• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أوجه التشابه البلاغية بين السيدة زينب والامام علي

اسراء حسين / الخميس 07 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 776
شارك الموضوع :

من هذه الدوحة اليانعة نبت غرس البلاغة عند زينب (عليه السلام)، ومن هذا السحاب الهاطل كان ارتواؤها

إن الذهنية العلوية بذكائها الحاد تعطينا حقائقاً من خلال تسلسل منطقي محكم، وتنتهي بنا إلى نتائج وهي إن الأفكار المتسلسلة بداهة، سواء كانت في خطب الإمام علي المرتجلة، أو في رسائله إلى عماله وولاته على الأمصار، معجزة أخرى من معجزات البيان العلوي وإذا ما اتجهنا للكشف عن مصادر الإعجاز في آيات البيان العلوي، فإننا بحاجة إلى أسفار لا متناهية، ولكننا هنا نورد موجزاً عن أهم ما قيل عن بلاغة الإمام (عليه السلام) وفصاحته.

قال الكاتب عبد الحميد بن يحيى (حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع، ففاضت ثم فاضت) وذكر الخليل بن أحمد صاحب علم العروض: (احتياج الكل إليه، واستغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل) ملامح من عبقرية الإمام، وقال ابن نباتة: (حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب).

ومن هذه الدوحة اليانعة نبت غرس البلاغة عند زينب (عليه السلام)، ومن هذا السحاب الهاطل كان ارتواؤها، فإذا ما أينعت ثمارها، فليست إلا من تلك التربة الأم، والبيان الإلهي وإذا مــــا نطقت العقيلة حكمةً وهدايةً ونوراً، فما من طبيعة لصفات النور إلا الإشراق والبروز وإذا ما تكلمت، فليست تلك الكلمات إلا من ذلك النهج الكريم، والبلاغة السامية.

وحينما احتشد أهل الكوفة لملاقاة الركب النبوي وأقبلت ابنة علي (عليه السلام)، وقد التفت بالسواد، مجردة من كل شيء، إلا من هيبة الله التي أسبلها عليها، فدان لها كل شيء، وخضع لها كل شيء.

ولم تأت زينب (عليها السلام) الكوفة بجيش جرار، ولا بألوية خفاقة، ولا بسيوف مشرعة إنما جاءت على عجاف النوق، يحيط بها أطفال يتامى، ونساء أرامل من كل شيء، إلا مــــن عزتهـــا وكبريائها، وشموخها العلوي، فما رأتها فلول أهل الكوفة، المنهزمة في ميدان النبل والكرامة، إلا وارتعدت فرائصهم.

يقول خزيمة الأسدي: «دخلت الكوفة بعد مقتل الحسين.. فلم أر خضرة أنطق منها، كأنها تنزع عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب»، حيث أشارت عليهم أن اسكتوا، فطأطأوا رؤوسهم خزياً، وندماً على حين مضت تقول: «أما بعد؛ يا أهل الكوفة، أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنة، إنما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ألا ساء ما تزرون أي والله فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فقد ذهبتم بعارها وشنارها، فلن تدحضوها بفل أبداً، وكيف تدحضون قتل سبط خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، ومدار، حجتكم ومنار مهجتكم، وهو سيد شباب أهل الجنة؟ لقد أتيتم بها شوهاء خرقاء!

أتعجبون لو أمطرت دماً؟ ألا ساء ما سولت لكم أنفسكم، وإن سخط الله عليكم وبالعذاب أنتم خالدون، أتدرون أي كبد فريتم وأي دم سفكتم، وأي كريمة أبرزتم؟ لقد جئتم شيئاً إداً، تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هداً.

وما كانت بلاغتها تستتر عنها حين مواقف البلاء والكرب بل كلما قارعتها الخطوب زادتها صلابة وعزماً، وكالفيصل كلما طرق صار أمضى، وكالنجوم كلما اشتدت حلكة الليل ازدانت بريقاً ولمعاناً، إن البيان العلوي لا يخبو ولا يهضم؛ لأنه بيان استمد قوته من الحق، فكان رائده القرآن ومعلمه رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله)، هكذا كان البيان العلوي، يقارع تيجان السلاطين في عقــــر بلاطهم، ويتردد صداه في جنبات قصورهم، فتأخذهم رجفة رهيبة، فكلما زمجر رعد السماء، توهج البرق سياطا، تلهب ضمائر الغافلين، وتؤرق ليلهم.

قدمت مع السبايا محمولين على الأقتاب، وأدخلن البلاط الأموي فتقدمت زينب (عليها السلام) بجلالها، وهيبتها تناشد الطاغية يزيد: «أظننت يا يزيد أنه حين أخذت علينا بأطراف الأرض، وأكناف السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى، أن بنا هوانا على الله، وأن بك عليه كرامة، وتوهمت أن هذا لعظيم خطرك، فشمخت بأنفك ونظرت بعطفك جذلان فرحاً، حيث رأيت الدنيا مستوثقةً لك، والأمور متسقة عليك، إن الله إن أمهلك فهو قوله: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) 178 آل عمران .

مقتبس من كتاب السيدة زينب (عليها السلام) بطولة ورسالة للمؤلف حسن الشيخ

السيدة زينب
الامام علي
الايمان
الشخصية
السلوك
كربلاء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    شكرًا للسيدة زينب: إرث القوة والإلهام الذي يوجه المرأة في كل عصر

    النشر : الأربعاء 07 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    إلـى أجـمـل مـن خـلـق الـرب.. أمـي العراقية

    النشر : الخميس 25 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الإمام الجواد ومواجهة الفرق

    النشر : السبت 10 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    النشر : منذ 3 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الرياضيات.. بين صناعة الانسان العربي وتطوير العقل الغربي

    النشر : الثلاثاء 01 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    عطلتي الصيفية

    النشر : الأحد 02 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 818 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 721 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 400 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1200 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين
    • الأحد 17 آب 2025
    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟
    • الأحد 17 آب 2025
    شيء من براءة الأطفال
    • الأحد 17 آب 2025
    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء
    • الأحد 17 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة