حين قتل الحسين (عليه السلام) كان أهل الكوفة على بصيرة من أمرهم، على عكس الجماهير الشامية الذين كانت رؤيتهم لسبايا أهل البيت (عليهم السلام) مصحوبة بالدموع، بعد أن عرفوهم متأخرا نتيجة للاعلام الكاذب آنذاك، فهل إعلامنا الآن مثل الإعلام في الزمن الحسيني؟ فهو إما أن يكون مضللا أو حقيقيا، وهو في هذه الحالة يحمّل المسؤولية للمشاهد والخابر، بينما إذا كان مضللا فلا أحد يعتب على من لم يعرف لجهله.
أتساءل هنا إن كانت السيدة زينب (عليها السلام) اختارت السكن في الشام بعد واقعة كربلاء، لوجود أنصار ومحبين لأهل البيت (عليهم السلام)، أم أنها اختارت السكن في أملاك زوجها، أو أنها كانت اعلامية تناضل في المدينة بصوتها فنُفيت؟.
وكيف تعود إلى الكوفة، وقد كانت في زمن أمير المؤمنين ابنة الخليفة يعرفها القاصي والداني.
إنّ للاعلام دور مهم حتى في المجال الأخروي فهو في مفترق الطرق بين الحق والباطل، واعلامنا الآن في العراق هل هو اعلام حقيقي أم مضلل سؤال يطرح بكثرة في المجالس.
من المهم معرفة الانسان نفسه وما يدور حوله.
ولابد من معرفة أن للاعلام دور مهم في المجتمع ككل، وتبدو لنا السيدة زينب الاعلامية الاولى في هذا المجال، فبعد مقتل الحسين (عليه السلام) انبرت تعلن ثورتها وأحقية أهل بيتها عليهم السلام، وهي التي أشعلت المجالس وألهبت القلوب بعد فاطمة الزهراء وأنّتها في المسجد النبوي آنذاك.
ويتضح لنا أن الاسلام أراد للمرأة أن تكون صوتا هادرا في سبيل الحق واحقاقه. فبدءًا من الزهراء إلى ابنتها الحوراء مسيرة للإعلاميين لا تنتهي.
وقد عرف الغرب أهمية دور المرأة في المجتمع، واختار لها أن تكون سلعة رخيصة في المجال الاعلامي، لكننا بحمد الله وتوفيقه استطعنا أن ننشئ أجيالا من الاعلاميات سواء من الدارسات في الكليات ذوات القلم الواعي والعمل الملتزم ينسفن ما جاء به الغرب من صورة نمطية للاعلاميات، وصار لزاما للملتزمة أن يكون قلمها حرّاً، فالكلمة الواضحة هو موقف مسجل، ومايدور حوله أمام الرأي العام ليتخذ كل انسان موقفه، لأن الزمان يدور وكل يأخذ نصيبه.
وأمام القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية، يقف الانسان المسلم موقفه في كل منها مواقف شخصية، ويعلن وقوفه إلى جانب قضية من القضايا في سبيل الله، وإن كان كل ما يعمله المسلم هو في سبيل الله.
إلا أنّ كربلاء تعلّمنا، أن لا نقف موقف المشاهد فقط، بل أن نشترك في حلبة الانتصار للموقف، فإن كان الحسين (عليه السلام) وحيدا فريدا فهنا من أتباعه يحتاجون إلى يد العون والانتصار لقضاياهم ومواقفهم.
اضافةتعليق
التعليقات