يشهد المجتمعُ تغيراتٍ كثيرةً، مما يؤدي إلى خللٍ كبيرٍ فيه وفي الأُسرة، فهي اللُّبنة الأساس في تكوين مجتمعٍ واعٍ ومتكامل، وإن هُدِمت، هُدِم المجتمع.
وقد بات الطرفان لا يعرفان قدر المسؤولية المُناطة بهما، وعلى هذا، فقد يفقد أحدهما نفسه، ثم يتخلى الآخر عنه، فينتهي كل شيء.
وقد تصدّرت نسبُ الانفصال بشكلٍ واسعٍ في الآونة الأخيرة؛ ففي إحصائية ثقيلة لحالات الطلاق المسجلة شهريًا في العراق، كشف مجلس القضاء الأعلى عن أن عددها بلغ 6973 حالة، بمعدل نحو 235 حالة طلاق يوميًا، ونحو 10 حالات في الساعة الواحدة.
وقد تم تسجيل أكثر من 357 ألف حالة طلاق خلال السنوات الأربع الأخيرة في عموم العراق، باستثناء إقليم كردستان، بحسب ما قال رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، فاضل الغراوي.
وأضاف في بيان أن عدد حالات الطلاق خلال هذه السنوات، وهو تحديدًا 357887 حالة، يمثل ارتفاعًا مخيفًا يهدد استقرار الأسرة والمجتمع.
وقد تكون الأسباب كثيرة، منها: العنف الأسري، الزواج المبكر، وعوامل معقدة أخرى.
أما الإعلام، فقد لعب الدور الأكبر في إفساد الأُسر، من خلال حثّ المرأة على تبنّي وتقبّل صفات لصقت بها، والأدهى من ذلك، إيمانها بها، ككونها كثيرة النكد.
وقد بدأت الفيديوهات تنتشر، خصوصًا من قِبل الذين استثمروا حياتهم للشهرة، فتقبّلها الرجل، وأخذ عنها صورة نمطية يرسمها عن كل امرأة؛ فأيّ سؤال أو حوار أو تدقيق بأمرٍ معين، يصنّفها الرجل على أنها نوع من النكد، وأنه طبع من طبائع النساء، لا يمكن تغييره، فيترك أحيانًا المنزل.
وبالتالي، تقتنع المرأة بأنها تتصف بهذه الصفة، وتستحق ردّة الفعل منه، فينخفض منسوب الودّ بينهما، وتترتب مجموعة من الخلافات على هذه التفاصيل البسيطة.
كما زُرعت فيها فكرة تأثير الهرمونات عليها بشكلٍ فظيع وغير عقلاني، لدرجة أن كثيرًا من النساء صدّقن ذلك، فبدأن ينسبن كل أفعالهن غير المنطقية إلى الهرمونات.
وأيضًا، الرجل راح يأخذ شكواها من التقصير أو غيابه عن العائلة حضوريًا مأخذ الهرمونات، ولا يجد حلولًا فعلية للمشكلات. وبدأت الاختلافات البسيطة تهدم قواعد الأسرة، وراح الرجل يبحث عن أسباب جانبية، وكذلك المرأة!.
ختامًا، علينا أن نعي أن من المُزري أن تُقاس المرأة بصفات لصقت بها، وتُنسى صفاتها الأصيلة: فصبرها، وتفانيها، ورقتها، وعملها الدؤوب في إنجاح الأسرة، وحنوّها، واحترامها، وتكاملها مع الرجل، إضافةً إلى تفهّم الرجل واحترامه لها، وعدم تقبّل كل ما يسمعه من خرافات وأخذها بعين الاعتبار، وبناء فكرةٍ تحمل معولًا خفيًّا لتهديم أسرتهما؛ هو ما يُبني عليه أسرة سليمة نفسيًا، خالية من وجود حرف الطاء فيها!.
اضافةتعليق
التعليقات