلا، فكيف ستكون محطتك الرمضانية هذا العام، وكم ستقف عندها.!

شهر رمضان
الصيام
التفكير
السلوك
المجتمع
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة

    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟

    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    آخر القراءات

    اقتل شيطانك

    النشر : الأربعاء 19 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الإمام الكاظم ومعالجة الانهيار الأخلاقي

    النشر : السبت 25 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ولو كُنتَ عاملاً.. وظيفتك تُكمّل الحياة

    النشر : السبت 21 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    مواجهة الحياة تحت الوان.. اسود احمر ابيض

    النشر : الثلاثاء 08 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    العلاج النفسي.. مدربا للعواطف

    النشر : الأحد 07 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    ماذا تعني كلمة السياسة؟

    النشر : السبت 10 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 533 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 392 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 384 مشاهدات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    • 373 مشاهدات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    • 371 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1373 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1184 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1118 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 822 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 658 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين
    • منذ 23 ساعة
    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة
    • منذ 23 ساعة
    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟
    • منذ 23 ساعة
    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة